المتاجرة بآلام الفلسطينيين.. كيف تستغل الإخوان الأزمة لمصالحها الخاصة
تستغل الإخوان الأزمة لمصالحها الخاصة
تواصل الحركات الإخوانية وتيارات الإسلام السياسي المتاجرة بحرب غزة والقضية الفلسطينية، حيث يستغل تنظيم "الإخوان" القضية الفلسطينية في الوقت الحالي، من بوابة الحرب الإسرائيلية على غزة، باعتبارها "فرصة ذهبية" لإعادة شعبيتهم من جديد.
وكشف مراقبون، أن المتاجرة بآلام الفلسطينيين ورقة مهمة يناور بها التنظيم الإخواني لإثارة الجماهير والتربح منها على مَر تاريخه، ولتقديم نفسه للشارع على أنه المؤهل للدفاع عن هذه القضية، لاسيما عند حصرها على أنها "قضية دينية" في حين أنها قضية قومية، تخص الشعوب العربية كافة.
مخطط إخواني
يؤكد طارق أبو السعد المنشق عن تنظيم جماعة الإخوان، أن الجماعة لا تهتم بالقضية الفلسطينية إلا في حدود ما تستفيد منه سواء إعلاميًا أو ماليًا أو سياسيًا أو تنظيميًا، مشيرًا إلى أنها حاليًا لا تحارب إسرائيل ولا تكشف جرائمهم قدر ما تنهال بالاتهامات على الدولة المصرية.
وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-، أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا وأبدًا محور حركات التيار الإسلاموي بفصائله المختلفة، وإن كان كل يتعاطى القضية بطريقته ومن منظوره، مشيرًا إلى أن سياسة الإخوان تجاه حرب غزة هي استغلال القضية إما للحشد والتجنيد باسمها باعتبارها الجماعة التي تسعى لتحرير المسجد الأقصى.
فرصة جديدة
من جانبه، يقول هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرفة: إن جماعة الإخوان اعتبرت حرب غزة فرصة ثانية لتعويض فشل وضياع فرصة الربيع العربي؛ لتجييش الشارع العربي ضد الحكام والأنظمة.
بالإضافة إلى إثارة الفوضى والاضطرابات بالداخل العربي، وركوب الموجة وطرح نفسها كبديل عن أنظمة تصفها هي بالخائنة للقضية الفلسطينية، بل تصف هذه الأنظمة بأنها شريكة لإسرائيل في الاحتلال والحصار، مؤكدًا أن الجماعة أسهمت في تحويل دفة الهجوم والتحريض على الدول العربية.
وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-، أن تنظيم الإخوان أكبر خطر يهدد القضية الفلسطينية وتماسك المجتمع العربي كافة في مواجهة إسرائيل، مؤكدًا أن تنظيم الإخوان يرى في الآونة الأخيرة، أن كل أزمة تتعلق بقطاع غزة، تحمل مكاسب سياسية يجب استغلالها، وفرصة ذهبية قد لا تتكرر له.
وكانت الجماعة في عهد مبارك تنظم فاعليات في الشارع أو الجامعات والمدراس تبدو وكأنها لمناصري القضية لكنها كانت تستغلها لمكاسب إستراتيجية مثل إقامة الندوات وتنظيم المظاهرات، وهي في الحقيقة فرصة لتقوية الصف وتواصل الشعب والأسر الإخوانية وتنظيم اللقاءات وتجديد دماء الحركة التنظيمية، وكذلك إقامة الحفلات الغنائية، كما كانت فرصة للكتابة في القضية.
وبعد ثورة 2011، قدمت الجماعة نفسها كأنها الطرف الوحيد القادر على التفاوض مع إسرائيل وتحقيق مكاسب للفلسطينيين على خلاف الحقيقة فلم يكونوا مفاوضين ولم يكونوا سوى دمية في يد الولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات البريطانية التي قدمت لهم بعض الهدايا في أزمة حماس مع إسرائيل عام 2013، والحديث لطارق.
ومع تصاعد الأزمة مع الدولة المصرية من جانب الإخوان وقفت حماس إلى جوار الجماعة الأم وتحركت بشكل عدائي ضد مصر والنظام الحاكم وتوترت العلاقة إعلاميًا نوعًا ما.