كيف يؤثر التقارب المصري التركي من الحد على الأزمات بالمنطقة؟

يؤثر التقارب المصري التركي من الحد على الأزمات بالمنطقة

كيف يؤثر التقارب المصري التركي من الحد على الأزمات بالمنطقة؟
الرئيسان المصري والتركي

مع افتتاح كأس العالم 2022 في قطر، كان اللقاء الأول ما بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد قطع علاقات وخلافات دامت ما يقرب من 10 سنوات شهدت فيها صراعًا كبيرًا نتيجة لتواجد عناصر الإخوان الإرهابية على الأراضي التركية وبث أكاذيب تخص الدولة المصرية.

وكذلك فقد كان تحالف غاز شرق المتوسط، أزمة كبرى ما بين مصر وتركيا، في ظل التحرك نحو استخراج الغاز من البحر المتوسط ومحاولات تركيا حينها السيطرة على عدد من الحقول وهو ما رفضته مصر بشكل واضح وخاصة في الجانب الليبي المجاور لمصر، ومؤخرًا مع ما تشهده المنطقة من أزمات متعددة بات التقارب المصري التركي محور اهتمام كبير في ظل ما تشهده المنطقة وتقارب وجهات النظر بين الطرفان.
 
حرب غزة على الطاولة المصرية - التركية  

ومنذ أن بدأت حرب قطاع غزة في المنطقة العربية كان النظام المصري والتركي على أوجه التقارب، حيث كان الرئيس التركي ونظيره المصري هم الأكثر اتصالاً بالمنطقة وتقاربًا في وجهات النظر مع رفض لما يحدث داخل القطاع، وكذلك البحث عن ادخال المساعدات ولكن ما زاد هو الهجوم الإعلامي الذي قام به الرئيس التركي على الإدارة الإسرائيلية.
 
لقاء هام على طاولة الأوضاع  

مباحثات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره التركي هاكان فيدان، خلال لقائهما في مدينة إسطنبول، كان محورها ما يحدث في المنطقة، وتطرقت المباحثات بين الوزيرين إلى مستجدات الحرب في غزة، وتطورات التوتر الإيراني - الإسرائيلي، والحرب في السودان، والوضع في ليبيا، وغيرها من القضايا، وفق تأكيد الوزيرين في مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء. 

الجانب المصري أكد على أهمية العمل على توثيق التعاون مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، بينما أكد الجانب التركي على التعاون بين أنقرة والقاهرة له فائدة كبيرة للبلدين والمنطقة.

وخلال المؤتمر الصحفي مع فيدان، أعرب شكري عن تطلعه لاستمرار التنسيق مع تركيا من أجل رفع مستوى التعاون بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري حتى يصل إلى 15 مليار دولار.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي: إن الزيارة الخاصة لوزير الخارجية سامح شكري لتركيا هي متكررة في ظل تقارب مصري تركي واضح، وخاصة مع اشتعال المنطقة بأحداث في جوانب متعددة مع توقعات بتوسع رقعة الحرب بعد الضربة الإيرانية لإسرائيل، واستمرار الحرب في غزة وتصاعد الاحداث.

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة للعرب مباشر: إن التقارب يفتح آفاقاً لتسوية النزاعات في المنطقة، خاصة الصراع الليبي والسوداني، والتعاون بين القاهرة وأنقرة قد يسمح بمساحة تفاهم تسهم في حل الأزمة الليبية، والتي كانت إحدى نقاط الخلاف بين البلدين في وقت سابق، وتتصاعد بها في الوقت الحالي أزمات بإستقالة المبعوث الأممي.
 
بينما يرى الباحث السياسي مختار غباشي، أن تركيا ومصر تلعبان دورًا محوريًا في المنطقة وخاصة في ملف غزة، حيث التنسيق المصري التركي هو جزء جديد من أجل ضغوط على إسرائيل وحلفائها اقتصاديًا، مع إقرار تركيا عقوبات تجارية على إسرائيل، عبر فرضها قيوداً على تصدير 54 سلعة إلى تل أبيب، وتركيا من أكبر الدول المصدرة لإسرائيل.
  
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن القاهرة ستسعى لتواجد تركيا علي طاولة المفاوضات التي يتواجد بها قطر ومصر والولايات المتحدة، وذلك من أجل زيادة النفوذ وتقارب وجهات النظر للثلاثي القاهرة والدوحة وينضم لهم إسطنبول، وذلك أمام الجانب الأمريكي والإسرائيلي، والذي بدوره لم يصل إلى حلول في الوقت الحالي، كما أن هناك زيارة تاريخية سيقوم بها الرئيس المصري إلى تركيا مستقبلاً مما يصنع آفاقاً كبرى من التقارب بين البلدين.