داعش يبدأ في تنظيم صفوفه ويعلن مسؤوليته عن ضربات إرهابية.. لماذا الآن؟
بدأ تنظيم داعش في تنظيم صفوفه ويعلن مسؤوليته عن ضربات إرهابية
ظهر شبح تنظيم داعش الإرهابي مجددا في العراق وسط مخاوف دولية من استعادة التنظيم لقدراته وإغراق البلاد من جديد في مستنقع الإرهاب، حيث يعاني العراق العديد من الأزمات السياسية في الداخل، بالإضافة إلى عودة فلول التنظيم الإرهابي بعد دحره في عام 2017 ، على أيدي الجيش العراقي وبمساعدة القوات الأميركية.
مخطط لكبح فلول داعش
خلال اليومين الماضيين تصاعدت حدة هجمات تنظيم داعش الإرهابي في البلاد، خاصة في محافظتي كركوك وديالى، ما أسفر عن سقوط 30 شخصا مدنيا وعسكريا ضحايا بين قتيل وجريح، فيما كشفت تقارير إعلامية عراقية عن مخطط الحكومة العراقية عن طريق اعتماد آليات جديدة في مواجهة خطر عودة التنظيم الإرهابي، وفي بيان رسمي، أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عددًا من التوجيهات والتعليمات للقادة الأمنيين على خلفية سلسلة الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي في ديالى وكركوك وغيرهما من مناطق، وشدد البيان على أن ما حدث لن يمر من دون أن ينال المسؤولون عن الحادث القصاص العادل، موجها القادة العسكريين بإعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحد من حركتهم"، كما وجه السوداني "جميع القادة والآمرين بالتواجد الميداني في مناطق العمليات، وأن يكونوا قريبين من الضباط ومنتسبيهم، والعمل على رفع معنوياتهم العسكرية، والوقوف بشكل مباشر على الخطط والتنفيذ الميداني لها".
استغلال الثغرات
من جانبه، يرى عبد الكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي أن داعش يستغل دائما الثغرات سواء في الجانب السياسي والاقتصادي وغيرهما في العراق، مضيفا، لذلك يلجأ التنظيم إلى العديد من الهجمات وإحداث عمليات متفرقة هنا وهناك.
وأضاف الوزان في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن الأمر يتعلق بـانشغال المجتمع الدولي سواء بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، أو التهديدات الإيرانية خاصة مع تزايد النشاطات الخاصة بميليشيات إيران في الشرق الأوسط للتغطية على الأزمات الداخلية في طهران، وتستغل داعش ذلك لمحاولة العودة وبناء التنظيم، مشيرًا إلى أن أبرز الحلول لمواجهة التنظيم الإرهابي تتمثل في اتفاق دولي واحد لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتنسيق العمل داخل وخارج البلاد.
في السياق ذاته، أكد عائد الهلالي، المحلل السياسي العراقي، أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في مناطق شمال ووسط العراق وتسببت في سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين تكشف مناطق تمركز العناصر الإرهابية، مؤكدًا أن تواجدهم ما زال في بعض المناطق التي يصعب السيطرة عليها بسبب طبوغرافية الأرض.
وأضاف الهلالي في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن وجود الغابات والأحراش والمستنقعات تمثل بيئة خصبة لانتقالهم وتحركاتهم، وصعوبة تتبعهم، مضيفا، ربما داعش يتبنى هذه الهجمات ولكنها هجمات لجماعات عراقية صرفة ترتبط مع داعش بالمتبنيات التكفيرية والتي تحاول إنتاج إمارة على غرار ما حصل في الماضي أو كما هو حاصل الآن في أفغانستان مستفيدة من المناخ السياسي والمناكفات السياسية والتي بدأت تظهر على السطح.