فوز تاريخي للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل للأدب 2024
فوز تاريخي للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل للأدب 2024
في إنجاز تاريخي للأدب الكوري الجنوبي، فازت الكاتبة هان كانج بجائزة نوبل للأدب لعام 2024، لتصبح أول كاتبة كورية جنوبية تنال هذا التكريم العالمي المرموق.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تم تكريم هان كانج عن "نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف عن هشاشة الحياة البشرية"، وهو ما جعل أعمالها الأدبية تحظى بإشادة واسعة في الأوساط الأدبية العالمية.
رحلة هان من الشعر للرواية العالمية
تبلغ هان كانج من العمر 53 عامًا، حيث ولدت عام 1970 في مدينة غوانغجو الكورية الجنوبية من وفي سن التاسعة، انتقلت مع عائلتها إلى العاصمة سيئول، وبدأت مسيرتها المهنية في الكتابة بنشر مجموعة من القصائد في مجلة أدبية كورية جنوبية.
في عام 1993 بدأت مسيرتها الأدبية والشعرية بنشر عدد من القصائد في مجلة "الأدب والمجتمع"، وانتقلت إلى كتابة القصص القصيرة في عام 1995 مع مجموعة قصص "حب يوسو" وتطور أسلوبها الأدبي ليصبح أكثر عمقًا وتركيزًا على النفس البشرية، ما جذب الانتباه الدولي إليها.
وفي عام 2007 ذهبت هان للعالمية بعد روايتها "النباتية" حيث تحكي عن امرأة تقرر التوقف عن أكل اللحوم وتعيش حياة "شبيهة بالنباتات" بعد معاناتها من كوابيس مروعة حول القسوة البشرية، وتمت ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية وفازت بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2016.
أعمال هان كانج وأهميتها الأدبية:
من بين أبرز أعمال هان كانج، رواية "النباتية" و”الأعمال البشرية”، وتناولت أعمالها قضايا مثل الصدمات النفسية، العنف، والوجودية.
تسلط رواية “الأعمال البشرية” الضوء على أحداث انتفاضة غوانغجو التي وقعاندلعتت في كوريا الجنوبية عام 1980، وتتناول المصير المأساوي لأكثر من 100 مدني قتلوا خلال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي قادها الطلاب.
يتسم أسلوب هان الأدبي بالرمزية العميقة والشعرية المكثفة، ما جعلها محط تقدير الأكاديمية السويدية.
مسيرة حافلة بالتكريم
يضاف فوز هان كانج بجائزة نوبل للأدب إلى قائمة طويلة من الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتها الأدبية، وإلى جانب جائزة مان بوكر الدولية، حصلت هان على جوائز عديدة داخل كوريا الجنوبية وخارجها، مثل جائزة Dong-in الأدبية وجائزة Yi Sang الأدبية.
التأثير الثقافي والفكري لهان كانج
تتسم كتابات هان كانج بأنها مزيج من التأمل الفلسفي والبحث في النفس البشرية. تجسد أعمالها تأثير الصدمات التاريخية والشخصية على الأفراد والمجتمعات. مثلًا، في روايتها “النباتية”، تطرح هان أسئلة عن الجسد والروح والعلاقة بين الإنسان والطبيعة. كما تتناول القسوة البشرية وكيف تؤثر على النفس.
وفي عام 2019، أصدرت هان رواية "أوروبا" التي تطرح تساؤلات حول الحياة والوجود، مثل السؤال الذي عبّرت عنه شخصية الرواية: "إذا كنتِ قادرة على العيش كما تريدين، فماذا ستفعلين بحياتك؟" هذه الأفكار الفلسفية العميقة تتماشى مع أسلوبها الأدبي، الذي يمزج بين الشعرية والتجريب.
مستقبل الأدب الكوري الجنوبي بعد فوز هان كانج
فوز هان كانج بجائزة نوبل للأدب يعد نقطة تحول في تاريخ الأدب الكوري، حيث يعتبر هذا الإنجاز فرصة لتعزيز الاعتراف الدولي بالأدب الكوري وتعريف الجمهور العالمي بالكتّاب والمبدعين الكوريين، كما أن هذا الفوز من شأنه أن يزيد من الاهتمام بالأدب الكوري وترجمته إلى لغات أخرى، مما يعزز انتشار ثقافة كوريا الجنوبية حول العالم.
إشادة "نوبل"
أشادت الأكاديمية السويدية التي تمنح جوائز نوبل، بعمل هان كانج بسبب وعيها الفريد بالارتباطات بين الجسد والروح، والأحياء والأموات.
وصرحت آنا كارين بالم، عضو لجنة نوبل للآداب، بأن هان كانج قدمت إسهامًا فريدًا في النثر المعاصر من خلال أسلوبها الشعري والتجريبي، مما جعلها مبتكرة في مجال الأدب الحديث.
ويعتبر فوز هان بجائزة نوبل للأدب تعزيز لمكانتها كواحدة من أهم الأصوات الأدبية في العصر الحديث، ويفتح الأبواب أمام المزيد من التقدير الدولي للأدب الكوري.