مصر تسجل رقمًا قياسيًا في مساعدات غزة.. وإسرائيل تبدي مرونة مشروطة
مصر تسجل رقمًا قياسيًا في مساعدات غزة وإسرائيل تبدي مرونة مشروطة
في ظل تصاعد التوترات والحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية، تتخذ مصر خطوات حاسمة لتعزيز دعمها لسكان قطاع غزة، معلنة عن زيادة ملحوظة في عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات، في الوقت نفسه، تظهر إسرائيل استعدادًا للتفاوض حول شروط الهدنة، مع التركيز على مسألة الأسرى كنقطة محورية في المحادثات، هذه التطورات تأتي كجزء من الجهود المستمرة لتخفيف الأزمة الإنسانية والبحث عن حلول دبلوماسية للصراع المستمر.
*زيادة عدد الشاحنات*
أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات في مصرط عن زيادة كبيرة في حجم المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة، وفقًا لتصريحات ضياء رشوان، رئيس الهيئة، سترفع مصر عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى ما يزيد عن 300 شاحنة يوميًا.
تأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتهدف إلى تعزيز الدعم المقدم للفلسطينيين في ظل الأوضاع الراهنة. تشمل المساعدات مواد غذائية، طبية، ومستلزمات إعاشة، وتُنقل عبر معبر رفح الحدودي.
خلال الأيام الماضية من شهر رمضان، دخلت 322 شاحنة مساعدات من الجانب المصري إلى شمال غزة وحدها، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، بلغ إجمالي عدد الشاحنات 19354، نقلت معها أطنانًا من المساعدات الحيوية، بما في ذلك الوقود، المياه، والمواد الغذائية، إلى جانب الخيام، المشمعات، وسيارات الإسعاف المجهزة.
*مرونة إسرائيلية مشروطة*
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن دخول عدد قياسي من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، وفقًا للبيانات الصادرة اليوم الثلاثاء، بلغ عدد الشاحنات التي عبرت إلى القطاع يوم أمس 419 شاحنة، مما يمثل العدد الأكبر منذ بداية النزاع.
في سياق متصل، تناولت هيئة البث الإسرائيلية تفاصيل مقترح جديد للهدنة في غزة يتضمن ثلاث مراحل، مشيرة إلى استعداد إسرائيل لإظهار مرونة في المفاوضات المتعلقة بعودة سكان شمال القطاع، ولكن ضمن شروط محددة.
أبرز هذه الشروط، كما أوضحت الهيئة، هو التوصل إلى تفاهم حول مسألة الأسرى، وتسعى إسرائيل للتفاوض بشأن عدد الأسرى، ووضع الأفراد المحبوسين لاشتراكهم في عمليات قتل، مع الاحتفاظ بحق رفض بعض الأسماء.
هذه الخطوات تأتي في إطار البحث عن حلول دبلوماسية للأزمة الراهنة، وتعكس التعقيدات المرتبطة بالوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.
*الضغوط الدولية*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الزيادة في المساعدات المصرية تعكس رغبة مصر في تعزيز دورها كوسيط إنساني وسياسي في المنطقة. هذا الدور يمكن أن يسهم في تخفيف التوترات ويعزز من مكانة مصر الإقليمية.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن المبادرة المصرية تشير إلى تحول استراتيجي نحو دعم الشعب الفلسطيني بشكل مباشر وقد تساهم في فتح باب الحوار لحلول سياسية أكثر استدامة، مؤكدًا أن المرونة الإسرائيلية في المفاوضات حتى إذا كانت مشروطة، فهي تظهر تغيرًا في النهج ناتج عن الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب، وهو ما قد يؤدي إلى تقدم، وذلك رغم إن الشروط المسبقة تبقى عقبة رئيسية أمام أي تقدم حقيقي نحو السلام.