شهود عيان يكشفون كواليس مجزرة جباليا.. رأينا الجحيم على الأرض
كشف شهود عيان كواليس مجزرة جباليا
خلفت غارة إسرائيلية استهدفت مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان شمال قطاع غزة، أضرارا كارثية ومقتل عدد كبير من الأشخاص، وفقا لشهود عيان ومسعفين في القطاع.
موجة حزن جديدة
وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن الدمار الذي أحدثته الغارة موجة جديدة من الحزن بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، حيث استيقظ سكان غزة على انقطاع آخر للاتصالات صباح الأربعاء.
وتابعت أن الناجين وشهود العيان يروون مشاهد مروعة في أعقاب الغارة التي أحدثت حفرة ضخمة في وسط المخيم المزدحم، حيث قال محمد إبراهيم، "كنت أنتظر في الطابور لشراء الخبز عندما سقطت سبعة إلى ثمانية صواريخ فجأة ودون أي إنذار مسبق".
وتابع: "كانت هناك سبعة إلى ثمانية حفر ضخمة في الأرض، مليئة بالقتلى، وأشلاء الجثث في كل مكان، لقد شعرت وكأنها نهاية العالم."
وبحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارة الجوية وقتلت إبراهيم بياري، الذي وصفه بأنه أحد قادة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي خلف أكثر من 1400 قتيل وأسر المئات كرهائن.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إن العديد من إرهابيي حماس الآخرين أُصيبوا في الغارة، وادعى أن كتيبة جباليا المركزية سيطرت على المباني المدنية، لكن حماس نفت بشدة وجود أحد قادتها في مخيم اللاجئين.
واتهم حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، إسرائيل بمحاولة تبرير ما وصفه بـ "الجريمة البشعة ضد المدنيين الآمنين والأطفال والنساء في مخيم جباليا".
الجحيم على الأرض
ووصف شاهد العيان محمد الأسود "المشهد المروع وكأنه الجحيم على الأرض" في أعقاب الغارة، وقال إنه ركض إلى مخيم اللاجئين للاطمئنان على عائلته بعد سماع سقوط الصواريخ.
وتابع: "كان الأطفال يحملون أطفالاً مصابين آخرين ويركضون، وكان الغبار الرمادي يملأ الهواء، وكانت الجثث معلقة على الأنقاض، ولم يتم التعرف على الكثير منها، كان بعضهم ينزفون والبعض الآخر محترقاً".
وأضاف أن السكان في المنطقة أصيبوا بحالة هستيرية، رأيت نساءً يصرخن ويشعرن بالارتباك، لم يعرفوا هل يبكون على فقدان أطفالهم أم يركضون ويبحثون عنهم، خاصة أن العديد من الأطفال كانوا يلعبون في الحي.
وأظهرت صور من مكان الحادث حفرة ضخمة بين الأنقاض والمباني المتضررة، وشوهد الفلسطينيون وعمال الإنقاذ وهم يحاولون العثور على الضحايا، وبعضهم يستخدم أيديهم لإزالة المخلفات.
وشهد جنوب غزة أيضًا غارات جوية قاتلة، وحذرت منظمات الإغاثة مرارًا وتكرارًا من أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المعزول، وأدى القصف الإسرائيلي لغزة إلى مقتل ما لا يقل عن 8,485 شخصًا وإصابة أكثر من 21 ألفا آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، التي تعتمد على معلومات من القطاع.
وأعلنت شركتا اتصالات فلسطينيتان، الأربعاء، عن انقطاع في شبكة الإنترنت والاتصالات في غزة، وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن هناك انقطاعا كاملا لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، كما توقفت خدمات الهاتف المحمول من شركة الاتصالات جوال، بحسب بيان للشركة.
مشهد لا يمكن تخيله
وأفادت الشبكة الأميركية، بأنه في المستشفى الإندونيسي، وهو أقرب منشأة طبية كبيرة إلى جباليا، أظهرت مقاطع فيديو صفا طويلا من الجثث ملقاة على أرض المستشفى بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى، بينهم أطفال، بينما هرع الأطباء لعلاج إصاباتهم.
وتابعت أن العديد من المصابين شوهدوا وهم يتلقون العلاج على الأرض بسبب اكتظاظ المستشفى. وقدر مدير المستشفى الدكتور عاطف الكلحوت عدد القتلى في الانفجار بالعشرات.
وقال طبيب آخر يدعى محمد الران: "ما ترونه هو مشهد لا يمكن لأحد أن يتخيله: شهداء وجرحى، وجثث متفحمة بالمئات، كل ما يمكننا فعله هو الاستمرار في استقبالهم، معظم الإصابات ناجمة عن المتفجرات وإصابات الرأس وبتر الأطراف".
وقال محمد حواجرة، ممرض لدى منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الشفاء بغزة، إن بعض الجرحى وصلوا أيضًا إلى ذلك المستشفى، حيث وصل الأطفال الصغار إلى المستشفى مصابين بجروح عميقة وحروق شديدة، لقد جاءوا بدون عائلاتهم. وكان الكثيرون يصرخون ويسألون عن والديهم، بقيت معهم حتى نتمكن من العثور على مكان، حيث كان المستشفى ممتلئًا بالمرض.