السيسي في إريتريا.. التعاون الأمني وأمن البحر الأحمر في الصدارة

السيسي في إريتريا.. التعاون الأمني وأمن البحر الأحمر في الصدارة

السيسي في إريتريا.. التعاون الأمني وأمن البحر الأحمر في الصدارة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون في مجال الأمن الإقليمي، قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بزيارة هامة إلى إريتريا، حيث التقى بنظيره الإريتري أسياس أفورقي.
الزيارة تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الثنائية التي تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وتحقيق استقرار المنطقة التي تعد من أكثر المناطق حساسية على الصعيد الجيوسياسي.

*تقوية الروابط*


وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، فإن زيارة السيسي إلى إريتريا تركز على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، مع إعطاء أهمية خاصة للأوضاع الإقليمية، وخاصة أمن القرن الأفريقي والبحر الأحمر.


تأتي هذه الزيارة بعد عدة لقاءات وزيارات متبادلة بين القاهرة وأسمرة خلال الأشهر الماضية؛ مما يعكس حرص البلدين على تقوية الروابط الاستراتيجية.

*التعاون الأمني في البحر الأحمر*


من بين القضايا الرئيسية التي تناولتها الزيارة، ملف أمن البحر الأحمر، والذي يعتبر ممرًا استراتيجيًا للتجارة الدولية والنقل البحري.


 في هذا السياق، تعد إريتريا من الدول المحورية التي تتحكم بجزء من ساحل البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، وهو أحد أهم المضائق البحرية العالمية. 


توفير الأمن والاستقرار في هذه المنطقة يأتي في مقدمة الأولويات المصرية، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والصراعات المسلحة التي تؤثر على حركة الملاحة البحرية.

في تصريحات سابقة، تناول رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ووزير الخارجية بدر عبدالعاطي خلال زيارتهما لإريتريا في سبتمبر الماضي، سبل توفير الظروف المواتية لاستعادة الحركة الطبيعية للملاحة البحرية والتجارة عبر باب المندب

.
وهو ما يعزز الحاجة إلى التعاون الأمني بين البلدين لضمان عدم تعرض هذا الممر المائي لأي تهديدات أمنية قد تعطل حركة التجارة العالمية.

*التحديات في القرن الأفريقي*


أمن واستقرار القرن الأفريقي يُعد من أولويات السياسة الخارجية المصرية، حيث تواجه المنطقة تحديات متعددة مثل النزاعات المسلحة، والتدخلات الإقليمية، والتنافس بين القوى الدولية على النفوذ.


وقد تحدثت الرئاسة المصرية في بيانها عن أن الزيارة تهدف إلى استكشاف سبل دعم الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.


منذ استقباله لوزير الخارجية الإريتري عثمان صالح في أغسطس الماضي، كان الرئيس السيسي قد أكد على أهمية التعاون مع إريتريا في مواجهة التحديات الأمنية بالقرن الأفريقي، لاسيما في ظل الأوضاع المتأزمة التي تشهدها عدة دول في المنطقة.


السيسي وأفورقي ناقشا ملفات مهمة تتعلق بالاستقرار الأمني، مع تسليط الضوء على تعزيز التنسيق بين البلدين في مجالات عدة، من بينها مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية.

*التعاون الاقتصادي*


رغم أن الجانب الأمني يتصدر العناوين، إلا أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وإريتريا كان جزءًا من المناقشات. البلدين يسعيان إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بينهما، وهو ما أكدته الزيارات المتبادلة التي شملت مسؤولين اقتصاديين.
 التعاون في مجالات الزراعة، الثروة الحيوانية، والطاقة هو جزء من جهود تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وهو ما يُعزز التنمية في إريتريا، البلد الذي يعاني من تحديات تنموية كبيرة.

*الدور المصري في استقرار القرن الأفريقي*


تلعب مصر دورًا محوريًا في منطقة القرن الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع الدول الساحلية مثل إريتريا في تحقيق الاستقرار. القيادة المصرية تدرك أهمية الحفاظ على الاستقرار في هذا الجزء من العالم، حيث يؤثر على حركة التجارة العالمية وأمن المياه الإقليمية.


تعتبر مصر وإريتريا شريكتين في تعزيز الأمن البحري، حيث تعمل القاهرة على تكثيف تعاونها مع دول المنطقة لتأمين حركة الملاحة البحرية. وضمن هذا السياق، تلعب إريتريا دورًا استراتيجيًا في الحفاظ على الأمن البحري، بفضل موقعها على البحر الأحمر وتواجدها القريب من مضيق باب المندب، الذي يعتبر بوابة رئيسية للتجارة العالمية.

*المستقبل والتوقعات*


من جانبه، يرى د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة الحالية للسيسي إلى إريتريا تأتي كجزء من استراتيجية مصرية أوسع لتعزيز التحالفات الإقليمية، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية السريعة التي يشهدها القرن الأفريقي، مضيفًا إن مستقبل التعاون بين القاهرة وأسمرة يبدو واعدًا، حيث يفتح المجال لتوسيع التعاون في مجالات متعددة تشمل التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي.


وأضاف فهمي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن البلدين يسعيان أيضًا إلى تعزيز التعاون الدبلوماسي لمواجهة التحديات المشتركة التي تؤثر على استقرار المنطقة، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على سيادة الدول ومنع التدخلات الخارجية التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرارها، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات المتبادلة تعزز من الثقة المتبادلة بين المتبادلة بين القيادتين المصرية والإريترية، مما يمهد الطريق لمزيد من التعاون في المستقبل.