كيف حوّل أردوغان تركيا لسجن كبير للأتراك؟
حول أردوغان تركيا إلي سجن كبير
الأنظمة الديكتاتورية عبر التاريخ كان معروفاً عنها التنكيل وظلم كل من يعارض أو يقول كلمة حق في وجه ظالم ، الذي تشهده تركيا اليوم لم نره من قبل في التاريخ فالنظام التركي بقيادة أردوغان أصبح متهما بشكل صارخ وتنكيله بالمواطنين قبل المعارضين فجميع الأرقام الصادرة سواء من النظام بشكل رسمي أو من مراكز حقوقية دولية موثوق بها حول أعداد مساجين الرأي أو من يتم تلفيق التهم إليهم أصبحت مرعبة للغاية وتثير الكثير من المخاوف والتساؤلات حول مستقبل تركيا المظلم تحت قيادة هذا النظام .
أنقرة تحارب مواطنيها
هكذا أظهرت بيانات رسمية صادرة عن مؤسسات الدولة بأنه تم فتح التحقيق مع حوالي مليون ونصف مواطن بتهم تتعلق بالإرهاب خلال الأربع سنوات الماضية ، مما يشير إلى استغلال نظام أردوغان لأحداث مزعومة مثل تلك التي عرفت بأحداث الانقلاب المزعوم في عام 2016 في التنكيل بالمواطنين الأتراك قبل المعارضين .
وحول هذه البيانات الرسمية الصادمة والتي تؤكد بما لا يجعل مجالاً للشك بأن النظام التركي ينكل بالمواطنين بشكل صارخ بتهم ملفقة، عبر المعارض علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم عن استهجان واستياء بين المواطنين حيث إن لها دلالة واضحة على محاربة الدولة لمواطنيها.
وأضاف وفقا لتقارير صحفية أنه ينبغي على هذا النظام التوقف عند هذا الحد وعدم الاستمرار في مسلسل استغلال الأحداث السياسية لترهيب وحبس المواطنين دون وجه حق أو تحقيقات عادلة حيث إن الغرض من هذه الأرقام المرعبة هو ترهيب المواطن التركي.
سجون جديدة لهذا العدد
وحتى يضمن أردوغان توفير محبس لهذا العدد الضخم من المواطنين دون عدالة حقيقية وتلفيق اتهامات باطلة قام النظام التركي ببناء العديد من السجون الجديدة بدلا من صرف هذه الأموال في تنمية الاقتصاد التركي المنهار في الأساس خاصة بعد هبوط الليرة بشكل مرعب أمام الدولار في فترة قصيرة للغاية.
والدليل على ذلك اعتزام النظام التركي إنشاء سجن جديد يٌقدر تكلفته بحوالي 300 مليون ليرة تركية وذلك حسبما كشفت تقارير صحفية محلية، مشيرة إلى أن وزارة العدل التركية قد طرحت العام الحالي مناقصة لتشييد السجن الجديد بولاية أيدين حيث جاء العطاء من نصيب إحدى شركات المقاولات والتشييد.
وكشفت التقارير أن حزب العدالة والتنمية الإخواني والذي يُحكم قبضته على البلاد منذ حوالي 20 عاما قد قام بتشييد 228 سجنا جديدا من بينها 127 سجنا بتكلفة 20 مليار ليرة ، مشيرة إلى أن العقود التي تم توقيعها في عام 2021 لبناء سجون جديدة قد بلغت حوالي 1.5 مليار ليرة .
أطفال خلف القضبان
لم يكتفِ النظام التركي التنكيل بالمواطنين والمعارضين بل وصل الأمر إلي حد احتجاز الأطفال في صدمة أدهشت جميع المنظمات الدولية وخاصة المهتمة بحقوق الإنسان، حيث عبر الكثير من المنظمات عن استهجانها واستنكارها لمجرد إرهاب الطفل واحتجازه وهو ما يعتبر مخالف بما لا يدع مجالا للشك لكافة المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
وخلال العام الماضي كشفت أرقام جمعية "مبادرة حقوق الإنسان للصحة النفسية" أن 780 طفلا محتجزون مع أمهاتهم في السجون، بينما يتم احتجاز 10 آلاف طفل بشكل سنوي ويتعرض حوالي 120 ألفاً آخرين لإجراءات قانونية.
ونظرا لقسوة احتجاز الأطفال أصبح الأمر ليس مجرد خبر تتناوله الصحف وإدانات المنظمات الدولية بل قام منتجو الأفلام السينمائية بتناول هذا الأمر الخطير والذي أصبح حدثا يستحق التوثيق والعمل الدرامي حيث رصدت أفلام شهيرة مثل "Duvar " الجدار" للمخرج "يلماز غوني" وأيضا فيلم "Uçurtmayı Vurmasınlar" لا تدعهم يطلقون النار على الطائرة الورقية" لتجسيد المعاناة التي يشهدها الأطفال داخل السجون التركية، خاصة وأن منهم أفلاما كُتبت لتجسد أحداثا واقعية بالفعل.
أردوغان يخفي فضائحه
واستمرارا لديكتاتورية النظام التركي يتعمد إخفاء جرائمه والتي تم إثباتها بالمستندات والوثائق، حيث كشفت تقارير صحفية خلال العام الماضي عن إخفاء ومنع النظام التركي تقارير أوروبية تفضح عمليات التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها الأتراك داخل السجون التركية .
وفقا للتقارير الصحفية فإن النظام التركي قد منع الإعلام من تداول هذه الوثائق والتي احتفظ بها منذ 5 سنوات ، مشيرة إلى أن هذا التقرير قد جاء بعد زيارة للجنة تقصي حقائق أوروبية عام 2016 ولكن النظام التركي لا يريد فضح انتهاكاته بالسجون.