تعرَّف على سعد الدين العثماني ذراع الإخوان في المغرب

تعرَّف على سعد الدين العثماني ذراع الإخوان في المغرب
سعد الدين العثماني

من خلف عباءة الدين، طرق الإخوان مختلف الأبواب بين العرب لاستغلالهم ونشر أفكارهم الإرهابية وأجندتهم الخسيسة للسيطرة على المنطقة، دون الاكتراث بالشعب أو معاناتهم أو حتى البلدان، لنشر الفوضى والفساد والأطماع.

وهو النهج الذي يسير عليه إخوان المغرب، حيث استغلوا أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" حاليًا بها، بهدف أغراض سياسية وحملة ترويج قبيل الانتخابات التشريعية المنتظر إطلاقها العام المقبل.

استغلال الإخوان

وانتشرت في الفترة الماضية حملة لتوزيع المواد الغذائية "شاي وسكر وزيت" على أنصار الحزب في عدد مدن ومناطق بالمملكة المغربية، التي أطلقها حزب العدالة والتنمية المغربي، من دون تنسيق مع السلطات المغربية ودون بيانات حكومية حول المحتاجين إلى المساعدات.

كما استغلوا الأمر لتشكيل عصيان وتجمهر في البلاد، حيث دفعوا بالمواطنين البسطاء إلى الخروج في مسيرات بشوارع عدد من المدن رافعة شعار "الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، بمزاعم حماية الشعب المغربي من فيروس كورونا.

العثماني

يترأس الحزب الإخواني حاليًا في المغرب سعد الدين العثماني، الذي يتولى أيضًا رئاسة الحكومة كأول أمازيغي يشغل ذلك المقعد، فضلًا عن كونه واحدًا من منظري الحركة الإسلامية بالمغرب.

ولد في مدينة إنزكان القريبة من أكادير، يوم 16 يناير سنة 1956، ثم التحق بكلية الطب في مدينة الدار البيضاء، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1986، بجانبي شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 من دار الحديث الحسنية الرباط، ثم حاز دبلوم التخصص في الطب النفسي 1994 من المركز الجامعي للطب النفسي بمدينة الدار البيضاء، ودبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط 1999.

الحياة السياسية

دخل العثماني عالم السياسة من بوابة حزب الحركة الدستورية الديمقراطية، حيث خاض الانتخابات التشريعية في 1997 ضمن عدد محدود من المرشحين، التي فاز فيها، ليتم تغيير اسم الحزب لاحقًا إلى "العدالة والتنمية" عام 1999، وإبان ذلك تولى منصب نائب الأمين العام للحزب حتى 2004.

كما شغل منصب نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب، ثم الأمين العام في 2004 ولمدة 4 أعوام، وفاز بعضوية البرلمان خلال دورات 1997-2002، و2002-2007 و2007-2012.

وتولى أيضًا منصب نائب رئيس مجلس النواب للولاية التشريعية 2010 / 2011، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية منذ 2008، وعضو المؤتمر العام للأحزاب العربية، ثم عين وزيرًا للشؤون الخارجية والتعاون خلال الفترة (2012-2013)، حيث إنه خلال تلك الفترة قدم طلبًا لتغيير اسم اتحاد المغرب العربي إلى الاتحاد المغاربي أو اتحاد المغرب الكبير، لكن رفضته ليبيا وتونس والجزائر الذين أبدوا تشبثهم بالتسمية العربية.

كما عُرف بأنه من السياسيين المغاربة الذين سعوا لترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي سنة 2011، قبل إعلان توليه الحكومة المغربية في مارس 2017.

مواقف مثيرة للجدل

اشتهر العثماني بالعديد من المواقف المثيرة للجدل بسبب انتمائه للإخوان، حيث إنه خلال توليه منصب وزير الخارجية اتهم بالاهتمام بتوجهات ومصالح حزبه أكثر على حساب وظيفته، فضلًا عن إعلانه الصريح لرفضه ثورة 30 يونيو المصرية وعزل الإخواني محمد مرسي، بخلاف الموقف الرسمي للمملكة المغربية التي هنأت المستشار عدلي منصور برئاسة مصر.

كما ارتبط بعلاقات مع الإخوان في مختلف البلدان، لاسيَّما إخوان الكويت المعارضين للنظام، وهو ما كاد يسبب أزمة دبلوماسية بين المغرب والكويت، فضلًا عن حرصه اللقاء بأفراد الجماعة في كل بلد يزورها بالخارج، رغم تصنيف بعضهم كمتطرفين في الدول الأوروبية.

ومن مواقفه المثيرة للجدل مع الجزائر، حيث سبق أن طلب من سفير المغرب بالجزائر مغادرة القاعة خلال حواره مع الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وهو ما أغضب الملك محمد السادس حينها.

أزمات بالحكومة

وعلى مدار تلك الأعوام التي تولى فيها الحكومة تفتك بها عدة أزمات كبيرة، حيث إن بعض الصحف المغربية تتوقع قرب تفكيكها رسميًا من الملك محمد السادس، في ظل ارتفاع موجة الغضب الشعبي ضد سياسة حكومة العثماني، حيث تعيش أزمات متتالية، منها ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على ضبط الأسواق، بجانب أزمة ترسيم اللغة الأمازيغية بالبلاد، بالإضافة لرعاية العثماني للإخوان والمتطرفين بالبلاد.