رعب حوثي من تمرد أهالي الحديدة.. نزع السلاح واستمرار القرصنة
رعب حوثي من تمرد أهالي الحديدة.. نزع السلاح واستمرار القرصنة
يبدو وأن مليشيات الحوثي تنتهج نفس ما يقوم به نظام الملالي في إيران، حيث تخشي مليشيات الحوثي الإرهابية من تمرد مواطني محافظة "الحديدة"، وذلك ضمن قيام عدد من المواطنين بالانضمام للمليشيات في حربها وعمليات القرصنة في البحر الأحمر ضد السفن التي تمر في طريق التجارة العالمي إثر تداعيات حرب قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر.
وتخوض الجماعة حالياً عمليات "فرز" في صفوفها خوفاً من تمرد أهالي محافظة الحديدة، حيث تشهد المليشيات الإرهابية من آن لآخر رفضاً شعبياً من أهالي الحديدة على تواجدهم، وتستخدم المليشيات المحافظة الساحلية في عمليات القرصنة التي تقوم بها في منطقة البحر الأحمر.
رعب حوثي
وقد استولى الذعر على ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في مدينة الحديدة غربي اليمن، مع انتشار ملصقات وعبارات جدارية في الشوارع تطالب بإسقاطهم ورحيلهم، بعدما شهدت المحافظة هجمات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد مليشيات الحوثي الإرهابية.
وشرع الحوثيون بنزع أسلحة عناصرهم المنحدرين من محافظة الحديدة تزامنًا مع تحركات مكثفة لخبراء أجانب، وتتخوف مليشيات الحوثي بشدة من أي تحركات تغير "معادلة الحديدة" المطلة على البحر الأحمر لذلك عمدت إلى سحب جميع الأسلحة التي كانت قد صرفتها لعناصر جندتها من المحافظة.
مقاتلين في البحر الأحمر بلا سلاح
ونزعت مليشيات الحوثي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من جميع مقاتليها الذين ينتمون لمحافظة الحديدة بما في ذلك المنتشرين على جبهات المحافظة الساحلية، حيث إن التوجيهات القادمة من صنعاء للقيادات الحوثية في الحديدة بعدم تسليح أي عناصر مستجدة من أبناء تهامة، كما عممت المليشيات على كل الجبهات باستلام السلاح الذي تم صرفه للعناصر التي تم تجنيد أغلبها بالإكراه والضغط على الأسر.
ولكن في نفس الوقت أقرت المليشيات بقاء عناصرها من أبناء تهامة الحديدة بدون سلاح والاكتفاء بتواجدهم في جبهات القتال بشكل متواصل مثلهم مثل بقية العناصر الحوثية المسلحة التي تتواجد على جبهات المحافظة".
وقامت المليشيات الحوثية بتهميش المقاتلين بصفوفها من أبناء الحديدة ماليا، إذ تصرف مخصصات شهرية وبشكل منتظم لعناصرها من المحافظات الأخرى، في حين أن الصرف للمجندين من أبناء تهامة يكون عبارة عن مخصص واحد كل شهرين أو 3 أشهر، والتهميش المالي المتعمد أثار غضب أبناء الحديدة المنخرطين بصفوف المليشيات الحوثية الذين اعتبروا التمييز العنصري ضدهم سلوكا متبعا في كل المجالات ويمارسه الانقلابيون بشكل ممنهج.
ويقول صهيب ناصر الحميري المحلل السياسي: إن مليشيات الحوثي دخلت في مرحلة التشكيك في نفسها والخوف من عناصرها، وذلك إثر ضعفاً مالياً تشهده المليشيات الانقلابية في ظل عمليات القرصنة بالبحر الأحمر، وكذلك مواجهة السفن الحربية الامريكية والبريطانية التي تطلق ضربات تؤثر على المليشيات في معاقلها بشكل أساسي مما خلق حالة من الجمود المالي الذي لم يستطيع عناصر الجماعة تحمله وبالتالي هناك تخوف من عمليات تمرد يقوم بها بعض عناصر المليشيات مستقبلاً.
وأضاف صهيب الحميري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك تحركات من جانب خبراء من الحرس الثوري الإيراني متواجدين الأن في الحديدة لدعم وتدريب مليشيات الحوثي في مواجهة القوات الأمريكية وهم من قاموا بتحذير مليشيات الحوثي بنفس طريق "الملالي" في إيران الذي لا يثق في أحد سوى بنفسه، وبالتالي فنظام الحوثي دخل في مرحلة الشك في كل من حوله حتي عناصره.
بينتما يرى الباحث السياسي اليمني، مانع المطري، أن التطورات الحوثية الميدانية في الحديدة تأتى في ظل مقتل 4 خبراء أجانب من قبل الحرس الثوري الإيراني مختصين في شبكات أنظمة الرادار وأجهزة التعقب والاستشعار البحرية في ضربة أمريكية محكمة استهدفت الجبانة شمالي المحافظة الساحلية، مما أدى إلى تخوف المليشيات الحوثية من تسريبات للقوات الأمريكية.
وأضاف المطري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الحديدة تعرضت إلى العدد الأكبر من الغارات الأمريكية بعد تحولها إلى معسكر متقدم لاستهداف سفن الشحن بالبحر الأحمر، وذلك ضمن سلسلة ضربات بدأت في يناير وطالت أهدافًا عدة في اليمن، ولذلك تخوفات الحوثي وشكوكه في قيادات وعناصر من الحديدة منطقية بالنسبة لرؤيته الإرهابية.