مخاوف من كارثة إنسانية جديدة.. لعنة الإبادة الجماعية تطارد دارفور من جديد
لعنة الإبادة الجماعية تطارد دارفور من جديد
هاجمت قوات الميليشيات المسلحة في الأيام الأخيرة قرى في دارفور التي مزقتها الحرب وأحرقتها، وفقًا لصور الأقمار الصناعية ومقابلات مع الناجين؛ مما أثار مخاوف من وقوع المزيد من عمليات القتل الجماعي في المنطقة، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فظائع جديدة
وبحسب الصحيفة، فقد أثار تصاعد العنف حول الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحذيرات من المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة والمحللين الذين يتابعون القتال بشأن خطر وقوع فظائع جديدة ضد مجتمعات السود في المنطقة.
وتابعت، أن الميليشيات المتطرفة قتلت بالفعل الآلاف من سكان دارفور، معظمهم من السود، منذ اندلاع الحرب للسيطرة على السودان بين المجموعة شبه العسكرية وجيش البلاد قبل عام.
اتبعت الهجمات نمطًا مشابهًا للعنف الجماعي الذي ارتكبه مقاتلو الجنجويد سيئو السمعة في دارفور بين عامي 2003 و2007 كجزء من حملة حكومية لقمع تمرد مجتمعات السود في المنطقة، حيث فقد حوالي 300.000 من أهل دارفور أرواحهم، العديد منهم بسبب الجوع والمرض الذي تفاقم بسبب أعمال العنف، خلال ما تعتبره الولايات المتحدة وآخرون أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الميليشيات استغلت الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وما نتج عنها من فوضى واضطرابات لارتكاب مجازر جديدة في دارفور وغالبًا ما استهدفت الأشخاص الذين نزحوا بالفعل بسبب أعمال العنف في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
أضرار واسعة
تظهر صور الأقمار الصناعية التي حللها مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل أضرارًا جديدة كبيرة ناجمة عن الحرائق في 11 قرية غرب الفاشر منذ أواخر مارس.
قال الناجون والناشطون المحليون: إن القرى تعرضت للهجوم من قبل مجموعات من رجال يرتدون ملابس مدنية وملثمون الذين أطلقوا نيران الأسلحة والمدفعية على المجتمعات المدنية وأحرقوا المنازل.
وقال ناجون وناشطون: إنه من غير الواضح عدد المدنيين الذين أصيبوا أو قتلوا في الهجمات.
وقالت أماني جاليا: إنها اكتشفت الجثث المتفحمة لوالديها المسنين في منزلهم بقرية صرفايا، على بعد حوالي 20 ميلاً غرب الفاشر، عقب هجوم شنه مقاتلو الميليشيات العربية في 29 مارس.
وتابعت أماني: "كانوا يشعلون النيران في جميع المنازل ويطلقون النار في جميع الاتجاهات، كانوا يصرخون ويصفوننا بالعبيد".
هربت أماني جاليا وابنتها البالغة من العمر 4 سنوات على دراجة نارية إلى الفاشر، المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة والتي كانت واحدة من آخر الملاذات النسبية للمدنيين في دارفور، وهي تقيم في مخيم يضم أكثر من 100 ألف نازح، والذي وجد نفسه منذ ذلك الحين وسط تبادل لإطلاق النار بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
ووثق مختبر ييل غارة جوية واحدة على الأقل وعدة حوادث إطلاق نار مدفعي على أحياء مدنية داخل الفاشر من قبل الجيش السوداني.
فرار جماعي
وكانت أعمال العنف في الفاشر وما حولها موضوع اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، وقال مسؤولون بالأمم المتحدة: إن نحو 36 ألف شخص فروا إلى الفاشر من القرى المحيطة في الأيام الأخيرة.
وحذر روبرت وود، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع من أن الهجوم الفاشر يخاطر "بإثارة المزيد من الفظائع العرقية وتوسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء دارفور".
وقال محققو الأمم المتحدة - في تقرير حديث-: إن معركة للسيطرة على مدينة الجنينة بغرب دارفور العام الماضي أودت بحياة نحو 15 ألف شخص، وذكر التقرير أن مذبحة وقعت في مخيم للنازحين في نوفمبر أدت إلى مقتل ما يصل إلى 2000 شخص.