تنامي وتصاعُد الفقر.. إلغاء الطبقة الوسطى في إيران يثير الذعر

ألغت إيران الطبقة الوسطى

تنامي وتصاعُد الفقر.. إلغاء الطبقة الوسطى في إيران يثير الذعر
صورة أرشيفية

الفقر يدق ناقوس الخطر في إيران، والشعب الإيراني في وضع غير محبب، خاصة في ظل عقوبات دولية مستمرة تطال البلاد، وأصبح الفقر هو السمة الرئيسية في البلاد، حيث ارتفعت أسعار السلع بنسب مكلفة للغاية لكل الأسر في البلاد. 

وفي إيران كان يتواجد ثلاث طبقات ومع الوقت اختفت الطبقة الوسطى نتيجة للظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وأصبحت الوجبات الرئيسية أزمة يومية متكررة للأسر. 

ارتفاع خرافي في السلع 

وقد وصل الغلاء في إيران إلى مراحل كبرى، خاصة أن أسعار اللحوم الحمراء في إيران وصلت إلى 500 ألف تومان أي ما يكلف 10 دولارات أميركية للكيلوجرام الواحد، بينما مع كل زيادة في أسعار السلع الغذائية فقدت العائلات الإيرانية جزءاً من طعامها من فوق الطاولة، وأصبحت الظروف الاقتصادية في إيران حرجة للغاية إلى درجة أن مؤيدي الحكومة بدؤوا يتذمرون. 

وكانت قد أعلنت أنه بسبب المشكلات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم في البلاد، هناك ما يقارب من 20 مليون مواطن إيراني لا يتمتعون بظروف معيشية ملائمة ونحو ثلاثة ملايين أسرة تعيش في فقر مدقع.

اختفاء الطبقة الوسطى 

الأزمات الاقتصادية في إيران أحدثت تغييرات في التركيبة السكانية للطبقة الوسطى، وقد أدى ذلك إلى هجرة داخلية في مدينة مثل طهران، حيث الكثير من أبناء هذه الطبقة قد انتقلوا من المناطق العليا أو المناطق المتوسطة بوسط العاصمة إلى المناطق السفلى الأرخص.

ومتوسط الرواتب الشهرية عام 2018 كان بين 400 إلى 600 دولار وحتى 700 دولار، لكنه هبط فجأة مع ارتفاع الأسعار إلى مستوى 150 حتى 200 دولار.

كما أن إنفاق كل أسرة في المدن خلال عام 2017 قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي كان 76.75 مليون ريال، بينما ارتفع بنحو الضعفين خلال العام الماضي إلى 160 مليون ريال.

وتقول الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، سمية عسلة: إن خط الفقر في العاصمة طهران، نظراً للتضخم الذي حدث في العام أو العامين الماضيين، ووفقاً لظروف السكن والإيجار والمعيشة والتضخم، أدى إلى تعرض الطبقة الوسطى في العاصمة طهران والمدن المجاورة لها إلى مزيد من التهميش. 

وأكدت عسل في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن لهذا السبب قد نشهد في المستقبل القريب إشكالات اجتماعية وسياسية عديدة ومختلفة، مع زيادة في العقوبات على إيران، ولكن ما تم مؤخراً من انضمام للبريكس قد يدفع إيران إلى نحو اقتصادي جديد في ظل رؤية حكومية جيدة، ولكن ذلك لن يحدث مع استمرار التظاهرات ضد النظام الديكتاتوري. 

وحذر محسن بير هادي من زيادة أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر في إيران قائلاً: إن الانهيارات الاقتصادية لفئات معينة من المجتمع، خلال العقد الماضي، تسببت في تنامي التهميش وزيادة معدلات الإدمان والفساد وزيادة الهجرة إلى المدن الكبرى، مضيفاً أن هذه القضايا إذا لم نكن جادين في تنظيمها والتعامل معها في خطة التنمية السابعة، فإننا سنواجه قريباً أزمة خطيرة في مجال الصحة الاجتماعية على مستوى البلاد.