باريس.. فرنسا تدعو العالم لدعم لبنان 24 أكتوبر.. وقف الحرب وهوة بين واشنطن
باريس.. فرنسا تدعو العالم لدعم لبنان 24 أكتوبر.. وقف الحرب وهوة بين واشنطن
نحو عدم الوصول إلى قطاع غزة جديد تعيش فرنسا حالة من النشاط الدبلوماسي من أجل دعم لبنان بعد الحرب الأخيرة التي ضربت جنوب لبنان، ويشارك بها حزب الله وإسرائيل في تصعيد مثير للجدل أخيراً وخلف ما يقرب من مليون نازح.
وقد خلقت الحرب هوة سياسية بين باريس وواشنطن، والسبب يعود الي دعم الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل في محاربة حزب الله والغزو البري للبنان، خاصة إن الولايات المتحدة تضع حزب الله علي قائمة الجماعات الإرهابية، بينما فرنسا ما زالت متمسّكة بالمبادرة المشتركة التي أطلقها الرئيسان الأميركي والفرنسي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية إلى وقف لإطلاق النار من 21 يوماً، تتبعه مفاوضات بشأن ترتيبات أمنية في الجنوب اللبناني.
مؤتمر باريس لدعم لبنان
ومؤخراً ونحو وقف نزيف الحرب الحالية، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن المؤتمر الدولي المخصص للبنان، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيعقد في باريس يوم 24 أكتوبر.
وأوضحت الوزارة - في بيان لها-، أن هذا المؤتمر الوزاري سيجمع الدول الشريكة للبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.
وأضافت الوزارة، أن المؤتمر يهدف إلى تعبئة المجتمع الدولي للاستجابة لحاجات الحماية والإغاثة الطارئة لشعب لبنان، وتحديد سبل دعم المؤسسات اللبنانية، لا سيما القوات المسلحة اللبنانية الضامنة للاستقرار الداخلي في البلاد.
يأتي هذا المؤتمر في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، حيث تشن إسرائيل حرباً مفتوحة في لبنان ضد حزب الله الموالي لإيران، حليف حماس.
وقد أدى هذا الصراع إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان، بينما نزح نحو 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل.
مواجهة أكبر أزمة سياسية وإنسانية
وأكدت الوزارة، أنه في مواجهة أزمة سياسية وإنسانية خطرة وعميقة، ستذكر فرنسا من خلال هذا المؤتمر بالحاجة الملحة لوقف الأعمال القتالية والتوصل إلى حل دبلوماسي يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، والسماح بالعودة الآمنة للنازحين في كل من إسرائيل ولبنان إلى ديارهم.
كما حذر وزير الخارجية الفرنسي من تداعيات توسع النزاع إلى حرب إقليمية، مشيرا إلى أن ذلك سيؤثر على أسعار البنزين والغاز، والتهديد الإرهابي، ومسألة الهجرة. وأوضح أن هذه التداعيات تحدث اليوم لكن بصورة جزئية.
أكثر من ألفي قتيل
وبحسب أرقام لبنانية رسمية، خلفت أعمال العنف ألفي قتيل منذ 23 سبتمبر بينهم أكثر من ألف منذ أكتوبر مع بدء الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، وكذلك على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله.
وشدد بارو على أن فرنسا تبذل قصارى جهدها للعمل من خلال القنوات الدبلوماسية حتى يتوقف إطلاق النار وتتوقف المعاناة ويستعيد لبنان، بوحدة أراضيه وسيادته، هويته الحقيقية.
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب، إن فرنسا ترى أن استقرار لبنان يمثل أولوية استراتيجية في الشرق الأوسط، خاصة وأن لبنان يُعتبر بوابة لتأثير باريس التاريخي في المنطقة.
وأكد أن باريس قلقة من توسع دائرة الصراع ليشمل كامل الأراضي اللبنانية، مما سيؤثر على مصالحها وعلى الوضع الإقليمي عمومًا.
كما أشار حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى أن فرنسا تعمل على إيجاد توازن بين دعمها لوقف التصعيد وبين مصالحها مع إسرائيل، موضحًا أن باريس تسعى للحفاظ على علاقاتها القوية مع الطرفين، حزب الله وإسرائيل، لتحقيق نفوذ أكبر في أي تسوية دبلوماسية مستقبلية.
وأكدت الباحثة السياسية، سمية عسلة، إن دعم باريس لوقف الحرب ليس مجرد اهتمام دبلوماسي، بل يعكس رغبة حقيقية في حماية مصالحها في المنطقة، خاصة في ظل علاقات فرنسا التاريخية مع لبنان.
وأضافت: أن الدور الفرنسي يأتي ضمن مساعٍ أوروبية أوسع لاحتواء الصراع، والحد من امتداده إلى المناطق المجاورة.
كما أشارت إلى أن فرنسا قد تكون مفتاحًا لإشراك المجتمع الدولي في تسوية الصراع اللبناني الإسرائيلي من خلال وساطات إقليمية ودولية.