كشفت تقارير موثقة أن أفرادا أتراكا كانوا يديرون طائرات بايراكتار المسلحة التركية الصنع التي نشرها الجيش الأوكراني لتدمير أهداف عسكرية روسية في الصراع الأخير، حيث أشارت التقارير إلى أن ذلك كان بتدبير من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. 

وحسبما كشف الفيديو، الذي شاركه في البداية فاليري زالوزني، القائد العام للجيش الأوكراني، على حساب تم التحقق منه على فيسبوك في 13 مارس 2022 والعاشرة، تم تداوله عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، فقد ظهرت فيه محادثة باللغة التركية، يعتقد أنها بين المشغلين الأتراك الذين وجهوا الطائرة المسلحة بدون طيار من محطة قاعدة لإلقاء قنبلة على نقطة مراقبة نيران المدفعية الروسية المزعومة، دون ذكر المكان.

وحسبما ذكرت شبكة "نورديك مونيتور"، يمكن سماع كلمات بالتركية مثل: "جميل، جيد جدًا مثل هذا.. توقف على هذا النحو.. حسنًا، يا رفاق، هذا أفضل بكثير.. نقوم بنشره [الآن]،" وباللغة التركية يمكن سماعها في الخلفية المضمنة في مقطع الفيديو. وتكشف اللقطات أن رجلاً في موقع قيادي ويتحدث باللغة التركية سمع وهو يعطي تعليمات لعامل، وهو تركي أيضًا، ويدلي بتعليقات حول وضع طائرة بدون طيار والأمر بنشر القنبلة.

وتقول الشبكة الاستقصائية: إنه ليس من المستغرب أن نرى المشغلين الأتراك يتولون زمام المبادرة في استخدام طائرات "بايراكتار" بدون طيار لأن الجيش الأوكراني ربما لم يكن قد حقق القدرات اللازمة لتشغيل الطائرات بدون طيار، أو يفتقر إلى المهارات اللازمة لمعالجة المشكلات الفنية عند ظهورها في الميدان، نظرًا لحقيقة ذلك حصلت أوكرانيا مؤخرًا نسبيًا على طائرات بدون طيار تركية، وتتطلب مساعدة تقنية من تركيا.

وتؤكد الشبكة أنه إذا كان الفيديو والصوت أصليين، فقد يكون هذا أول دليل يؤكد تورط تركيا المباشر في الحرب الأوكرانية الروسية، وكيف تعمل بنشاط لقمع القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وأضافت: أن نشر الطائرات بدون طيار والأفراد في الخارج يتطلب إذنًا من الحكومة التركية، ويجب أن يتم الموافقة عليه من قِبل كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في أنقرة.

وكانت "نورديك مونيتور" كشفت في وقت سابق، أن مالكي شركة "بيكار ماكينا" التركية، التي تنتج طائرات بدون طيار عسكرية من طراز  " بايراكتار TB2"، أعلنوا علنًا عن دعمهم القوي لأوكرانيا في 25 فبراير.

ونشر سلجوق بيرقدار، الرئيس التنفيذي وأحد مالكي الشركة وصهر الرئيس التركي أردوغان، تغريدة، قال فيها: إنه يدين بأشد العبارات غزو أوكرانيا من قِبل روسيا، والذي يتجاهل سيادة دولة مستقلة. كما أعرب سلجوق عن دعمه لـ"أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، موطن أشقائنا الأتراك الذين يقاومون الاحتلال".

وجاء المزيد من الدعم القوي لأوكرانيا من شقيق سلجوق، هالوك بايراكتار، الذي كان يشرف على مشاريع الشركة المتعلقة بأوكرانيا، غرد باللغتين التركية والأوكرانية أنه "يقف مع الشعب الشرفاء لأوكرانيا الصديقة، التي تم احتلالها بوحشية أمام أعين العالم بأسره". وحذر هالوك من أنه "إذا لم يتم منع الحرب ستطرق أبوابها غدًا" ، مضيفًا: "يجب على العالم كله التحرك قبل فوات الأوان لحماية المدنيين الأبرياء".

وتبيع شركة بيكار طائرات بدون طيار عسكرية لأوكرانيا منذ عام 2019. واستمرت التجارة، التي بدأت بـ6 طائرات من طرازات TB2، و5 إضافية من طراز بايراكتار UAV، بتسليم 5 طائرات إضافية إلى البحرية الأوكرانية العام الماضي. ويزعم الخبراء العسكريون أن تركيا باعت إلى أوكرانيا عددًا من الطائرات بدون طيار أكثر مما تم الإعلان عنه.

وبحسب التقارير الإخبارية التي نشرتها وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التركية، فإن أوكرانيا تريد زيادة عدد طائراتها بدون طيار إلى 48 طائرة. وأعلن  فاليري زالزوني العام الماضي أن لديهم 12 TB2s في مخزونهم. 

وبموجب اتفاقية جديدة تم توقيعها خلال زيارة أردوغان الرسمية إلى كييف، في فبراير 2022، ستخصص أوكرانيا الأرض لمنشأة إنتاج طائرات بايراكتار من طراز TB2 UAV لمدة 49 عامًا، وتقدم عددًا من الحوافز. وسيتم إعفاء الأجزاء والمواد المستخدمة في إنتاج الطائرات بدون طيار من الرسوم الجمركية. وسيتم الحفاظ على سرية جميع المعلومات المالية والمتعلقة بالموظفين المتعلقة بالمنشأة الجديدة.

وبالإضافة إلى مصنع الطائرات بدون طيار، سيتم أيضًا بناء مركز تدريب. وسيتم إعفاء شركة بايكار من ضريبة الدخل لمدة 10 سنوات بسبب استثماراتها. وتنتهي الاتفاقية في 1 يناير 2035.

أما بالنسبة لشركة بيكار، التي تستخدم حاليًا محركات من الشركتين الأوكرانية "إيفشينكو بروجرس" و"موتور سيتش" في الطائرات العسكرية بدون طيار التي تنتجها، فإن منشأة الإنتاج في أوكرانيا ستوفر أيضًا الراحة من حيث الخدمات اللوجستية والوقت.

وفي كانون الثاني (يناير)، أعلن بايكار أن الشركة وقعت مؤخرًا أول عقد تصدير لمركبة جوية قتالية بدون طيار (UCAV) من أحدث طراز بايراكتار أكينجي، وهي واحدة من أحدث منتجات الشركة. أكد الإعلان، الذي لم يكشف عن الدولة التي تم بيعها إليها، أن التسليم سيتم في عام 2023. وذكر خبراء صناعة الدفاع أن البيع تم إلى أوكرانيا، ولكن بسبب التوترات الحالية بين روسيا وأوكرانيا، فإنه لم يتم الكشف عن البلد عمدًا.

وتساءل التقرير: "كيف سيتم تنفيذ الاتفاق بسبب ظروف الحرب؟ غير واضح في الوقت الحالي".