إسرائيل تواجه نقصًا حادًا في الصواريخ الاعتراضية.. وحزب الله يزيد الضغط على الدفاعات
إسرائيل تواجه نقصًا حادًا في الصواريخ الاعتراضية.. وحزب الله يزيد الضغط على الدفاعات
مع اشتداد الجبهات وتصاعد التوترات الإقليمية، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة تحديات كبيرة تتعلق بنقص الصواريخ الاعتراضية، ما يجعلها تعتمد بشكل متزايد على الولايات المتحدة لسد الفجوات في دفاعاتها الجوية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تتزايد المخاوف من أن تؤدي الهجمات المتواصلة من قبل إيران ووكلائها، مثل حزب الله، إلى استنزاف موارد إسرائيل الدفاعية، ما يضعها في وضع حرج.
*التحديات الدفاعية الإسرائيلية*
في ظل الوضع الحالي، تواجه إسرائيل نقصًا وشيكًا في مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، ومع تزايد التهديدات الإيرانية وتصعيد حزب الله للهجمات تسعى إسرائيل إلى تعزيز دفاعاتها الجوية، ولكنها تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي.
في خطوة تهدف لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن نشر بطارية صواريخ دفاع جوي عالي الارتفاع (ثاد) في إسرائيل. هذه الخطوة جاءت في وقت حساس، حيث تتزايد التكهنات حول ضربة انتقامية محتملة من إسرائيل ضد إيران، ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي أكبر.
*تحذيرات من نقص الذخائر*
دانا سترول، وهي مسؤولة دفاعية أمريكية سابقة عن منطقة الشرق الأوسط، أعربت عن قلقها إزاء الوضع، واصفة قضية الذخائر الإسرائيلية بـ"الخطيرة".
وأشارت في حديثها إلى "فايننشال تايمز" إلى أنه إذا قامت إيران برد قوي على أي هجوم إسرائيلي، وانضم حزب الله إلى المعركة، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستتعرض لضغط هائل.
ما يزيد من التحدي، هو أن الولايات المتحدة تجد نفسها أمام معضلة، حيث تستمر في تقديم الدعم لكل من إسرائيل وأوكرانيا، وهو أمر قد لا يكون ممكنًا بالوتيرة نفسها لفترة أطول.
*إنتاج الصواريخ في إسرائيل تحت الضغط*
بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، صرح بأن الشركة تعمل بنظام الفترات الثلاثية للحفاظ على خطوط الإنتاج قيد التشغيل على مدار الساعة.
وقال ليفي للصحيفة: إن "بعض خطوطنا تعمل 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا".
ومع ذلك، أكد ليفي أن إنتاج الصواريخ الاعتراضية ليس عملية سريعة، حيث يتطلب وقتًا أطول لتصنيع كميات كافية لتغطية احتياجات إسرائيل الدفاعية.
وعلى الرغم من عدم الكشف عن حجم المخزون، فإن المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى حاجة ماسة لتجديد المخزونات.
*التصعيد الإيراني ودور القبة الحديدية ومقلاع داوود*
في الأشهر الأخيرة، شنت إيران هجومين كبيرين ضد إسرائيل، الأول في أبريل والثاني في أكتوبر، في الهجوم الأول، تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التصدي لأغلب الصواريخ والطائرات المسيرة بفضل دعم الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
ونجحت منظومة القبة الحديدية في إسقاط الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي أطلقت من قطاع غزة، في حين اعترض نظام "مقلاع داوود" الصواريخ الأثقل التي أُطلقت من لبنان.
لكن في الهجوم الإيراني الثاني في أكتوبر، والذي تضمن إطلاق أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا، لم تكن الدفاعات الإسرائيلية بنفس الفعالية.
فوفقًا لخبراء أصاب نحو ثلاثين صاروخًا قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، فيما انفجر صاروخ واحد على بعد 700 متر فقط من مقر الموساد.
*حزب الله يزيد الضغط*
في سياق متصل، تواصل الهجمات المتكررة من حزب الله اللبناني إثقال كاهل الدفاعات الإسرائيلية، وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن حزب الله ما يزال يمتلك القدرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل تصل إلى عمق 60 كيلومترًا.
ورغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد قادة الحزب ومنظوماته الصاروخية، إلا أن حزب الله أظهر قدرته على شن هجمات قوية.
ففي حادثة مؤخرًا، قُتل وأصيب ما يقرب من 70 جنديًا إسرائيليًا في هجوم بطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله على قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل.
العقيد الإسرائيلي السابق عساف أوريون، والذي شغل منصب رئيس الاستراتيجية في قوات الدفاع الإسرائيلية، أشار إلى أن حزب الله لم يستخدم إلا جزءًا بسيطًا من قدراته الصاروخية.
وقال: إن الحزب أطلق بضع مئات من الصواريخ يوميًا، في حين يمكنه إطلاق ما يصل إلى 2000 صاروخ يوميًا في حالة الحرب.
*استنزاف مستمر للدفاعات الإسرائيلية*
وفقًا للإحصاءات الرسمية الإسرائيلية، تعرضت إسرائيل لأكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة أُطلقت عليها من غزة ولبنان خلال العام الماضي.
وفي هجوم الأول من أكتوبر، يعتقد بعض المحللين أن إسرائيل اضطرت إلى الاحتفاظ بجزء من صواريخ "آرو" الاعتراضية للتعامل مع أي هجوم إيراني محتمل على تل أبيب.
إيهود عيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، يرى أن إسرائيل قد تصل قريبًا الى مرحلة نفاد صواريخها الاعتراضية، ما سيضطرها إلى تحديد أولويات كيفية استخدامها في المستقبل القريب.