بعد اتفاق القاهرة النووي.. ضغوط أوروبية وأمريكية على إيران لتنفيذ التزاماتها
بعد اتفاق القاهرة النووي.. ضغوط أوروبية وأمريكية على إيران لتنفيذ التزاماتها

شهد الملف النووي الإيراني تصعيدًا جديدًا في المواقف الدولية، حيث دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طهران إلى اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق الضمانات النووية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد الاتفاق الذي تم الإعلان عنه في القاهرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة رافاييل غروسي، حسبما نقلت شبكة "إيران إنترناشونال".
التحذير الأمريكي
في كلمة ألقاها هوارد سولومون، القائم بأعمال المبعوث الأمريكي في فيينا، أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية، قال: إن إيران توقفت عن تنفيذ التزاماتها الأساسية والجوهرية ضمن اتفاق الضمانات، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يثير قلقًا بالغًا بسبب فقدان شبه كامل وطويل الأمد للمعلومات والوصول اللازم لمراقبة الأنشطة النووية.
وأضاف: أن إيران لا تملك الحق في اختيار توقيت وكيفية تنفيذ التزاماتها القانونية، مشيرًا أن استمرار رفض التعاون قد يدفع المجلس لاتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة طهران.
دعم مشروط وتأكيد على المخاطر
من جانبها، رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي بالاتفاق الذي أُعلن في القاهرة، واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها شددت على ضرورة التنفيذ الفوري والكامل.
وأكد الاتحاد، أن مخاطر الانتشار النووي ما تزال عميقة وملحة، مستشهدًا ببيانات الوكالة التي كشفت عن امتلاك إيران أكثر من 440 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز عشرة أضعاف الكمية ذات الأهمية العسكرية.
وطالب الاتحاد طهران بتمكين فرق التفتيش من استئناف أنشطتها الميدانية دون قيود، معتبرًا أن ذلك غير قابل للتفاوض.
تحذيرات أوروبية من العقوبات
بدورها، عبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقها العميق مما وصفته بالغموض حول مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قريب المستوى العسكري.
وقالت الدول الثلاث -في رسالة مفتوحة-: إن الوعود المستقبلية لا تكفي، بل يجب على إيران تقديم دلائل ملموسة اليوم قبل الغد.
وكانت هذه الدول قد فعّلت الشهر الماضي آلية إعادة فرض العقوبات الأممية، ما قد يؤدي إلى استعادة العقوبات الدولية بنهاية سبتمبر في حال عدم صدور قرار جديد من مجلس الأمن بتمديد التخفيف.
اتفاق القاهرة
وصف المدير العام للوكالة رافاييل غروسي اتفاق القاهرة بأنه خطوة إيجابية، موضحًا أنه يشمل عمليات تفتيش في جميع المنشآت المعلنة بما فيها تلك التي تضررت من ضربات يونيو الماضي.
غير أن الوزير الإيراني عباس عراقجي أوضح أن الاتفاق لا يسمح في الوقت الحالي بدخول المفتشين إلى المواقع النووية، وأن تفاصيل الوصول ستحدد لاحقًا عبر جولات جديدة من المحادثات، ما يثير تساؤلات حول فعالية الاتفاق وإمكانية تطبيقه على الأرض.