محللون: المساعدات المصرية لـ غزة رسالة التزام إنساني وسياسي ثابت
محللون: المساعدات المصرية لـ غزة رسالة التزام إنساني وسياسي ثابت

انطلقت صباح اليوم عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المصرية من مستودعات الإغاثة باتجاه معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة، في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها مصر لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يمر بها القطاع.
وتشمل المساعدات كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية، وحليب الأطفال، والمستلزمات الطبية والأدوية، إضافة إلى بطاطين وخيام ومياه شرب، تم تجهيزها بالتعاون بين مؤسسات الدولة المصرية والهلال الأحمر المصري، وبالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
وأفادت مصادر مطلعة، بأن هذه القافلة تأتي ضمن سلسلة من القوافل التي أرسلتها مصر منذ بداية الأزمة، في إطار توجيهات القيادة السياسية بتكثيف الدعم الإنساني وفتح قنوات الإغاثة للشعب الفلسطيني.
وأكدت المصادر، أن الجانب المصري يعمل على تذليل العقبات اللوجستية والإدارية لضمان إدخال المساعدات في أسرع وقت، خاصة مع اشتداد الحاجة إليها داخل القطاع.
وتواصل مصر، من خلال اتصالاتها السياسية والدبلوماسية، التنسيق مع الأطراف المعنية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، مؤكدة موقفها الثابت برفض استهداف المدنيين وضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
كما شددت على أن دعم الشعب الفلسطيني واجب إنساني وقومي لن تتخلى عنه.
أكد المحلل السياسي الفلسطيني د. محمود الكرمي، أن انطلاق شاحنات المساعدات المصرية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها قطاع غزة، يمثل شريان حياة حقيقيًا لأهالي القطاع في ظل ما وصفه بـ"الوضع الإنساني الأسوأ منذ عقود".
وقال الكرمي - في تصريحات للعرب مباشر-: إن هذه الخطوة تعكس الموقف المصري الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، ليس فقط على الصعيد السياسي، بل أيضًا في الجانب الإنساني والإغاثي، مشددًا على أن المساعدات المصرية تصل في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء ومواد الإغاثة الأساسية.
وأضاف: أن استمرار تدفق المساعدات عبر المعابر، وخاصة معبر كرم أبو سالم، يسهم في التخفيف من حجم الكارثة الإنسانية، لكنه أشار، أن الحل الجذري للأزمة يكمن في وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، حتى يتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم.
وأوضح الكرمي، أن التحرك المصري يكتسب أهمية خاصة لكونه يتم في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية كبيرة، ما يتطلب جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا لضمان استمرار إدخال الإمدادات، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعم هذه الجهود وتوفير الحماية للمساعدات حتى تصل إلى مستحقيها.
أكد أستاذ العلوم السياسية د. طارق فهمي، أن انطلاق شاحنات المساعدات المصرية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها قطاع غزة، يعكس التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، ويؤكد على البعد الإنساني والسياسي لدور القاهرة في التعامل مع الأزمة.
وأوضح فهمي -في تصريحات للعرب مباشر-: أن هذه المساعدات ليست مجرد استجابة إنسانية، بل هي جزء من استراتيجية مصرية شاملة تهدف إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته تثبيت موقف سياسي واضح برفض أي إجراءات تستهدف تهجير السكان أو تغيير واقع القطاع.
وأشار، أن اختيار معبر كرم أبو سالم في هذه المرحلة يأتي ضمن ترتيبات فنية ولوجستية تضمن سرعة إدخال المساعدات، خصوصًا في ظل الأوضاع الميدانية المعقدة.
وأضاف: أن مصر تبذل جهودًا موازية عبر القنوات الدبلوماسية للضغط من أجل استمرار تدفق الإغاثة وعدم عرقلتها من أي طرف.
وشدد فهمي على أن الدور المصري في غزة يجمع بين العمل الإنساني والسياسي، وأن هذه التحركات تحمل رسالة واضحة بأن مصر لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، وأنها مستمرة في العمل على جميع المسارات لتحقيق التهدئة ووقف التصعيد.