في مباحثات وزير الخارجية الأميركي.. كيف حاولت الدوحة دعم موقف طالبان؟
تسعي قطر إلي دعم طالبان بكافة الطرق
تحاول قطر بكل السبل أن تدير دفة الاتجاهات الدولية لصالح طالبان، منذ سيطرتها على أفغانستان، لتكون منفذا ويدا جديدة لها في آسيا تحقق عبرها مصالحها وأهدافها، لذلك تسعى بشدة للتأثير على أميركا خلال محادثاتهم الحالية.
مباحثات وزير الخارجية الأميركي
يجري حاليا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، زيارة للدوحة، لإجراء محادثات من أجل التباحث بشأن الأزمة الأفغانية، حيث يتصدر أهم محاور النقاش هو إعادة فتح مطار كابول المغلق منذ مغادرة الأميركيين.
ويرافق بلينكن، وزير الدفاع لويد أوستن، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور المنطقة منذ سيطرة طالبان المفاجئة على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس الماضي، واستكمال الانسحاب الأميركي من البلاد.
ووصل بلينكن وأوستن إلى الدوحة مساء أمس الاثنين، حيث أجرى محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
لقاء بلينكن وتميم
وخلال لقاء بلينكن وتميم، حاول أمير قطر توجيه وزير الخارجية الأميركي نحو تقبل طالبان لبدء الخطوات الفعلية نحو إكسابها شرعية دولية، حيث تلعب الإمارة الخليجية بفضل قربها من طالبان دورا كبيرا مع واشنطن وعدد من الدول الغربية، لصالح الحركة، لذلك حاولت إجلاء الكثير من الرعايا الأجانب من أفغانستان، لتنقلهم إلى العيش في قاعدة العديد الأميركية بالدوحة وسط انتهاكات جسيمة وتدهور بالأوضاع الإنسانية.
وتطرق بلينكن أيضا إلى المساعي الصعبة، التي تبذلها الولايات المتحدة مع القطريين بالتعاون مع تركيا، لإعادة فتح مطار كابول المغلق منذ مغادرة الأميركيين، وهو ما يعتبر أولوية لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة وإجلاء من تبقى من الأفغان، خاصة مع وعد طالبان بأنها ستواصل السماح بمغادرة الأفغان الراغبين بترك البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب: إنّ بلينكن وأمير قطر "ناقشا أيضاً قضايا ثنائية مهمة أخرى".
بينما نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنّ الأمير تميم ناقش مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين "أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، ولاسيّما تطوّرات الأوضاع في أفغانستان والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار فيها".
استمالة أميركا
ويرى مراقبون ومحللون دوليون أن قطر تحاول استمالة أميركا لصالح طالبان، وتمهيد الأمور أمام الحركة التي ترتبط معها بعلاقات قوية خاصة منذ عام ٢٠١٣، التي دشنت فيه مكتبا خاصا لطالبان في الدوحة.
وأضافوا: أن قطر تهدف أن تكون مركزا للعلاقات الدولية الخاصة مع طالبان، لتتمكن من لعب دور جديد لها خارجيا، إثر الانتقادات الضخمة التي تتعرض لها ومع تراجع شعبية النظام بسبب إخفاقاته المتعددة، فضلا عن مساعيها البالغة لتحقيق مصالح جديدة.
كما كشفوا أنه رغم التصريحات الودودة بين أميركا وقطر، إلا أنه في حقيقة الأمر يوجد غضب من واشنطن تجاه الدوحة، حيث ضاقت ذرعا بمحاولاتها المتكررة للعب دور دولي، وهو ما ظهر من خلال مخالفة بلينكن لقواعد اللياقة الدبلوماسية، كونه غادر المؤتمر الصحفي دون أن ينتظر نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ما كان لافتا للأنظار بشدة.