تضمن خروج السنوار من غزة.. صفقة الممر الآمن: حل مقترح أم شروط إسرائيلية مستحيلة
تضمن خروج السنوار من غزة.. صفقة الممر الآمن: حل مقترح أم شروط إسرائيلية مستحيلة
في خضم الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة "حماس"، جاء المقترح الإسرائيلي الأخير، الذي أطلق عليه "صفقة الممر الآمن"، ليعيد إحياء الآمال بصفقة شاملة قد تُفضي إلى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل خروج آمن لبعض قيادات حركة حماس البارزة، هذا التطور يحمل في طياته الكثير من التحديات والفرص، التي قد ترسم معالم مرحلة جديدة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
*خطة شاملة*
قدمت إسرائيل مقترحًا لحركة "حماس"، يتضمن خطة شاملة للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. هذه الصفقة، التي أطلق عليها اسم "الممر الآمن"، لا تقتصر فقط على إطلاق سراح المحتجزين، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في غزة.
بحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية، فإن المقترح يتضمن أيضاً توفير ممر آمن لخروج يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة، برفقة قيادات حماسية أخرى من غزة، في مقابل إنهاء النزاع المسلح المستمر في القطاع. ويمثل هذا العرض جزءاً من "خطة ب" التي تراها إسرائيل كوسيلة لتجاوز الصعوبات التي تعترض طريق المفاوضات التقليدية، والتي باتت تواجه عراقيل متعددة.
*أبعاد الصفقة*
تشمل الصفقة المقترحة عناصر أساسية تركز على تحقيق الهدوء في غزة. من أبرز هذه العناصر:
الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، وهو ما يراه الجانب الإسرائيلي كأحد أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها عبر المفاوضات، خاصة في ظل تزايد الضغوط الشعبية على الحكومة الإسرائيلية.
خروج آمن لقيادات حماس، ومن بين أبرز الأسماء التي يشملها العرض هو يحيى السنوار، الشخصية المؤثرة في الحركة، بحسب التقارير، ترى إسرائيل أن مغادرة القيادات الحمساوية من غزة قد تسهم في إيقاف الحرب وتمهيد الطريق لمفاوضات مستقبلية أكثر هدوءاً.
نزع السلاح في قطاع غزة، وهذا البند قد يكون من أكثر الجوانب تعقيداً في الصفقة، يتطلب نزع سلاح الفصائل في غزة موافقة واسعة من مختلف الأطراف، وهو ما قد يكون عائقاً أمام تطبيقه.
إقامة آلية حكم جديدة في غزة، يشمل المقترح الإسرائيلي أيضًا دعوة لإعادة ترتيب الوضع السياسي في غزة من خلال آلية حكم جديدة، تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في القطاع، مع ضمان عدم عودة العنف.
*موقف الأطراف*
وفقاً لتقرير "كان"، التقى منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، غال هيرش، مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين واطلعهم على المقترح الجديد. خلال اللقاء، أكد هيرش، أن الصفقة قد تم تقديمها كخيار بديل للتعامل مع التأخير والتعقيدات في المفاوضات الحالية.
هيرش أوضح، أن الخطة نوقشت أيضاً مع مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، في محاولة لإيجاد دعم دولي لهذه الخطوة.
تأتي هذه المحاولة وسط تصاعد الضغوط على إسرائيل لإنهاء أزمة المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب.
مصادر صحفية أخرى - نقلت عن مسؤولين إسرائيليين -، قولهم: إن هذه الخطة قد تكون الحل السريع لإنهاء النزاع، خصوصاً مع اقتراب الوقت الذي قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في حال عدم الوصول إلى اتفاق سريع.
*واقع جديد*
د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، يرى أن المقترح الإسرائيلي يعكس محاولة لإيجاد مخرج دبلوماسي سريع من الأزمة، خاصة مع ازدياد الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية نتيجة تعثر المفاوضات وتفاقم الوضع الإنساني في غزة.
ويعتقد فهمي، أن هذه الصفقة قد تكون خطوة نحو تسوية سياسية أكبر تشمل إعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في غزة. "إسرائيل تحاول خلق واقع جديد في غزة يمكنها التحكم فيه بشكل أكبر، من خلال إضعاف حماس ونزع سلاحها وتقديم بدائل للحكم"، حسب تعبيره.