كيف تعاقب إيران الصحفيين في البلاد.. وما سبب ذلك؟
تعاقب إيران الصحفيين في البلاد
يعتبر النظام الإيراني من أسوأ الذين يضطهدون الصحفيين ويقمعون الصحافة في العالم، حيث تقوم طهران بسجن الصحفيين وعائلاتهم ومضايقتهم ومراقبتهم؛ يقوم المراقبون بتقديم التقارير - سواء بشكل مباشر أو عن طريق ترهيب الصحفيين وجعلهم يمارسون الرقابة الذاتية.
ويمنع نشر الصحافة من خلال منع الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتشويش على إشارات القنوات الفضائية، حيث تعكس حرب إيران على الصحفيين والصحافة خوف الجمهورية الإسلامية من معرفة الجمهور - ومقاومته - لمخالفاتها المنهجية وسوء الإدارة والقمع.
سوف تقتل: صحفيات إيرانيات يواجهن القمع الوحشي
قبل محاكمة الصحفيين الذين غطوا مقتل مهسا جينا أميني، وصف الصحفيون الضرب والتهديد بأنها طريقة للقمع الوحشي من قِبل النظام، قائلين: سوف تقتل في كل الأحوال.
وبحسب تقارير إعلامية غربية، لقد كان تحذيرًا مروعًا من الحكومة الإيرانية، حيث روت صحفية شابة مقيمة في طهران أنه تم إرسال العديد من الرسائل والمكالمات لها وهي في منزل شقيقتها تهددها بالاغتصاب والاعتقال.
وقالت صحفية أخرى، شريطة عدم الكشف عن هويتها، إنها تخشى على حياتها، رغم إطلاق سراحها دون تهمة بعد أن احتجزها الحرس الثوري الإيراني لمدة ثلاثة أيام، حيث تم القبض عليها أثناء تغطيتها الاحتجاجات كمراسلة بعد وفاة أميني.
وقالت: "لقد بعث الحرس الثوري الإيراني عدة مرات برسالة يهددونني فيها بالقتل بأنهم سيقتلونني، مثل المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات، ومن بين المعتقلين الصحفيان الإيرانيان نيلوفر حميدي، يسار، وإله محمدي، المتهمان بتنظيم احتجاجات مع وكالة المخابرات المركزية.
وقالت صحفية أخرى: إنها قيل لها إنه "ليس لها الحق في تغطية الاحتجاجات" ولا يمكنها مقابلة عائلات أي شخص قتل.
احتجاز الصحفيات
ووفقاً لمنظمة حرية الصحافة، مراسلون بلا حدود، فإن حوالي 40% من هؤلاء الصحفيين المحتجزين في الأشهر السبعة الماضية كانوا من الإناث، بالإضافة إلى أن الصحافيتين المقرر تقديمهما للمحاكمة هذا الأسبوع متهمتان بالتآمر مع قوى أجنبية معادية، وهي تهمة قد يعاقب عليها بالإعدام.
وتحتل إيران المرتبة 174 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي خلال الأعوام الماضية، بانخفاض من 173 في عام 2020 و170 في عام 2019.
أوضاع مأساوية
وتعرض الكثير من الصحفيين والصحفيات للضرب في الحجز أثناء اعتقالهم، كما أن جميع مقاطع الفيديو والصور التي تم نشرها خلال الاحتجاجات كانت من هؤلاء المواطنين الصحفيين وليس من وسائل الإعلام الرسمية.
وقد أدى تضاؤل عدد الوظائف المتاحة للصحفيين المستقلين - بالإضافة إلى التهديدات التي تتعرض لها حياتهم وحريتهم في إيران - إلى إجبار عدد من الصحفيين على الانضمام إلى وسائل الإعلام التي تديرها الدولة حتى يتمكنوا من كسب عيشهم، وما زالوا يأملون في الحصول على فرصة للإبلاغ بحرية مرة أخرى.
الصحفيون في إيران يتعرضون للتعذيب
ويقول حسن هوشيمان الباحث في الشأن الإيراني: إن العديد من الصحفيين يتعرضون في السجن للتعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الحبس الانفرادي المطول، والحرمان من الزيارات العائلية، والحصول على الرعاية الصحية والاستشارات القانونية.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": أنه يمكن للصحفيين وغيرهم من المتهمين بارتكاب جرائم ضد الأمن القومي فقط اختيار محامٍ من قائمة معتمدة من الحكومة، مشيرا إلى أن 65% من الصحفيين المسجونين كانوا يقيمون في سجن إيفين، المشهور بتعريض النزلاء للتعذيب والضرب والاستجواب القاسي والإعدام الوهمي.