محلل لبناني يكشف عن تفاصيل الأوضاع في الساحة اللبنانية مع استمرار الهدنة

محلل لبناني يكشف عن تفاصيل الأوضاع في الساحة اللبنانية مع استمرار الهدنة

محلل لبناني يكشف عن تفاصيل الأوضاع في الساحة اللبنانية مع استمرار الهدنة
حرب لبنان

في ظل الهدنة الـ60 يومًا على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، تظل الأسئلة حول استدامة هذه الهدنة وامكانية تحقق سلام دائم بين البلدين محل اهتمام محلي ودولي، ورغم أن الهدنة قد حققت وقفًا للقتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن التوترات السياسية والعسكرية بين الطرفين لا تزال مستمرة، ما يطرح تساؤلات حول احتمالية استمرار هذه التهدئة في المستقبل.

أسهمت تلك الهدنة في تخفيف التوترات على الحدود الجنوبية للبنان ورغم الهدوء النسبي الذي يعم المنطقة منذ ذلك الحين، فإن الكثيرين يعتبرون أن الوضع الأمني ما زال هشًا، إذ لا تزال الأسباب الرئيسة للتصعيد قائمة، وفي مقدمتها النزاعات الحدودية والأنشطة العسكرية لحزب الله. ويعتبر البعض أن هذه الهدنة تُمثل فرصة مؤقتة لتحسين الأوضاع الإنسانية، خاصة في المناطق الحدودية المتأثرة من النزاع المستمر.


لا يزال النزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أحد أبرز عوامل التوتر، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن سيادة مناطق غنية بالموارد كما أن وجود حزب الله في جنوب لبنان، مدعومًا من إيران، يعتبر نقطة خلاف رئيسية بين لبنان وإسرائيل، إذ ترى الأخيرة أن الحزب يشكل تهديدًا لأمنها القومي. ويزيد من تعقيد الوضع الأمني التوترات الإقليمية بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في غزة، مما يساهم في تصعيد المخاوف من العودة إلى المواجهات العسكرية الشاملة.


مواقف الأطراف المعنية


وكشفت تقارير صحفية أن لبنان، الذي يُعاني من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة، يسعى إلى الحفاظ على الاستقرار الأمني في ظل الوضع الراهن. الحكومة اللبنانية تتحفظ على التصعيد العسكري، وتُحاول أن تُوازن بين الحفاظ على سلامة لبنان من خلال قوات الجيش اللبناني، ودور حزب الله الذي يُعتبر جزءًا من المعادلة الأمنية في الجنوب. وفي المقابل، تسعى إسرائيل إلى ضمان أمنها من خلال استراتيجيات دفاعية، مستعدة للرد على أي خروقات من حزب الله، لكن مع رغبة في تجنب التصعيد العسكري الذي قد يُفاقم من أزماتها الداخلية والخارجية.


تحديات جديدة


في هذا الصدد، أكد الصحفي والكاتب اللبناني باسل الترجمان أن الهدنة الأخيرة - رغم ما أوجدته من هدوء نسبي على الحدود الجنوبية للبنان - لا تعني بالضرورة استقرارًا طويل الأمد أو سلامًا دائمًا بين الطرفين.


وقال الترجمان - في تصريح لـ"العرب مباشر" - : إن التوقف المؤقت للقتال في المنطقة قد يظل عُرضة للتجدد في أي لحظة، مشيرًا إلى أن التوترات الأساسية بين لبنان وإسرائيل لا تزال قائمة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا الحدودية، ومنها النزاع حول الحدود البحرية وموارد الغاز والنفط. وأضاف أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تفرض ضغوطًا كبيرة على الحكومة اللبنانية، التي تسعى للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتجنب التصعيد العسكري، في الوقت الذي يبقى فيه حزب الله لاعبًا أساسيًا في المعادلة الأمنية في الجنوب.


وتابع الترجمان أن إسرائيل، من جانبها، تظل حذرة من أي تهديدات على حدودها، لكنها تعلم أن أي تصعيد عسكري سيكون مكلفًا للغاية، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية على الساحة الدولية.

واعتبر أن الهدنة، رغم أهميتها كفرصة لتهدئة الأوضاع، لا تُمثل سوى مرحلة مؤقتة في صراع أعمق بين الجانبين.


وأبرز الترجمان أن لبنان بحاجة إلى حلول سياسية شاملة تتجاوز وقف إطلاق النار، وتشمل معالجة القضايا الجوهرية التي أدت إلى التصعيد بين البلدين. وأضاف أن الاستقرار الدائم يتطلب تنسيقًا داخليًا في لبنان، ودعمًا دوليًا حقيقيًا، مع توافق إقليمي بعيد المنال في الوقت الحالي، مُؤكدًا أن هذه الهدنة قد تكون فرصة لالتقاط الأنفاس، ولكنها لا تضمن السلام الدائم في المنطقة، ما لم يتم التوصل إلى حلول حقيقية للصراع القائم.