بسبب الطائفية الشيعية والضغوط الداخلية والخارجية.. هل يعيد بايدن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية؟
يسعي العالم إلي تصنيف الحوثي منظمة إرهابية
تهديدات دولية مستمرة تمثلها ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، لذا صنفتها عدة دول كجماعة إرهابية، بينما تتجه أميركا لاتخاذ الخطوة ذاتها، وفقا لما كشفت عنه الإدارة الجديدة.
تصريحات بايدن
أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن، بتصريحات بشأن إمكانية إعادة تصنيف "الحوثي" كجماعة إرهابية، بما يكشف حجم الضغوط والانتقادات سواء اليمنية أو الدولية على الولايات المتحدة، بسبب آلاف الجرائم والانتهاكات للميليشيات بداخل البلاد أو مع دول الجوار.
وتواجه أميركا وضعا صعبا أكثر بعد الاعتداء الإرهابي الحوثي الأخير ضد الإمارات والسعودية؛ إذ كشف مساوئ إلغاء الإدارة الأميركية الحالية قرار رفع الجماعة الانقلابية من قائمة الإرهاب.
وقبل أيام، وجه سؤالا للرئيس الأميركي، بشأن إن كان سيعيد إدراج جماعة الحوثي في اليمن لقوائم الإرهاب وما ستفعله الإدارة الأميركية حيال التوصل للسلام باليمن، وذلك خلال مؤتمر صحفي، حيث قال: "الجواب: إنه قيد الدراسة. وإنهاء الحرب في اليمن يتطلب مشاركة الطرفين للقيام بذلك. وسيكون الأمر صعبًا للغاية".
كما أكد الاتصال الهاتفي الأخير من بايدن، الموقف الأميركي الرسمي الصامد مع الإمارات والسعودية ضد الحوثيين وذلك بهدف بث الخوف في الحوثيين.
وكانت السفارة الإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية، قالت عبر حسابها على تويتر: "وصف السفير يوسف العتيبة في تصريحات له اليوم الهجمات الحوثية على مواقع مدنية في الإمارات بهجمات إرهابية حيث راح ضحيتها 3 مدنيين أبرياء، ودعا الإدارة الأميركية والكونغرس إلى دعم إعادة تصنيف منظمة الحوثيين الإرهابية كمنظمة إرهابية أجنبية"، مضيفة أن العتيبة "تطرق إلى المكالمة بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، حيث اتفقا على تنسيق المواقف ردًا على هجوم الحوثيين الإرهابي. وناقشا الخطوات العاجلة لتشديد الدفاعات الجوية ضد الصواريخ والطائرات المسيرة وتعزيز الأمن البحري لوقف تدفق الأسلحة".
كما أجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، اتصالا هاتفيا، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث شدد على ضرورة اتخاذ موقف حازم حيال إرهاب ميليشيات الحوثي، لما تمثله الهجمات الأخيرة على مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه مثل هذه الممارسات العدوانية.
وجدد وزير الدفاع الأميركي إدانة الولايات المتحدة واستنكارها لهذه الاعتداءات، ووقوفها إلى جانب دولة الإمارات في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنها وسلامة أراضيها.
مطالب أميركية
وبعد الهجوم الحوثي الأخير، تعالت الأصوات المنتقدة لسياسات الإدارة الأميركية التي تسببت في تهديد أمن المنطقة، مطالبة بإعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب.
من بين المطالبين، كان عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، الذي أكد التزامه بالضغط على إدارة جو بايدن لإعادة فرض سريع للعقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم، وقال عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الحوثيين ردوا على رفع العقوبات عنهم "بشكل سريع ومتوقع عبر تصعيد اعتداءاتهم وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية".
كما طالب أعضاء من الكونجرس من بينهم السيناتور الجمهوري البارز جيم إنهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي حيث دعا إلى تصنيف ميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، مدينا الهجوم الذي استهدف دولة الإمارات، وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال إنهوف: "تظهر الهجمات المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران إرهابيون"، مضيفاً "كما أشرت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب، ويجب استعادة هذا التصنيف الآن".
