بين التحديات والآمال.. الجيش اللبناني في قلب معادلة السلام بين إسرائيل وحزب الله

بين التحديات والآمال.. الجيش اللبناني في قلب معادلة السلام بين إسرائيل وحزب الله

بين التحديات والآمال.. الجيش اللبناني في قلب معادلة السلام بين إسرائيل وحزب الله
حرب لبنان

وسط مشاهد الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحركت قافلة عسكرية للجيش اللبناني في استعراض يهدف إلى طمأنة المواطنين، لكنه يُظهر في الوقت ذاته إدراك الجنود للحدود التي تكبل قدراتهم، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

تحديات كبرى


وأشارت الصحيفة، أنه رغم الغارات التي أودت بحياة بعض الجنود اللبنانيين، لا يمتلك الجيش اللبناني القدرة على الرد بسبب نقص الإمكانيات.

وقال أحد الجنود ا- لذي كان يقف بجوار مدفع رشاش على متن سيارة هامر أمريكية-: "ليس مضادًا للطائرات، فالدعم الذي يتلقاه الجيش اللبناني من الولايات المتحدة وغيرها من المانحين الدوليين، يهدف بالكاد إلى ضمان بقائه، دون تمكينه من مواجهة أعداء خارجيين أو منافسين داخليين".

وتابعت الصحيفة، أن في ظل مساعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تتجه الأنظار إلى الجيش اللبناني، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا حاسمًا في تأمين المناطق الجنوبية إذا انسحبت القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله.

يتوقع أن ينشر الجيش اللبناني قوات إضافية جنوب البلاد، لتعمل جنبًا إلى جنب مع قوات الأمم المتحدة كحاجز بين الأطراف المتصارعة، هذه الخطوة تثير تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على السلام ودوره في منطقة تتنازعها المصالح السياسية الداخلية والخارجية.

وأكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن نجاح هذه المهمة يعتمد على "اتفاق كافة الأطراف اللبنانية حول دور الجيش في استقرار الوضع الأمني".

مفاوضات إطلاق النار


وأكدت الصحيفة، أن عاموس هوكشتاين المبعوث الأميركي، زار بيروت لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار مع المسؤولين اللبنانيين. وبينما أشار إلى إحراز تقدم، لم يكشف عن تفاصيل الاتفاق، الذي يتوقع أن يشمل مسائل حساسة مثل ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله.

وينظر الغرب إلى الجيش اللبناني كقوة موازنة لحزب الله، في حين يحاول الجيش الحفاظ على استقلاليته ودوره كقوة متعددة الطوائف، لكن مهمة الجيش بعد وقف إطلاق النار لن تشمل مواجهة حزب الله، الذي يعتبر حزباً سياسياً رئيسياً في البلاد ويتعاون مع الجيش عبر الاستخبارات. 


قرار دور الجيش في الجنوب يعتمد على "قرار سياسي" بحسب مصدر مقرب من الجيش، مشيرًا إلى القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على أن تكون الأسلحة في الجنوب تحت سيطرة الجيش أو قوات الأمم المتحدة.

تحديات لوجيستية 


وأكدت الصحيفة، أن الجيش اللبناني يحتاج إلى دعم إضافي ليتمكن من تنفيذ مهمته في الجنوب، بما في ذلك جنود إضافيون وتدريب ومعدات، لكن الأزمة الاقتصادية في لبنان ألقت بظلالها على الجيش، حيث سمحت القيادة للجنود بأخذ وظائف إضافية لتغطية احتياجاتهم.


وأشارت، أنه على الرغم من وعود المانحين بتقديم 200 مليون دولار لدعم الجيش، فإن هذا المبلغ لا يلبي المتطلبات الهائلة لتأمين الجنوب واستعادة النظام في البلاد.


وتابعت، أن الجيش اللبناني يواجه معضلة: عليه تحقيق توازن بين الضغوط الدولية ودعم المواطنين في الجنوب، الذين يتمتع حزب الله بشعبية كبيرة بينهم. الحل النهائي يتطلب تسوية شاملة بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك ترسيم الحدود.


وأشار مصدر لبناني مسؤول، أنه دون اتفاق شامل، فإن "المقاومة ستعود"، مؤكدًا أن "الاحتلال يولد المقاومة".