فؤاد مخزومي.. هل يكون رجل الأعمال والسياسة على رأس حكومة لبنان؟
فؤاد مخزومي.. هل يكون رجل الأعمال والسياسة على رأس حكومة لبنان؟
مع إعلان المعارضة اللبنانية ترشيح رجل الأعمال والنائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، أعاد هذا الترشيح الزخم إلى الساحة السياسية في لبنان، التي تعيش على وقع تحديات سياسية واقتصادية مستمرة.
في بلد منهك بالانقسامات الداخلية والصراعات الإقليمية، يبرز اسم مخزومي كمرشح يحمل خلفية اقتصادية وسياسية مميزة، وسط تساؤلات حول فرص نجاحه وقدرته على قيادة حكومة في هذه المرحلة الحساسة.
ترشيح يثير التساؤلات
قبل ساعات من انعقاد الاستشارات النيابية، أصدرت المعارضة اللبنانية بيانًا أعلنت فيه دعمها لترشيح فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة.
البيان حظي بتوقيع 31 نائبًا يمثلون كتلة المعارضة، والتي تضم أحزابًا بارزة مثل "القوات اللبنانية"، و"الكتائب"، بالإضافة إلى المستقلين ونواب تغييريين.
النائب بلال الحشيمي، الذي شارك في اجتماع المعارضة، أوضح أن مخزومي يمثل خيارًا سياديًا، لافتًا إلى علاقاته المتميزة مع القوى السياسية اللبنانية، فضلًا عن امتداد شبكاته الدولية والعربية، ما يجعله مرشحًا ذا قاعدة دعم متنوعة.
من هو فؤاد مخزومي؟
فؤاد مخزومي، البالغ من العمر 72 عامًا، رجل أعمال بارز ونائب في البرلمان اللبناني، يُعرف بمواقفه المعارضة لنفوذ إيران و"حزب الله".
وُلد في بيروت عام 1952، ودرس في مدارسها قبل أن يكمل دراسته الجامعية في الهندسة الكيميائية في الولايات المتحدة، حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من جامعة ميتشيغان التكنولوجية في منتصف السبعينيات.
بدأ مخزومي مسيرته السياسية مع تأسيس حزب "الحوار الوطني" عام 2004، ساعيًا إلى بناء خطاب سياسي يركز على الحوار والاعتدال.
في عام 2013، أطلق منتدى "الحوار الوطني" لتعزيز النقاشات البنّاءة بين مختلف الأطراف اللبنانية.
انتخب نائبًا في البرلمان اللبناني لأول مرة عام 2018 عن دائرة بيروت، وأعيد انتخابه عام 2022.
خلال فترة ولايته، تولى مناصب عدة، من بينها رئاسة لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية مع دولة الإمارات، ورئاسة لجنة فرعية معنية بمتابعة حماية الصوامع الجنوبية في لبنان. هذه المناصب أكسبته خبرة تشريعية عميقة وشبكة علاقات دولية مؤثرة.
بعيدًا عن السياسة، يمتلك مخزومي سجلًا حافلًا في عالم الأعمال. يرأس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة "المستقبل القابضة"، التي أسسها عام 1982، وهي شركة متعددة الأنشطة تشمل مجالات الهندسة والصناعة والاستثمارات العقارية والأمنية.
كما يتولى إدارة مجموعة "المستقبل لصناعة الأنابيب" منذ عام 2003، والتي تُعد من أبرز الشركات العالمية في مجالها.
محفظة استثمارات مخزومي ليست فقط رمزًا لنجاحه الشخصي، بل أيضًا رافدًا يدعم رؤيته لتطوير الاقتصاد اللبناني. يمتلك استثمارات متنوعة تمتد من القطاع الهندسي إلى الإعلامي؛ مما يعكس نهجًا شموليًا في إدارة الأعمال.
مخزومي يعتبر من أبرز الشخصيات التي وقفت في مواجهة النفوذ الإيراني في لبنان. يُعرف بمواقفه الحادة تجاه "حزب الله"، التي تستند إلى قناعة بأن استعادة سيادة لبنان تمر عبر تقليص تأثير القوى الخارجية.
يرى أن الحلول لأزمات لبنان تكمن في الإصلاح الاقتصادي، وإعادة هيكلة النظام السياسي ليصبح أكثر شفافية وفعالية.
في حال نجاحه في تشكيل الحكومة، من المتوقع أن يركز مخزومي على ملفين رئيسيين: استعادة الثقة الدولية بلبنان عبر تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة، وتعزيز الحوار الداخلي لإيجاد حلول مستدامة للأزمات السياسية.
التحديات التي تواجهه
رغم سجله الاقتصادي والسياسي المميز، فإن وصول مخزومي إلى رئاسة الحكومة ليس أمرًا محسومًا. فالمشهد السياسي في لبنان ما يزال يهيمن عليه الانقسام الطائفي والمصالح الإقليمية.
المعارضة التي تدعمه، رغم اتساع قاعدتها، تواجه قوى سياسية نافذة قد تعرقل ترشيحه.
كما أن القدرة على إحداث تغيير حقيقي في لبنان تتطلب توافقًا داخليًا ودعمًا خارجيًا متينًا، وهو ما سيختبر مهارات مخزومي السياسية وشبكاته الدولية في حال توليه المنصب.
وترشيح فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة اللبنانية يعكس محاولة المعارضة الدفع بشخصية اقتصادية وسياسية مستقلة في مواجهة تحديات البلد.
ورغم الصعوبات التي تعترض طريقه، يبقى مخزومي رمزًا للأمل بالنسبة للمعارضين الذين يتطلعون إلى حقبة جديدة من الاستقرار والإصلاح.