وندد النائب الجمهوري في الكونجرس الأميركي دون بيكون الهجمات الإرهابية الحوثية ضد منشآت مدنية في أبوظبي، مشيرا إلى تصاعد تلك العمليات منذ رفع الجماعة من قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، داعيا بايدن إلى إعادة إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، قائلًا: "يجب علينا إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، ووقف إيران عن إرسال الأسلحة إلى اليمن".
الطائفية بين الشيعة
ويظهر ترسيخ الطائفية بين الشيعة، على خلاف السنة، وهو ما يمثل تهديدات كثيفة؛ إذ تنعكس خطابات الكراهية على الشعب العربي الإسلامي.
وظهرت تلك الطائفية في مقابلة مع قناة الجزيرة في ديسمبر 2015، وصف حمود المخلافي، قائد إحدى المجموعات المقاتلة في تعز ضد الميليشيات الحوثية والقوات المُوالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، خصومَه بالـ"فرس" في إشارةٍ إلى انتمائهم إلى الطائفة الشيعية والدعم الذي يتلقّونه من إيران، حيث إن صالح وقادة الميليشيا الحوثية ينتمون إلى المدرسة الزيدية، الذي يرتكز على لغة مستوحاة من الصراعات بين السنّة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان برعاية إيران.
ووفقا لمركز مالكون كير كارنيغي للشرق الأوسط، فإن اليمن يضم مجموعتين دينيتين أساسيتين الشيعة الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية في الشمال، والسنّة الذين يتبعون المدرسة الشافعية في الجنوب والشرق، إلا أن الانقسام الديني بقي ذا أهميّة محدودة على مرّ التاريخ. حتماً، لم يكن اليمن في منأى عن الصراعات الداخلية، غير أن ما كان يغذّيها عادةً هو التفاوتات السياسية أو الاقتصادية أو القبلية أو المناطقية، والتي تزامنت هذه الصراعات مع نشوب خلافات دينية.
تصاعد حدة الخطاب
ومع تنامي سلطة الحوثيين بدعم من إيران، استخدمت تعابير طائفية ضيّقة، لكن هذا الصراع لم يكن ظاهراً للعلن في السابق، وانحصر الخطاب الطائفي المتطرّف في دوائر مغلقة، لكن ذلك بدأ يتغيّر مع تحوّل الصراع اليمني إلى حرب أهلية بعد العام 2011، واعتُبر الخطاب الطائفي وسيلة جديدة وفعّالة لجذب مزيدٍ من المقاتلين للانضمام إلى صفوف كلٍّ من الطرفين، وأدّى هذا الاستقطاب الطائفي إلى تعاظم نفوذ مجموعات متشدّدة كانت مهمّشة في السابق.
وساهم الحوثيون أيضاً في تسميم الوضع عبر استخدام تعابير زيدية شيعية مهينة وشيطنة خصومهم السنّة، وقد تبنّت إذاعات الراديو المحلّية الموالية للحوثيين خطاباً طائفيّاً غير مسبوق. وسيطرت المجموعات الحوثية التي دخلت صنعاء في سبتمبر 2014 على المساجد، وأصبحت الخُطب الدينية عبارة عن استفزاز ديني واجتماعي ضد خصومهم، ناهيك عن أن هذه المجموعات أقدمت على تفجير مساجد ومراكز ومنازل يملكها خصومهم السياسيون والدينيون.
وكانت حدّة الخطاب الطائفي تتصاعد مع كل خطوة جديدة نحو الصراع، حتى بلغت ذروتها في سبتمبر الماضي، حين دعا الحوثيون مناصريهم في صنعاء إلى الجهاد في تعز وعدن، واضعين الصراع في إطار حرب مقدّسة ضد من اعتبروهم أعداء لهم في الدين، عوضاً عن خصوم سياسيين.