غزة بمنتدى الصين.. رفض للتهجير ودعوات للسلام

غزة بمنتدى الصين.. رفض للتهجير ودعوات للسلام

غزة بمنتدى الصين.. رفض للتهجير ودعوات للسلام
صورة أرشيفية

منذ أن بدأت إسرائيل حرب السابع من أكتوبر 2023، وتحركت القوى العربية بنحو يخدم مصلحة القضية الفلسطينية مما أكسبها تعاطفًا عالميًا، وكذلك البحث عن مبدأ حل الدولتين لإحلال السلام في المنطقة وفق رؤية عربية في الوقت الحالي لتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه. 

وفي الآونة الأخيرة، تحركت القوى العربية داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، وكذلك البحث عن رؤية واضحة لإحلال السلام، وهو ما قدمته الجزائر والإمارات في الشهور الماضية وكذلك النجاح نحو اعتراف دولاً أوروبية بالدولة الفلسطينية، والتحرك نحو الشرق في قوى كبرى مثل الصين لأجل مصلحة القضية الفلسطينية. 

منتدى الصين العربي 

وتحولت القضية الفلسطينية إلى قضية كبرى في ظل انعقاد منتدى التعاون الصيني العربي في بكين، الذي بدأ بحضور عربي قوي، وكذلك دعم القضية من خلال المنتدي العالمي، حيث قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: إن بلاده تدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، داعيًا إلى وقف معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي للشهر الثامن على التوالي.

كما أكد شي - في كلمة له أمام منتدى التعاون الصيني العربي في بكين- أن بكين ستقدم "مساعدات إضافية عاجلة" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وأضاف: "الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تظل غائبة للأبد، ولا يمكن الإطاحة بحل الدولتين بشكل تعسفي".

دعم إلى ما بعد الحرب 

وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده ستواصل تقديم الدعم بهدف تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة، فضلًا عن دعم إعادة البناء بعد الحرب، وأضاف: أن الصين ستستضيف القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026، وتتطلع لتعزيز التعاون مع الجانب العربي في عدة مجالات، بما في ذلك بناء أفق استثماري ومالي أوسع نطاقًا وتعميق التعاون في مجال الطاقة.

وأردف: "الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لحل القضايا ذات الصلة بالبؤر الساخنة بطرق تفضي إلى دعم مبادئ الإنصاف والعدل وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل".


ويقول المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن القادة العرب المشاركون في المنتدى يعتزمون اغتنام الفرصة لمناقشة تسوية سياسية للقضية الفلسطينية الإسرائيلية مع الصين، خاصة وأن الصين قوى إقليمية لا يستهان بها في ظل الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل في الحرب بالأسلحة والاستراتيجية الكبرى، وهو ما يدعم القضية الفلسطينية في ظل إن الصين لديها عداء مع الولايات المتحدة بشكل واضح. 

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد توترات متصاعدة جدا نتيجة استمرار الحرب في قطاع غزة وما تسببه من أوضاع إنسانية صعبة لسكانه ما يزيد من أهمية العمل العربي والصيني المشترك، وهو ما أكدته الدول العربية، بداية من الامارات ومصر ورفضهم للتهجير من اجل القضية الفلسطينية. 

وقال أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن الالتزام الجاد والفوري بحل الدولتين والإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلة، يأتي عبر التحرك العربي المميز، وهو ما بات واضحًا في ظل العلاقات العربية الصينية الجيدة، والتي من الممكن إن تشهد مستقبلاً باعتراف دولة كبرى بدولة فلسطين وهو ما أكده الرئيس الصيني، حيث إن في حال اعتراف الصين ستحصل الدولة الفلسطينية على اعترافات كبرى من دولٍ عديدة. 

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى أن بكين دعت مرارًا لحل الدولتين لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبعضوية للفلسطينيين في الأمم المتحدة، وهي مواقف تتفق بشكل وثيق مع مواقف الدول العربية، التي أدت إلى نجاح المنتدى الحالي.