القاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة في 2 ديسمبر المقبل
القاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة في 2 ديسمبر المقبل
تستعد العاصمة المصرية القاهرة لاستقبال مؤتمر دولي مهم يوم الإثنين 2 ديسمبر 2024، تحت عنوان "دعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة"، والذي سيجمع عددًا كبيرًا من المسؤولين الإقليميين والدوليين، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإنسانية والإغاثية. يأتي هذا المؤتمر في وقت حرج بعد سلسلة من التصعيدات العسكرية التي شهدها القطاع، مما خلف آثارًا إنسانية مأساوية على السكان المدنيين.
أهداف المؤتمر
ويسعى المؤتمر إلى وضع حلول فعّالة ومستدامة لدعم قطاع غزة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة. ويهدف إلى تعزيز الاستجابة الدولية وتنسيق جهود الإغاثة لمساعدة سكان غزة الذين يُعانون من تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وانقطاع الإمدادات الأساسية من مياه وغذاء، بالإضافة إلى النزوح الجماعي للسكان.
من المتوقع أن يتم بحث آليات رفع الحصار المفروض على القطاع، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية. كما سيتم تناول سبل تحسين القدرة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز الطبية التي تعاني من نقص حاد في الموارد والمعدات الطبية نتيجة النزاع المستمر.
المشاركون في المؤتمر
وسيشهد المؤتمر حضور ممثلين عن حكومات عربية وأجنبية، بما في ذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومنظمات دولية كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية. كما سيكون هناك حضور لخبراء في مجال الإغاثة والتنمية المستدامة، لمناقشة الحلول الميدانية والإنسانية، وعلى هامش المؤتمر، سيتم تنظيم جلسات خاصة لمناقشة كيفية تقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فاعلية وشفافية، وكذلك تعزيز التنسيق بين الجهات الفاعلة في المجال الإنساني لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في غزة.
الأزمة الإنسانية في غزة
في هذا الصدد، يقول الدكتور عبدالمهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني: منذ بداية التصعيد العسكري في غزة، يعاني أكثر من مليوني شخص من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، يُعاني القطاع من أزمة في المياه والصرف الصحي، ويُواجه النازحون صعوبات جمة في الحصول على مأوى ملائم. إضافة إلى ذلك، يُعاني القطاع من تدمير واسع في البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، مما يعوق تقديم الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية.
مصر: دور محوري في الأزمة
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن مصر تلعب دورًا محوريًا في دعم غزة، حيث تُوفر المساعدات الإنسانية وتُساهم في فتح المعابر لتسهيل مرور الإمدادات. كما تعمل القاهرة على تسهيل الحوار بين الأطراف الفلسطينية المختلفة، وتشجيع التعاون الإقليمي والدولي لضمان حل سريع للأزمة الإنسانية.
وتابع أن استضافة القاهرة لمؤتمر "دعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة" تُعد خطوة مهمة في تعزيز الجهود الدولية للتعامل مع واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة. وبينما يترقب المجتمع الدولي نتائج هذا المؤتمر، يبقى أمل سكان غزة معلقًا على تحقيق المزيد من الدعم الدولي والإقليمي لتخفيف معاناتهم وتوفير الظروف الملائمة لحياة كريمة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
خطوة مهمة
وفي تصريح خاص له حول مؤتمر "دعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة" المزمع عقده في القاهرة يوم الإثنين 2 ديسمبر 2024، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة الأزمة الإنسانية التي يُعاني منها قطاع غزة.
وأوضح الدكتور فهمي - لـ"العرب مباشر" - أن استضافة القاهرة لهذا الحدث تأتي في وقت حاسم، حيث تُواصل غزة مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب التصعيد العسكري الأخير وتدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى الحصار المستمر الذي يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لملايين الفلسطينيين. وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على هذه المعاناة وتنسيق الجهود الدولية لتقديم الدعم الفوري والضروري لسكان غزة.
وأضاف الدكتور طارق فهمي أن المؤتمر يُعد مؤشرًا على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث كانت مصر دائمًا في طليعة الدول التي تبذل جهودًا حثيثة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالإضافة إلى دورها الحيوي في تسهيل الحوار بين الأطراف الفلسطينية.
وأشار فهمي إلى أن نجاح المؤتمر يعتمد على التنسيق بين الأطراف الدولية المشاركة في تقديم الدعم، وتحديات الوصول الفعلي إلى المناطق المتضررة بسبب الأوضاع الأمنية المعقدة.
كما أكد على ضرورة أن يتضمّن المؤتمر آليات عملية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وشفافية إلى المواطنين الفلسطينيين الأكثر حاجة في غزة.
وأكد الدكتور طارق فهمي على أن مصر ستظل جزءًا أساسيًا في عملية الحلول الإقليمية والدولية المتعلقة بالأزمة الإنسانية في غزة، مُشيدًا بمواصلة دورها الفاعل في تقديم الدعم الإنساني وتسهيل الحوار بين مختلف الأطراف.