محلل يمني: الحوثي يحول التعليم إلى سلاح أيديولوجي لتكريس فكر التطرف بين الأطفال

محلل يمني: الحوثي يحول التعليم إلى سلاح أيديولوجي لتكريس فكر التطرف بين الأطفال

محلل يمني: الحوثي يحول التعليم إلى سلاح أيديولوجي لتكريس فكر التطرف بين الأطفال
ميليشيا الحوثي

تتزايد المخاوف في اليمن من تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تحذر منظمات حقوقية محلية ودولية من تصاعد عمليات التجنيد القسري واستغلال المدارس لنشر فكر متطرف يهدد مستقبل الأجيال الجديدة في البلاد.

وبحسب تقارير ميدانية، كثفت الميليشيا خلال الأسابيع الأخيرة من حملات التجنيد في صفوف الطلاب، مستهدفة الأطفال دون سن الثامنة عشرة عبر دورات طائفية ومعسكرات صيفية تُقام تحت شعارات دينية، يتم فيها غسل أدمغة الأطفال وتحريضهم على القتال، في انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حماية الطفولة.

كما تعمل الجماعة على تغيير المناهج الدراسية وإعادة صياغتها بما يخدم فكرها العقائدي، حيث تم حذف مواد تتعلق بالتسامح والتعايش، واستبدالها بمحتوى يحضّ على الكراهية والطائفية، في محاولة لإعادة تشكيل وعي الطلاب بما يخدم أجندتها السياسية والعقائدية.

من جانبها، أكدت تقارير حقوقية، أن أكثر من 10 آلاف طفل تم تجنيدهم منذ بداية الحرب، بينما تشير تقديرات أممية إلى أن الحوثيين يستخدمون الأطفال كدروع بشرية أو في مهام الدعم اللوجستي على جبهات القتال.

ويرى مراقبون، أن هذه الممارسات تمثل تهديدًا خطيرًا للنسيج الاجتماعي ومستقبل التعليم في اليمن، محذرين من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى جيل من الأطفال المعبئين بالكراهية والعنف، ما يعمّق من أزمات البلاد الأمنية والإنسانية في المدى الطويل.

ويطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الحوثيين لوقف تجنيد الأطفال وإيقاف التلاعب بالمناهج الدراسية، ودعم الجهود الرامية لإعادة دمج الأطفال المجندين في المجتمع، باعتبار حماية الطفولة أولوية إنسانية لا يجوز تسييسها أو استغلالها في النزاعات المسلحة.


وقال المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع: إن ميليشيا الحوثي تمارس واحدة من أخطر جرائم الحرب في اليمن من خلال تجنيد الأطفال والتلاعب بالمناهج التعليمية لتحويل المدارس إلى أدوات تعبئة طائفية، مشيرًا إلى أن ما يجري يمثل تهديدًا وجوديًا لمستقبل الأجيال القادمة وللنسيج الوطني اليمني.

وأوضح المودع - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: أن الحوثيين لا يكتفون بتجنيد الأطفال في جبهات القتال، بل يعملون على زرع فكرهم المتطرف داخل المؤسسات التعليمية بهدف إنتاج جيل مؤدلج يؤمن بأفكارهم العقائدية ويتبنى مشروعهم السياسي، وهو ما يشكل خطرًا يفوق آثار الحرب نفسها.

وأشار إلى أن الميليشيا تستخدم المدارس والمعسكرات الصيفية كأدوات لتجنيد الطلبة عبر خطاب ديني منحرف ومناهج معدلة تخدم مشروعهم السياسي الإيراني، مؤكدًا أن هذا النهج يهدد بتدمير التعليم في اليمن وتحويله إلى وسيلة لتغذية الكراهية والانقسام.

وأضاف المودع: أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات، وفرض رقابة على العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثي، إلى جانب دعم برامج إعادة التأهيل للأطفال الذين جرى تجنيدهم قسرًا.

واختتم تصريحه بالقول: إن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى جيل جديد من المقاتلين بدلاً من المتعلمين، محذرًا من أن اليمن قد يواجه مستقبلاً مظلمًا إذا لم تتكاتف الجهود الإقليمية والدولية لوقف هذه الممارسات الإجرامية.