من الأمن إلى الاقتصاد.. ما أبرز ملفات زيارة أردوغان للعراق.. خبراء يجيبون
أبرز ملفات زيارة أردوغان للعراق
في خطوة تاريخية تعكس تحولاً مهمًا في العلاقات الثنائية، يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد اليوم في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، تأتي هذه الزيارة في إطار سعي تركيا لتعزيز التعاون مع العراق، وتشمل جدول أعمالها ملفات حيوية تتقاطع فيها مصالح البلدين.
*التعاون الأمني والسياسي*
تتصدر قضايا الأمن والسياسة المباحثات، حيث يخطط أردوغان لمناقشة عملية عسكرية كبيرة ضد حزب العمال الكردستاني بهدف القضاء على التهديدات الأمنية.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة تكثيفًا للهجمات التركية ضد مواقع يُشتبه بأنها تابعة للجماعة في شمال العراق؛ مما أثار توترات سابقة بشأن انتهاك السيادة العراقية.
*إمدادات المياه: مصدر الحياة*
تحتل القضايا الاقتصادية مكانة بارزة في جدول أعمال الزيارة، حيث تشكل إمدادات المياه وصادرات النفط والغاز أساس التعاون الاقتصادي بين العراق وتركيا، تُعد هذه الموارد حيوية لاستقرار ونمو الاقتصاد، وتلعب دورًا محوريًا في تأمين الطاقة والمياه للمنطقة.
تُعتبر إمدادات المياه قضية حاسمة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والنمو السكاني. يعتمد العراق بشكل كبير على نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا، مما يجعل التعاون في مجال المياه أمرًا ضروريًا لضمان الأمن المائي والزراعي للبلاد.
توقفت صادرات النفط والغاز من شمال العراق إلى تركيا لأكثر من عام؛ مما أثر على الاقتصاد العراقي وعلى العلاقات التجارية بين البلدين، تسعى الزيارة إلى إعادة فتح هذه القنوات الحيوية، والتي من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين من خلال تحسين الأمن الطاقي وزيادة الإيرادات.
*التقارب الدبلوماسي والأمني*
تعكس التصريحات الأخيرة والإجراءات المتخذة تقاربًا دبلوماسيًا وأمنيًا متزايدًا بين العراق وتركيا، وهو تطور يحمل دلالات عميقة للسياسة الإقليمية.
الإعلان عن حظر حزب العمال الكردستاني في العراق يمثل خطوة مهمة نحو توحيد الجهود ضد التهديدات الأمنية المشتركة، ويُظهر استعداد البلدين للتغلب على الخلافات السابقة من أجل مصلحة أمنية أعلى.
إصدار بيان مشترك يعتبر حزب العمال الكردستاني تهديدًا أمنيًا لكل من تركيا والعراق يُعد رسالة قوية للمجتمع الدولي وللجماعات المسلحة، هذا الإجراء يُعبر عن توافق في الرؤى الأمنية ويُعزز من إمكانية التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين.
يُنظر إلى هذه الخطوات كتمهيد لعهد جديد من التعاون الأوثق بين العراق وتركيا، حيث يتوقع أن تفضي إلى تنسيق أكبر في مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي، كما أنها تُشير إلى إمكانية تطوير مبادرات مشتركة لمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
هذا التقارب يُمكن أن يُسهم في تحسين العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، من الأمن والدفاع إلى السياسة والدبلوماسية، ويُعطي دفعة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.
*نقلة نوعية*
من جانبه، وصف المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، الزيارة بأنها "نقلة نوعية"، مؤكدًا أنها ستشهد مناقشة ملفات مهمة وستمنح دفعة قوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى السياسة والأمن.
تأتي زيارة أردوغان في وقت حاسم، حيث يسعى العراق لتعزيز استقراره الداخلي وتركيا لتأمين حدودها، ويبدو أن البلدين على استعداد لفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر والشراكة الاستراتيجية.
*فرصة ذهبية*
من جانبه، يقول المحلل السياسي التركي، الدكتور مهند أوغلو: تمثل زيارة الرئيس أردوغان للعراق فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات الثنائية ومعالجة القضايا العالقة.
وأضاف أوغلو في حديثه لـ"العرب مباشر"، الحظر المفروض على حزب العمال الكردستاني يُظهر استعداد العراق للتعاون الأمني مع تركيا، وهو ما يمكن أن يُسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأضاف المحلل السياسي التركي: من المهم أن تُستغل هذه الزيارة لإعادة فتح قنوات الحوار حول إمدادات المياه والطاقة، والتي تُعد حيوية للتنمية المستدامة في العراق، وحل كل الأزمات العالقة.
وتابع أوغلو: التقارب بين أنقرة وبغداد يُعد تطورًا إيجابيًا يُمكن أن يُسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي. الزيارة الرئاسية تُعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية وتُظهر التزام تركيا بالتعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الحدودي، مضيفًا: من المهم أن تُستثمر هذه الزيارة لتطوير شراكات اقتصادية تعود بالنفع على الشعبين، وتُساعد في تجاوز التحديات الراهنة.