انسحاب تاريخي.. الجيش الإسرائيلي يغادر محور نتساريم وسط تصعيد التوترات
انسحاب تاريخي.. الجيش الإسرائيلي يغادر محور نتساريم وسط تصعيد التوترات

في إطار المرحلة الأحدث من اتفاقية تبادل الأسرى، بدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه من آخر مواقعه على طول محور نتساريم منذ أمس السبت وحتى صباح اليوم الأحد؛ مما يمثل انسحابًا عسكريًا كاملاً من شمال قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية.
محور استراتيجي
وبحسب الصحيفة، فإن محور نتساريم، الذي استولت عليه الفرقة 36 خلال التوغل الأولي في غزة، كان يمثل طريقًا عملياتيًا رئيسيًا يربط بين القوات الإسرائيلية المتقدمة من الساحل وتلك التي تتحرك في الداخل. خلال الشهر الماضي، بدأ الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي من المحور؛ مما أتاح لأكثر من نصف مليون فلسطيني مهجر العودة شمالًا من جنوب القطاع.
يأتي هذا الانسحاب على الرغم من تهديدات إسرائيل بالرد على استخدام حركة حماس للأسرى المحررين في مقاطع دعائية، بما في ذلك الصور الصادمة التي تظهر حالتهم الصحية السيئة بعد أشهر من الأسر. ورغم حساسية هذا التطور، لم يصدر أي تعليق رسمي من القيادة العسكرية أو السياسية الإسرائيلية بشأن الخطوة.
وتابعت الصحيفة، أنه بإتمام هذا الانسحاب، ستقتصر وجود القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة بالقرب من الحدود الجنوبية لغزة وعلى طول محور فيلادلفيا.
ويمثل محور نتساريم رمزًا للوجود العسكري الإسرائيلي في غزة، وكان ينظر إليه نشطاء المستوطنين اليمينيين كقاعدة محتملة لإعادة تأسيس المستوطنات اليهودية شمال القطاع.
حركة "نحالا"، التي تدعو إلى إعادة التوطين في غزة، نظمت تجمعات جماهيرية عند مدخل المحور، معتبرةً إياه بوابة رمزية للأراضي التي تأمل في استعادتها.
عودة الفلسطينيين
وتابعت الصحيفة، أنه مع الانسحاب الإسرائيلي، أظهرت الصور المنتشرة عالميًا عودة الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، تحت إشراف عناصر مسلحة من حركة حماس الذين نظموا حركة المدنيين على طول المحور.
وفي أعقاب الانسحاب، تولت شركة أمن أمريكية إدارة نقاط التفتيش في المحور، حيث تقوم بتفتيش المركبات والمشاة المتجهين شمالاً، بالتزامن مع انسحاب الجيش من غزة، رفعت القيادة الإسرائيلية حالة التأهب في الضفة الغربية تحسبًا لاحتفالات بإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين.
عقد الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك اجتماعات مع عائلات الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، كما نفذ عمليات استباقية لإزالة أعلام حماس والرموز المتعلقة بالتنظيم في المناطق العامة.
تحذيرات بشأن الاحتفالات
أكدت قيادة لواء عتصيون، بالتعاون مع الإدارة المدنية الإسرائيلية، على حظر أي مظاهر دعم للإرهاب، بما في ذلك المسيرات الاحتفالية التي ترافق إطلاق سراح الأسرى، وتم إصدار تحذيرات صارمة بشأن تنظيم مثل هذه الفعاليات في مخيمات اللاجئين مثل الدهيشة قرب بيت لحم.
ويمثل انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم خطوة جديدة في خريطة التوترات بين إسرائيل وغزة، وفي الوقت الذي تستعيد فيه العائلات الفلسطينية حريتها في التنقل شمالاً، تبقى العديد من التساؤلات حول تأثير هذه التطورات على المشهد السياسي والأمني في المستقبل القريب.