الغنوشى يزعم بعودة البرلمان من جديد.. ومحللون يردون: دفن في مقبرة التاريخ

كشف محللون أن الغنوشي دفن في مقبرة التاريخ

الغنوشى يزعم بعودة البرلمان من جديد.. ومحللون يردون: دفن في مقبرة التاريخ
راشد الغنوشي

انكسارات وهزائم مستمرة لحركة النهضة الإخوانية في تونس، وذلك بعد رفض الشارع التونسي لهم، ليخرج ويزعم الغنوشي أن "البرلمان عائد لا محالة أحب من أحب وكره من كره"، وذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع ضم عددا من السياسيين المعارضين لسياسة الرئيس قيس سعيد.

الغنوشي انتهز فرصة غياب سعيد عن البلاد في إطار مشاركته بأعمال الدورة السادسة للقمة الأوروبية - الإفريقية المنعقدة بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ونظم اجتماعا في مقر ما يعرف بـ"مواطنون ضد الانقلاب"، وهو مقر حزب "تونس الإرادة" لرئيسه المنصف المرزوقي، وضم الاجتماع شخصيات إخوانية وأخرى متحالفة معهم في إطار صفقات في محاولة للضغط على سعيد والعودة للحكم من جديد.

وبحسب الغنوشي فإن رئيس الدولة أضاع الثروة التي تحصل عليها يوم "25 يوليو" وهو ما يدل على أنه يفتقد للحكمة، واتهم سعيد بإيصال البلاد إلى الإفلاس، وذكّر بأن حركة النهضة منحته 500 ألف أو 600 ألف صوت في الانتخابات الرئاسية، وبين أن ما يقوم به سعيّد يدل على أنه لا مستقبل له، وقال "ما يقوم به هو لون من الطغيان لا يمتُّ للتونسيين بصلة".

تصريحات الغنوشي أثارت سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، واعتبروه تحريضا على تونس وتحديا لقرارات سعيد.

دفن سياسيا في مقبرة التاريخ

الناشط السياسي التونسي المعز الحاج منصور، اعتبر أن راشد الغنوشي تكلم بثقة وقال: إن البرلمان المجمد سيعود "أحب من أحب وكره من كره" رغم أن البرلمان كان قد دفن سياسيا في مقبرة التاريخ، منذ 6 أشهر.

وقال منصور، في تدوينة نشرها عبر موقع فيسبوك: "سينتظر الغنوشي طويلا الآخرة السياسية، وسيحلم بالبعث زمن الحشر السياسي والوقوف عند خازن الجنان.. طلبا للحكم وحنينا إلى أبهة السلطة".

وتابع: "واقعيا، كم نصحنا الشيخ راشد الغنوشي بالانصراف للعبادة والتسبيح تقربا إلى الله في ما تبقى له من أيام.. لكنه لم يستنصح.. وكم انتقدنا تجربته في الحكم 10 سنين.. انتقدنا سياساته وخياراته، وتحالفه مع الفاسدين، وخضوعه للبنوك الدولية".

وأضاف: "لكن هذا الشيخ ما زال مستمسكا بذيل يشده إلى سلطة سراب، بعد أن جعل النهضة تخسر كل شعبيتها، وبعد أن خسر هو كرسي الحكم في البرلمان، وتهاوى كل ما صنعه من ورق دون مقاومة تذكر، عدا البيانات وبعض  المظاهرات.. وبعد أن شارك في إفلاس الخزينة وإفقار شعب بأكمله".

ولفت الناشط السياسي إلى أن "الغنوشي ما زال يحلم اليوم بعودة البرلمان البائد.. يعاند عناد الشيوخ متى تهرمت"، و"لم يعلم أن جدل التاريخ وحركة السياسة قد لفظته لفظ النوى".

وبالنسبة له، فقد كان "حريا به إعلان التقاعد والانسحاب إلى معزل يؤويه.. والاعتراف بهزيمته وخيبته ومسؤوليته في الفشل.. كذلك هم ساستنا لا يقبلون الخروج من الحكم إلا بالموت أو الانقلاب".

انتهازيون

من جانبه، قال سفيان النيفس الناشط التونسي عبر مواقع التواصل: إن "مجموعة من الانتهازيين الذين خربوا تونس في العشرية السوداء تحت حكمهم وأفلسوها، أتوا اليوم للحديث باسم المواطن التونسي تحت عنوان مواطنون ضد الانقلاب".


أمر مستحيل


فيما قال الصحفي منير الهاني: إن "مقطع الفيديو الذي نشره الغنوشي موجه للقطيع الذي يحلم بأن البرلمان سيعود"، موضحا أن "هذا أمر مستحيل، ولم تعد هناك قوة قادرة على إعادتنا للوراء".

وأكد الهاني في تدوينة عبر فيسبوك، أن "الغنوشي يعرف أن "اسطبل باردو" (في إشارة لمقر البرلمان) الذي كان يترأسه انتهى إلى مزبلة التاريخ"، لافتا إلى أن أغلب النواب الذين كانوا فيه تفرقوا وهرب عدد منهم للخارج وهناك من له ملفات فساد.

واستدرك: "صحيح أن البرلمان سيعود لكن بطريقة جديدة ومغايرة لما عشناه في السابق، برلمان لم نعهده من قبل وسيكون تحت مسمى "المجلس التشريعي" الذي سيُنتخب أعضاؤه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل".