هجمات مليشيا الحوثي بالصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية
هجمات مليشيا الحوثي بالصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية
شهدت المنطقة العربية مؤخرًا تصاعدًا في التوترات البحرية، حيث استهدفت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر بواسطة صواريخ ومسيّرات.
وقعت هذه الهجمات في توقيت حساس، تزامنًا مع تزايد التوترات في منطقة الخليج وتنامي التحديات الأمنية الإقليمية.
ويعتبر توقيت الهجمات مؤشراً على تحول في استراتيجية الحوثيين، مستهدفين طرق التجارة البحرية التي تمر من خلال ممرات هامة وحيوية للأمن التجاري العالمي.
السفن المستهدفة وطبيعتها
استهدفت الهجمات الحوثية ثلاث سفن تجارية كانت تنقل شحنات متنوعة، شملت بضائع استهلاكية وصناعية، دون الكشف الكامل عن تفاصيل الحمولة.
تسببت الهجمات في أضرار مادية جسيمة لبعض هذه السفن، مما أدى إلى تعطل مؤقت في عملياتها. وعلى الرغم من أن تقارير الأضرار لا تشير إلى خسائر بشرية، إلا أن مثل هذه الهجمات تهدد حياة أطقم السفن وتزيد من المخاطر على العاملين في القطاع البحري.
التداعيات على التجارة البحرية والأمن الدولي
أثارت هذه الهجمات مخاوف عالمية بشأن أمن الممرات المائية الهامة، خصوصًا البحر الأحمر، والذي يُعد ممرًا حيويًا يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي هذه التهديدات في وقت ترتفع فيه تكاليف التأمين البحري للشحنات التجارية العابرة لهذه المنطقة، مما يزيد من أعباء تكاليف النقل البحري.
وتبرز أهمية تحصين الممرات البحرية للحفاظ على استمرار حركة التجارة، إذ أن اضطرابها يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات العالمية وأمن الطاقة العالمي.
وقد أدانت عدة دول كبرى ومنظمات دولية هذه الهجمات، مشيرة إلى أن استهداف السفن التجارية يمثل تهديدًا مباشرًا على حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
كما أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج بيانات تشدد على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة هذه التهديدات.
في السياق نفسه، دعت التحالفات الإقليمية إلى تعزيز جهودها لتأمين المياه الإقليمية وتوفير حماية أكبر للسفن التجارية.
وقد أبدت دول الخليج استعدادها لتعزيز التعاون الدفاعي البحري لضمان استقرار المنطقة وحماية مصالحها البحرية.
تلك الهجمات الأخيرة تعكس تزايد استخدام الحوثيين للصواريخ والمسيّرات في عمليات تهدد الاستقرار الإقليمي؛ مما يتطلب استجابة أكثر صرامة من المجتمع الدولي لضمان أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية.
وقال الباحث السياسي، مرزوق الصيادي: إن الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن التجارية تعتبر "تصعيدًا نوعيًا" في استراتيجية الحوثيين لاستهداف البنية التحتية الحيوية للتجارة الدولية، وتحديداً في البحر الأحمر.
وأوضح الصيادي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هذه الهجمات لا تشكل تهديدًا مباشرًا على حركة الملاحة البحرية فحسب، بل تستهدف أيضًا الضغط على التحالفات الدولية والإقليمية لإعادة النظر في سياساتهم تجاه اليمن والحوثيين.
وأشار إلى أن "الحوثيين يسعون من خلال هذه الهجمات إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولاً، إرسال رسائل ضغط إلى القوى العالمية والإقليمية بأن لديهم القدرة على تهديد المصالح الاستراتيجية في المنطقة؛ ثانيًا، استخدام هذا النوع من التصعيد كأداة تفاوضية للحصول على مكاسب سياسية؛ وثالثًا، تعميق ارتباطهم بإيران التي تدعم استراتيجيتهم في زعزعة استقرار المنطقة".