إيران: كيف كشفت إقالة طائب هشاشة الأنظمة الأمنية الإيرانية؟

كشفت إقالة طائب هشاشة الأنظمة الأمنية الإيرانية

إيران: كيف كشفت إقالة طائب هشاشة الأنظمة الأمنية الإيرانية؟
طائب

أقال النظام الإيراني حسين طائب رئيس المخابرات الإيرانية وأحد المقربين من المرشد الأعلى الإيراني ونجله مجتبى، وبحسب مصادر مقربة، فإن طائب، وهو مجرم سيئ السمعة، أُقيل من منصبه الذي ظل به لمدة 13 عامًا، بعد وقت قصير من اغتيالات عدة لقادة الحرس الثوري الإيراني داخل إيران ومئات العمليات التي نفذتها المقاومة الإيرانية بهدف تفكيك جهاز النظام القمعي، مثل الإزالة الأخيرة لبلدية طهران وكاميرات المراقبة في المدينة.

من هو «طائب»؟

وُلد الطيب عام 1963 في طهران، وانضم إلى الحرس الثوري الإيراني بعد ثورة 1979 وعمل عضوا في الحرس الثوري الإيراني، ولكنه لعب دورًا رئيسيًا في الثمانينيات في مطاردة وتعذيب وقتل المعارضين الإيرانيين، وخاصة أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وصعد طائب سلم الحرس الثوري الإيراني بسبب قسوته وتم تعيينه رئيسًا لمخابرات اللواء الأول للحرس الثوري المعروف باسم "ثار الله"، وخلال الحرب العراقية الإيرانية، كان طائب قائدًا لـ"كتيبة حبيب" في الحرس الثوري الإيراني وخدم مع مجتبى خامنئي، واحتل أعضاء هذه الكتيبة مناصب عليا في النظام عندما أصبح علي خامنئي المرشد الأعلى، ومن بين هؤلاء الشخصيات مهدي طائب، رئيس مقر عمار، الذي يتألف من أكثر العناصر المخلصة لخامنئي في ثياب مدنية، في عام 1988، كان على المرشد الأعلى للنظام آنذاك، روح الله الخميني، قبول وقف إطلاق النار تحت ضغوط محلية ودولية، وتمكن من إنقاذ نظامه من خلال ذبح أكثر من 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وكان طائب من أبرز مسؤولي النظام الآخرين، الذين شاركوا أيضًا في عمليات القتل الجماعي، وبعدها لعب طائب دورًا مهمًا في استهداف المنشقين الإيرانيين في الخارج، بما في ذلك اغتيال أعضاء مجاهدي خلق أكبر غرباني وزهرة رجبي في تركيا، وفي سبتمبر 2009، تم إبعاد طائب من الباسيج وأصبح رئيسًا لمخابرات الحرس الثوري الإيراني، واشتهرت منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني (IRGC-IO) بسبب دورها في قمع المتظاهرين، وبعد تكليف بعض العلماء النوويين ومحاولات وزارة الداخلية الفاشلة لإنقاذ ماء الوجه، أصبح الحرس الثوري الإيراني أكثر قوة؛ ما أدى إلى تهميش وزارة الداخلية حيث تحمل -الحرس- مسؤولياتها الرئيسية، وشملت بعض هذه المسؤوليات توفير الحماية لمسؤولي النظام والشخصيات المؤثرة ومواجهة المعارضين الإيرانيين، وعلى رأسهم نشطاء منظمة مجاهدي خلق.

ضربات المقاومة

مركز "أن سي آر أي" الدولي الحقوقي، أكد أن أنباء إقالة طائب كانت مفجعة في الأوساط السياسية الإيرانية، لأنها كشفت عمق أزمة النظام الداخلية، حيث كان طائب "منبوذاً" في الشارع الإيراني بسبب علاقاته الوثيقة مع خامنئي ودوره الوحشي في قمع المعارضين، ووفقا للمركز، فإنه في الوقت الذي ادعى فيه الحرس الثوري الإيراني أنه يسيطر على كل شيء  ظهرت الشقوق الرئيسية الأولى في هذا التنظيم عندما اغتيل محسن فخري زاده، مهندس برنامج الأسلحة النووية للنظام، في وضح النهار بالقرب من طهران، وأعقب اغتيال فخري زاده عدة عمليات اغتيال أخرى لكبار قادة الفضاء الجويين في الحرس الثوري الإيراني وعلماء البرنامج النووي، وقد تسببت هذه الاغتيالات، مقرونة بتخريب المواقع النووية للنظام، في إثارة ضجة كبيرة في صفوف الملالي أدت إلى إقالة طائب.

وتابع المركز في تقريره: إن القصة غير المروية لإقالة طائب تؤكد أن السبب الرئيسي للإقالة هي الأضرار التي لحقت بجهاز أمن النظام من قِبل منظمة مجاهدي خلق و"وحدات المقاومة" التابعة لها، حيث تم تكليف الحرس الثوري بمطاردة أعضاء منظمة مجاهدي خلق ومنع عملياتهم، لكن تزايد نشاط وحدات المقاومة وعملها في القضاء على التنظيمات والوزارات المهمة للنظام وتنفيذ عمليات ضد قواعد الحرس الثوري الإيراني والباسيج أدى إلى إحراق أيقونات الملالي، مثل التمثال الكبير لكبير الإرهابيين التابعين لخامنئي قاسم سليماني، فما حدث في الشهور الأخيرة أثبت عدم كفاءة الحرس الثوري الإيراني في مواجهة مقاومة منظمة مجاهدي خلق.

وتابع: إن إقالة طائب في ظل صلاته الوثيقة بخامنئي وابنه مجتبى، تكشف مرة أخرى مدى هشاشة النظام الإيراني، وأجهزته الأمنية والعسكرية التي هي عبارة عن عصابة من المتوحشين الذين يساعدون النظام الديني الحاكم على البقاء في السلطة من خلال القمع والتضليل الإعلامي، كما أنه يُظهر أيضًا الخلافات الداخلية المتزايدة في النظام، وهي شهادة على جهود خامنئي لتوطيد السلطة في نظامه.