خيارات صعبة في سوريا.. مأزق جديد للغرب في الشرق الأوسط بعد نظام الأسد

خيارات صعبة في سوريا.. مأزق جديد للغرب في الشرق الأوسط بعد نظام الأسد

خيارات صعبة في سوريا.. مأزق جديد للغرب في الشرق الأوسط بعد نظام الأسد
سقوط بشار الأسد

تجد الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، نفسها أمام خيار صعب في سوريا: إما التعاون مع جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، المصنفة إرهابية منذ سنوات، أو المخاطرة بخسارة النفوذ لصالح قوى أخرى مثل روسيا وإيران، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

تحديات كبرى


وأكدت الصحيفة، أن الجماعة التي قادت الإطاحة بنظام بشار الأسد، هي في الأصل فرع من تنظيم القاعدة، ويقودها أحمد الشرع المعروف سابقًا بـ"أبو محمد الجولاني"، والذي كان جهاديًا معاديًا للولايات المتحدة وسُجن خمس سنوات في معسكر أمريكي في العراق، أعلن تبرؤه من التطرف مؤخرًا وتعهد باحترام تنوع سوريا العرقي والديني.  

وتابعت، أن الغرب مازال متردد  قبل رفع العقوبات عن سوريا و"هيئة تحرير الشام"، حيث تطالب الدول الغربية بتعهدات واضحة من الجماعة تشمل التخلص من الأسلحة الكيميائية المتبقية من حقبة الأسد، حماية حقوق النساء والأقليات، ومحاربة الجماعات الإرهابية مثل "داعش".

اجتماعات مكثفة غير مسبوقة


وتابعت الصحيفة، أنه في خطوة غير مسبوقة، زارت شخصيات دبلوماسية أمريكية وأوروبية دمشق هذا الأسبوع لتقييم الوضع، ومن بين هذه الشخصيات، التقت باربرا ليف، مسؤولة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية، والقائد أحمد الشرع. 

وفقًا لليف، التزمت الجماعة بعدم السماح بوجود تهديدات إرهابية ضد سوريا أو الولايات المتحدة وحلفائها. بناءً على ذلك، رفعت واشنطن مكافأة مالية كانت قد خصصتها لاعتقال الشراء.  

ووصفت ليف المحادثات بأنها "بناءة ومثمرة"، مشيرة أن الشراء بدا براغماتيًا، وأكد التزامه بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تضم النساء وممثلي الأقليات، لكنها أكدت أن الحكم على الجماعة سيكون بناءً على أفعالها وليس أقوالها.  

وأضافت الصحيفة، أنه رغم هذه التطورات، ما زالت هناك شكوك حول نوايا الجماعة، خصوصًا بعد أن أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن "هيئة تحرير الشام" ارتكبت انتهاكات في السابق، بما في ذلك تعذيب المعتقلين وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون، إضافة إلى ذلك، يخشى الأقليات في سوريا من الحياة تحت حكم جماعة إسلامية، رغم تعهداتها بحمايتهم.  

رفع العقوبات


وتابعت الصحيفة، أنه أثناء اجتماع مع صحفيين أجانب، دعا الشرع إلى رفع العقوبات الغربية عن سوريا وإزالة تصنيف جماعته كمنظمة إرهابية، مشددًا على أهمية هذه الخطوة للحصول على تمويل دولي لإعادة بناء البلاد.  

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إنه على "هيئة تحرير الشام" أن تثبت جديتها في بناء حكومة معتدلة وغير طائفية. 

كما أشار إلى تجربة طالبان في أفغانستان كتحذير لما يمكن أن يحدث إذا انزلقت الجماعة نحو العزلة الدولية.  

من جهة أخرى، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب الوضع في سوريا. 

وأعلنت عن زيادة المساعدات الإنسانية لسوريا بقيمة 160 مليون يورو لهذا العام، مع وصول أولى الشحنات قريبًا.  

وأضافت الصحيفة، أن "هيئة تحرير الشام" تحتاج إلى دعم دولي كبير لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحفيز الاقتصاد، وإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين.

كما تواجه تحديات تتعلق بالمفاوضات مع روسيا بشأن القواعد العسكرية في سوريا، إضافة إلى توتر العلاقات مع إسرائيل، التي شنت حملات قصف مكثفة على مواقع عسكرية داخل سوريا.
 
في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب الدولية لضمان استقرار سوريا، يبقى السؤال حول قدرة القيادة الجديدة على الوفاء بوعودها وبناء دولة شاملة ومستقرة محل شك كبير.