قطر والمغرب.. تقارب علني مزيف ومحاولات خفية للتفتيت
بعد أن باتت في عزلة تامة من الدول المجاورة لها والشقيقة، اتجهت للبحث عن علاقات أخرى مع الدول التي تبتعد عنها آلاف الأميال للخروج من وحدتها، رغم محاولاتها نشر الفوضى والإرهاب، لتتملق قطر بشدة مؤخرا للمغرب.
تقارب مثير للجدل
وفي أحدث أوجه التناقض القطري مع المغرب، حيث تدعم الدوحة جبهة البوليساريو أمام السلطة بالمملكة، تحاول الصحف القطرية حاليا الاحتفاء بالعلاقات بين البلدين، منهم قبل يومين، بعد إعلان الدوحة تأييدها للتحرك الذي قامت به المملكة المغربية، لوضع حد لوضعية الانسداد الناجمة عن عرقلة حركة معبر الكركرات الحدودي.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيانها: "تعبر الدوحة عن قلقها العميق، من عرقلة حركة التنقل المدنية والتجارية، بمعبر الكركرات الحدودي، وتعبر عن تأييدها للخطوة التي قامت بها المملكة المغربية الشقيقة، بالتحرك لوضع حد لوضعية الانسداد الناجمة عن عرقلة الحركة في المعبر"، زاعمة تجديد موقفها الثابت "من حل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية والطرق السلمية، وتشدد على ضرورة احترام سيادة الدول كما تدعو إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس"، بخلاف خطواتها الحقيقية تجاه أزماتها الدبلوماسية بالمنطقة.
استغلال لأجل المونديال
ومن المرجح أن قطر لجأت لذلك التقارب مؤخرا، لحاجتها الماسة لمساعدة المغرب في دعم استقرار الأمن في قطر خلال مونديال 2022، خاصة في ظل الانفلات الأمني بالدوحة والأزمة الاقتصادية الضخمة بها.
وفي فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن دعم قطر، بموارد لوجيستية وإنسانية، لضمان استقرار الأمن في قطر، خلال استضافتها فعاليات نهائيات كأس العالم 2022، حيث إن الرباط لديها "قدرة استخباراتية كبيرة تمكنها من مساعدة قطر خلال فترة تنظيم المونديال".
المغرب حاضنة للإخوان
فيما أرجع آخرون سبب ذلك التقارب، لكون المغرب هي أحد أكبر الحاضنين لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث يتصدر المشهد السياسي به التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو ما يثير جدلا واسعا في الوسط السياسي بالبلاد.
وتسبب ذلك التحالف في مخاوف كبيرة بين الساسة المغاربة، من كونه سيكون امتدادا للخطاب الذي يتبناه يوسف القرضاوي الإخواني المقيم في قطر، والذي عبر عن سعادته بإطلاق ذلك التحالف مطلع العام الجاري.
وفي تقرير مطول لصحيفة "هسبريس" المغربية؛ أبدى الساسة المغاربة مخاوفهم من أن التحالف أيضا سيشهد استكمالا لأفكار ونهج سيد قطب، الإخواني المتطرف، فضلا عن تولي محمد الشيخ بيد الله، منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وتولى رئاسة مجلس المستشارين.
دعم قطر للبوليساريو
المثير للجدل في الوقت نفسه، أن قطر تدعم من جهة المغرب، ومن جهة أخرى تدعم عدوتها البوليساريو الانفصالية، في محاولتها إثارة الفتن والخلافات في المنطقة العربية، لصالح تنظيم الحمدين.
وخلال العام الماضي، حاولت قطر التقارب بشدة مع الحكومة المغربية، حيث عقدت 11 اتفاقية في مجالات متعددة، بعد أعوام من التوتر بين البلدين، عقب انقلاب الأمير حمد على والده، ثم مساعي "الجزيرة" لإثارة الخلافات بالبلاد عقب ثورات الربيع العربي، من دعواتها لتغيير نظام الحكم والمعتقلين السياسيين وتمكين التيار الإخواني، وتسليط الضوء على قيادات جبهة البوليساريو واستعمالها لمصطلح "الصحراء الغربية"، بمزاعم عرض الآراء المختلفة، وعلى إثر ذلك أغلقت المغرب مكتب القناة القطرية لتهديدها الأمن القومي بها في عام 2010.
وفي خضم ذلك، نشرت الصحف المغربية العديد من التقارير الإعلامية عن لعب الجزيرة لدور مشبوه بها، من خلال إقامتها علاقات مع البوليساريو، حيث تعمدت قطر إقامة محميات في المنطقة الحدودية، والتي كان آخرها عبر صحيفة "هسبرس" المغربية، التي أكدت تعالي الأصوات الرافضة لمساعي الدوحة، ووصفتها بـ"الاستعمار الجديد".
واستنكرت الصحيفة اتجاه قطر للحصول على آلاف الهكتارات تحت سلطتهم بعيدا عن أعين السلطات، تحت ذريعة محميات حماية الوحش والحيوان وتربية طائر الحبار، لافتة إلى أن المحمية الأولى توجد بمنطقة المحبس، التابعة حسب التقسيم الإداري المغربي لمنطقة أسا الزاك المحاذية للحدود مع الجزائر؛ والتي يقتحمها عناصر البوليساريو أحيانا، بينما تقترب المحمية الثانية من الغرب، والتي يتمركز فيها متتبع لقضية الصحراء والتحركات القطرية إلى النبش في احتمال وجود علاقات خفية في هذه المناطق بين الدوحة والبوليساريو.
وأشارت الصحيفة المغربية أن تعيين أحمد الريسوني، على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أثبت مساعي تنظيم الحمدين في أن يكون المغرب وجهتهم الجديدة لنشر الإرهاب والتنظيم الإخواني، حيث إن الريسوني مدافع ضخم عن الجزيرة والإرهابيين وسبق أن كان له مواقف مضادة للمقاطعة العربية للدوحة وهاجم الرباعي العربي.
وتابعت: إن قطر دعمت أيضا الجهات والمنظمات التابعة للإخوان في المغرب، كمؤسسة "راف للأعمال الخيرية" و"مؤسسة بسمة للتنمية الاجتماعية"، و"جمعية العون والإغاثة"، و"منتدى الزهراء للمرأة العربية".