قطر تستغل الانتخابات الأميركية للسيطرة على المشهد الليبي

قطر تستغل الانتخابات الأميركية للسيطرة على المشهد الليبي
الأمير تميم بن حمد آل ثان والرئيس التركي

وقعت قطر اتفاقا أمنيا مع جبهة الوفاق الوطني الليبية، ما أثار موجة غضب دولية كبرى، واعتبر المجتمع الدولي أن مثل هذه الاتفاقية تهدد الاستقرار في ليبيا ووقف إطلاق النار، بسبب الدعم القطري للإخوان والجماعات المتطرفة في ليبيا والاحتلال التركي.


استغلال قطري

تتحرك تركيا وقطر في ليبيا بطريقة توحي بأنهما تشتركان في خطة لعرقلة مسار التسوية بقيادة وزارة الخارجية الأميركية، في خطوة تعكس ترقبًا وتحديًا للولايات المتحدة للسيطرة الكاملة على ليبيا.


وبحسب تقرير نشرت صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فإن قطر تستغل الفترة التي تكون فيها الإدارة الأميركية شبه مشلولة، سواء فاز الرئيس دونالد ترامب أو خسر محاولته لولاية ثانية في البيت الأبيض، تحرك القطريون للعودة إلى المشهد الليبي بعد سنوات من الاختباء وراء دور تركيا هناك، الذي من المتوقع أن يتقلص في الفترة المقبلة.


انتهاك للاتفاق الليبي

وفي خطوة اعتبرها الخبراء انتهاكا واضحا للاتفاق العسكري الليبي الأخير، وقع فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني مذكرة تفاهم للتعاون الأمني مع رئيس الوزراء والداخلية القطرية الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني.


وبحسب محللين، تعكس الخطوة تحديًا للأمم المتحدة وجهود الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية تنهي الانقسام في ليبيا، فضلاً عن رفض الاتفاق العسكري.


مواد الاتفاق

وتنص المادة الأولى من المذكرة على أنها تركز على "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من خلال تبادل المعلومات حول المنظمات الإرهابية وشبكات دعم الإرهاب العملياتية من حيث التوريد والتمويل والبحث والتحقيق، والمساعدة في التعرف على الأفراد والمساعدة في التحقيقات، وتبادل البيانات والخبرات حول الوسائل التقنية التي تساهم في منع الإرهاب ومكافحته، شريطة أن يتيح الطرفان لبعضهما البعض الأدوات اللازمة التي تساعد في مكافحة مختلف أشكال الإجرام الدولي".


كما نصت المذكرة على "تشكيل لجنة متابعة أمنية مشتركة تضم ممثلين عن الدوائر المعنية في الطرفين لمتابعة القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك".


تصريحات بومبيو

وتزامن توقيع مذكرة التفاهم مع نشر بيان لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يرحب بإعلان وقف دائم لإطلاق النار في كل أنحاء ليبيا.


يوم الاثنين، قال بومبيو: إن اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الليبية المتحاربة كان "خطوة شجاعة" وإن على جميع المقاتلين الأجانب مغادرة البلاد في غضون 90 يومًا تماشياً مع شروط الاتفاق.


ويُنظر إلى تصريحات بومبيو على أنها تحذير لجميع الأطراف المتدخلة في ليبيا من عرقلة عملية التسوية، لكن المحللين لا يبالغون في أهمية هذه التحذيرات في ظل استمرار صمت البيت الأبيض المنهمك حاليًا بالانتخابات الرئاسية المقبلة 3 نوفمبر.


مخطط تركي قطري

ويرى المحللون أن التنسيق التركي القطري يهدف إلى استبدال الدوحة بأنقرة في الملف الليبي؛ إذ من المتوقع أن تكون أنقرة من بين الأطراف التي من المرجح أن يتم إخراجها من المشهد الليبي في الفترة المقبلة. 


وكانت هذه هي الخطة التي اتفق عليها وزير الدفاع القطري خالد العطية خلال زيارته لطرابلس في أغسطس تهدف إلى تمهيد الطريق لها.


ومن المتوقع أن تتولى واشنطن السيطرة الكاملة على الملف الليبي بعد الانتخابات الرئاسية بغض النظر عمن سيفوز، يبدو أن التحركات القطرية والتركية تعكس حقيقة أن الحليفين يراهنان على فوز بايدن، ولهذا السبب يحاولان منع أي اتفاق لا يضمن السيطرة المطلقة على السلطة في ليبيا لحلفائهما الإسلاميين هناك.