كيف يواجه أطفال لبنان التصعيد في الجنوب اللبناني؟

يواجه أطفال لبنان التصعيد في الجنوب اللبناني

كيف يواجه أطفال لبنان التصعيد في الجنوب اللبناني؟
صورة أرشيفية

معاناة كبرى تضرب جنوب لبنان إثر الحرب الإسرائيلية مع حزب الله وتصاعدها منذ أن بدات حرب قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حيث أصبح الوضع أشبه ببلدة كبيرة من الخوف وقد هاجر أغلب سكانها.
 
وأطفال لبنان هم الأكثر تضررًا من الحرب، فلا يوجد مدارس والخوف من المستقبل أصبح يضرب قلوب الصغار، وأصبح جنوب لبنان ذو ملامح الحياة يبدأ بالاختفاء تدريجيًا، وتنعدم مع بلوغ القرى الأمامية على خط المواجهة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والحياة شبه معدومة في تلك القرى، ونزح قسم كبير من السكان إلى مناطق أخرى في الجنوب أو العاصمة.

بينما كان عدد النازحين قد بلغ نحو 20 ألفًا في نوفمبر2023، بعد مرور شهر واحد على بداية الاشتباكات وفق ما نقلت وسائل إعلام لبنانية، إلا إن تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في 5 يناير أفاد بأن التصعيد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أدى إلى نزوح نحو 76 ألف شخص من جنوب لبنان. 

قلق من المحاصرين في مرمى النيران 

 ومع تصاعد الأحداث، عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، "اليونسيف"، عن قلقها العميق بشأن أطفال لبنانيين أجبروا على ترك منازلهم بسب المعارك الدائرة في جنوب البلاد بين حزب الله وإسرائيل، و"الأثر طويل الأمد الذي يتركه العنف على سلامة الأطفال وصحتهم وتعليمهم".

وخرج تقرير من اليونسيف تحت عنوان "محاصرون في مرمى النيران"، وكشف أن هناك 90 ألف شخص، بينهم ما لا يقل عن 30 ألف طفل، أجبروا على ترك منازلهم، والذهاب نحو الشمال في لبنان، كما أن هناك 8 أطفال من بين 344 شخصًا قتلوا، و75 طفلًا من بين 1,359 شخصًا تعرضوا للإصابة منذ أكتوبر 2023.

قصف يومي يخطف قلوب الأطفال  

وفي جنوب لبنان تصاعدت الأحداث بشكل مخيف، خاصة وأن حزب الله مدعوم من إيران بشكل كبير، والتى تريد زيادة حدة الاشتباكات بعدما شهدت في الآونة الأخيرة تصاعد وضربات مباشرة مع إسرائيل، والنزاع المسلح بين إسرائيل وحزب الله ضاعف من هلاك وتضرر البنى التحتية والمرافق المدنية، وأثر على الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال والأسر، وبات من الصعب على شركات الأغذية توصيل المستلزمات الخاصة بالأطفال.  

وهناك حوالي 4000 طفل هم في أمس الحاجة إلى الخدمات الأساسية مثل التحصين والحصول على الأدوية الحيوية، كذلك إغلاق أكثر من 70 مدرسة لأبوابها؛ مما أثر بشكل كبير على تعليم حوالي 20 ألف طفل، واضطر ما لا يقل عن 23 مرفقًا للرعاية الصحية إلى التوقف عن تقديم الخدمات إلى أكثر من أربعة آلاف شخص، كما تعرضت تسع محطات مياه، تخدم 100 ألف شخص على الأقل، إلى أضرار جسيمة. 

"اليونسيف" أيضًا حذرت وبشكل حاد من أن النظام الصحي غير قادر على تلبية متطلبات الرعاية الصحية العامة بسبب ندرة الموارد، بما في ذلك الطاقة والموارد البشرية والمعدات والأدوية. أدّت الأزمات الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي ضربت البلاد منذ العام 2019، إلى تفاقم نقاط الضعف الاقتصادية القائمة؛ مما أدّى إلى فقدان الوظائف والدخل وارتفاع التضخم ونقص الخدمات الأساسيّة، بما في ذلك الأدوية والكهرباء. 

ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن جنوب لبنان أصبح بلا حياة وأصبح الأطفال في معاناة كبرى، حيث إن هناك الآلاف من الأطفال من المرضى لا يجدون سريرًا في المستشفيات، وكذلك فالوضع أشبه بما يحدث في طقاع غزة، فهي حرب متسبب فيها حزب الله وإسرائيل، وفي شمال لبنان بات الوضع غير جيد أيضًا نتيجة لنزوح العائلات إلى الشمال للحفاظ على حياة أبنائهم. 

وأكد طوني حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الأطفال فى الجنوب أصبحوا معتادين على سماع دوى الطلقات والصواريخ والطائرات المسيرة وكأنه شيئًا طبيعيًا، وكذلك حرم الأطفال من اللعب مثل الحياة الطبيعية، فهناك شعور بأنّ لا مكان آمن، خصوصًا أن الطائرات الإسرائيلية تحلق على علو منخفض. 

ونشر الصحافي السعودي حسين الغاوي، وثيقة الأمم المتحدة رقم 71836، والتى تشير إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أصبحت معاهدة دولية، وبهذا تعترف لبنان بإسرائيل دولة، ولذلك فإن الحرب الإسرائيلية هي نتيجة لما تشهده حاليًا جنوب لبنان.