كيف حاولت إيران بسط مشروعها التوسعي بالمغرب العربي؟
تحاول إيران بسط مشروعها التوسعي بالمغرب العربي
إيران تنتهج سياسة إرهابية تهدف إلى بسط نفوذها على دول المنطقة، وكشفت العديد من التقارير حول سياسات إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط ودول المغرب العربي.
التدخلات في شؤون الدول
وتنتهج إيران سياسة إمبريالية تدريجية تهدف إلى بسط نفوذها على دول المنطقة من خلال إقحام الشيعة في مواقع دينية في الدول العربية ذات الأغلبية السنية. ووفقًا للكاتب، فإن طهران ترفع شعار “تقرير هوية الشرق الأوسط من خلال الصحوة الشيعية من جهة، والاستجابة السنية لها من جهة أخرى”.
إيران تصبغ سياساتها الإمبريالية بمبررات دينية وذرائع طائفية كونها تضم أكبر كتلة شيعية في المنطقة.
وبدأت إيران، عبر أذرعها العربية والفارسية على حد سواء، رحلة جديدة في مخطط تصدير مشروعها ونشر التشيّع هذه المرّة في المغرب العربي، ليكون بوّابتها إلى القارة السمراء.
ويعد الحرس الثوري يد إيران في تنفيذ إرهابها؛ إذ استخدمته طهران في العديد من التدخلات بالدول العربية، في سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وغيرها من الدول وعمدت إلى قمع الشعوب عبره في تلك الدول، من خلال مساندة الأنظمة الجائرة فيها، وتأسيس ميليشيات تمهيدًا لتنفيذ أطماع إيران السياسية المستقبلية.
المغرب تكشف المخطط
وحول هذه التدخلات قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن "الأمن الروحي" للمغاربة وللقارة الإفريقية يعتبر من بين الأولويات للتصدي لما أسماه بـ"الأطماع الإيرانية في القارة".
ولفت خلال مناقشة عدد من الاتفاقيات الدولية بمجلس النواب إلى أن إيران "تحاول الدخول إلى غرب إفريقيا لنشر مذهبها هناك".
كما شدد بوريطة على أن "مساندة المغرب لما تعرضت له إمارة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة كان رسالة واضحة للتنديد بتجاوزات الحوثيين وبسياسة إيران التي تقف خلفهم".
وكان المغرب أعلن في 2018 قطع علاقاته مع إيران، مبررا ذلك بإشرافها على تدريبات عسكرية لجبهة "البوليساريو" عبر عناصر من "حزب الله" الموالي لها في لبنان.
وخرجت إيران على المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حول جهود طهران في نشر المذهب الشيعي غربي إفريقيا.
وقال زادة للصحفيين: إن "هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها وزير الخارجية المغربي بهذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة، ولطالما حاولنا تجاهل هذه التصريحات احتراما للمسلمين في المغرب"، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية.
أزمات تاريخية
والأزمة الحالية في العلاقات المغربية الإيرانية ليست الأولى، ذلك أنه إذا ألقينا نظرة على تاريخ هذه العلاقة خلال العقود القليلة الماضية، فسنرى أنها عرفت مداً وجزراً كبيرين حتى وصلت إلى حد قطع العلاقات بصفة نهائية سنة 2018، والتي كانت قد استُؤنفت أصلاً، سنوات قليلة قبل ذلك.
مخطط إيران التوسعي
ومن جانب آخر أوردت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن إيران على وشك إكمال مشروعها الإستراتيجي بتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين، ثم شمال شرقي سوريا إلى حلب وحمص، وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط.
وأضافت: أن قوات كبيرة من الميليشيات الشيعية تضع اللمسات الأخيرة على خطط؛ للتقدم بتنفيذ مشروع الممر الذي ظل في طور التبلور خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات لم تُمنح دورًا في المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل، لكنها ستقطع الطريق غرب الموصل على أي قوات لداعش تحاول الهروب من المدينة إلى الرقة بسوريا.
وقالت “جارديان”، في تقرير لها، إن الشريط البري غرب الموصل الذي ستعمل فيه الميليشيات الشيعية، يُعتبر أساسيًا في تحقيق الهدف الإيراني للوصول للبحر الأبيض المتوسط.
وذكر التقرير أن إيران حاليا، وبعد 12 عاما من الصراع في العراق ومشاركتها في الحرب الأهلية الشرسة بسوريا، أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري سيوطد أقدامها بالمنطقة، ومن المحتمل أن ينقل الوجود الإيراني إلى أراضٍ عربية أخرى.