كيف يستعد إخوان تونس للسباق الرئاسي؟
يستعد إخوان تونس للسباق الرئاسي
يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية في تونس لم تتعلم الدرس جيدًا، وبعد فشلها في جميع الاستحقاقات الانتخابية في البلاد تسعى حاليًا جاهدة للعودة من باب الانتخابات الرئاسية قي ظل رفضًا شعبيًا وسياسيًا لهم ف الآونة الأخيرة.
وعقب عشر سنوات سيطرت فيهم الجماعة الإرهابية على حكم تونس التي اتشحت بالسواد وسميت بالعشرية السوداء نتيجة لحكم الجماعة وتسلطهم واغتيالهم وتطرفهم، بات الشعب التونسي يعلم جيدًا أن تواجدهم من جديد هو خطر لابد من قطعة من البداية.
مرشحين إخوان الظل
ومؤخرًا تسعى الجماعة لمنافسة الرئيس قيس سعيد من أجل العودة من جديد وإطلاق سراح قادة الجماعة من داخل السجون، بداية من إعلان الحزب الدستوري الحر، ترشيح رئيسته عبير موسى للانتخابات الرئاسية التونسية المتوقع إجراؤها في خريف هذا العام، رغم وجودها منذ أشهر في السجن، بتهمة معالجة بيانات شخصية وعرقلة الحق في العمل والاعتداء بقصد إثارة الفوضى.
عدد المرشحين المحتملين إلى الآن، وفق ما تم الإعلان عنه ثمانية ما بين حزبيين ومستقلين، وهم الرئيس قيس سعيد، و وزير التجارة السابق المنذر الزنايدي، والإعلامي ورجل الأعمال نزار الشعري، ورئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي، والأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي.
ويشترط القانون الانتخابي الحالي خلو السجل القضائي من السوابق العدلية للترشح للانتخابات الرئاسية باعتبار أن المنصب يعد من أرفع المناصب والمسؤوليات في الدولة.
الممثلة التونسية نجوى ميلاد أعلنت عن ترشحها للانتخابات الرئاسية، ومن محبسهما، أعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي عن ترشحهما للانتخابات.
صف المعارضة والإخوان
تقود المعارضة في تونس، بزعامة حركة النهضة الذراع السياسي لجماعة الإخوان الارهابية، مشاورات مكثفة لاختيار شخصية محددة للترشح، وفي جبهة الخلاص الوطني، التي يرأسها أحمد نجيب الشابي وتضم بداخلها حركة النهضة الإخوانية ومجموعات حزبية صغيرة، أنّ خلافات تدب بين صفوفها بسبب اسم المرشح من أجل منازلة الرئيس سعيد.
ذلك بعدما كان من المقرر أن يتم تقديم أحمد نجيب الشابي، شقيق عصام الشابي ورئيس "جبهة الخلاص الوطني"، كمرشح المعارضة، خاصة أن التقاءه مع النهضة داخل الجبهة كان ضمن تفاهمات من بينها أنه سيكون المرشح الوحيد للجبهة إذا قررت أن تشارك في الانتخابات، ويكون ذلك كمكافأة من النهضة له على تحالفه معها بعد يوليو 2021 في وقت كانت فيه الحركة معزولة كلياً.
ويقول المحلل السياسي التونسي، حازم القصوري: إن الجماعة الإخوانية لم تستوعب الدرس بشكل كبير، ومنذ أكثر من عامين تم تجريدهم من الحياة السياسية في تونس والآن يريدون العودة من جديد بهدف التواجد عبر أشخاص تابعين لهم في ظل أزمات اقتصادية مفتعلة تقودها الجماعة.
وأضاف القصوري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن في الوقت الحالي الشعب التونسي يعلم تمامًا أن عودة الإخوان لسدة الحكم قد يضيع البلاد ويؤخر ما تم إنجازه مع الرئيس قيس سعيد، وكذلك فأغلب القيادات في السجون بتهم تتعلق بالإرهاب، وبالتالي وضعهم الحالي مؤثر على الانتخابات المقبلة التي قد تشهد عزوف من أفراد الجماعة عن المشاركة.
بينما يرى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية طارق البشبيشي، أن جماعة الإخوان لها منهج ثابت وما فعلته في الانتخابات المصرية مؤخرًا بطرح اسم أحمد طنطاوي كمرشح من خارج الجماعة يعود حاليًا في تونس، وذلك لإثبات تواجدهم، وأنهم غير منعزلين عن الحياة السياسية في البلاد، ولكن ذلك غير صحيح كون الجماعة مصنفة إرهابية.
وأضاف البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: الجماعة في تونس تعاني والرئيس قيس سعيد أظهر وجه الإخوان الحقيقي للشعب التونسي وعودتهم من جديد غير مطروحة بالمرة في الشارع التونسي، وما حدث هو جس نبض من الجماعة لمعرفة وضعهم الحالي في الشارع التونسي، وبالتالي لاقى رد فعل واضح بالرفض.