عقب قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.. ما هي أبرز العقبات التي تعترض تنفيذه؟
عقب قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار هناك أبرز العقبات التي تعترض تنفيذه
منذ أيام بدأ العالم بالتفاؤل نظرًا لقيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرارًا لوقف نزيف الحرب في قطاع غزة، ولكن ما حدث كان على غير المتوقع حيث لا يزال القتال محتدما بلا هوادة في قطاع غزة.
ويعول المجتمع الدولي علي القرار في دفع القوات الإسرائيلية بالاستجابة للضغوط المتواصلة بوقف عملياتها العسكرية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إثر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس داخل إسرائيل.
خطة بايدن لإنهاء الحرب
ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إنهاء الحرب سريعًا في ظل الانتخابات الأمريكية المرتقبة في نهاية العام الحالي، حيث تعتقد الإدارة الأمريكية إن حكومة بنيامين نتنياهو وعناصرها المتطرفين يعملون على إحباط الصفقة التي ستشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
في ظل أن إدارة بايدن تعارض وبشدة استمرار الحرب في رفح التي تهدف إلى القضاء على قيادات حماس وآخر كتائبها المتمركزة هناك، لأنه بالنظر إلى الكثافة السكانية، تخشى الإدارة من أن يؤدي العمل العسكري إلى مقتل العديد من المدنيين، ويقضي بشكل كامل على الشرعية الدولية للدعم الأمريكي لإسرائيل.
استمرار إطلاق النيران في قطاع غزة
وعقب يومين فقط من القرار الأممي سمع دوي انفجارات عنيفة بمدينة غزة، على وقع عمليات نسف ينفذها الجيش الإسرائيلي بمنطقة مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، تزامنا مع توغل آليات عسكرية على أطراف مخيم الشاطئ لمحاصرة عدة منازل سكنية.
كذلك تواجدت غارات جوية عدة استهدفت أماكن قريبة من رفح بأقصى جنوب القطاع، والذي تعتزم إسرائيل تنفيذ هجوم بري بها رغم الانتقادات الأميركية والإقليمية الواسعة.
ويرى الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، أن قرار مجلس الأمن الذي طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة "ملزم" قانونيا، لكنه لا يتمتع بآليات لتنفيذه على أرض الواقع، في ظل أن القرار لم يحدد وقتاً لوقف إطلاق النيران، وبالتالي يسمح لإسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية، كما لا توجد عواقب لعدم الامتثال له، ومع ذلك يضع عليها "عبئا أخلاقيا" في الاستجابة للقرار الذي حظى بموافقة 14 دولة وامتناع دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن جون كيربي، رئيس مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أشار إلى أن القرار غير ملزم، وبالتالي لن يكون له "أي تأثير على الإطلاق على قدرة إسرائيل على مواصلة ملاحقة حماس"، وبالتالي إسرائيل تستكمل حربها في قطاع غزة ضد حركة حماس، ومع ذلك تلاقي إسرائيل واقعاً جديداً بالعزلة الدولية إثر رفضاً عالمياً لما تقوم به داخل قطاع غزة.
ويرى الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن وقف إطلاق النار في غزة ينبغي تنفيذه وفشله سيكون أمرًا لا يغتفر للعالم، وما تقوم به إسرائيل هي محاولات أخيرة في الغالب وستنتهي بأمراً من الولايات المتحدة بوقف الحرب.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن القرار دعا لإطلاق سراح نحو 130 رهينة تقول إسرائيل إنها لا تزال في غزة بينهم 33 أسيرًا يفترض أنهم لقوا حتفهم، وهناك ضغوطاً علي إدارة نتنياهو داخلياً في إسرائيل للحفاظ علي الأسري وعودتهم لذويهم، ولكن حتى الأن هناك تخوفاً من إدارة نتنياهو من انهم سيحاكمون داخل إسرائيل بالفساد.