القدس تشتعل والنيران تقترب من قلب المدينة.. إسرائيل تستنجد بالعالم

القدس تشتعل والنيران تقترب من قلب المدينة.. إسرائيل تستنجد بالعالم

القدس تشتعل والنيران تقترب من قلب المدينة.. إسرائيل تستنجد بالعالم
حرائق القدس

شهدت مناطق قريبة من مدينة القدس، أول أمس الأربعاء، سلسلة من الحرائق الواسعة التي أجبرت السلطات على تنفيذ عمليات إخلاء واسعة في بلدات عدة، وإغلاق عدد من الطرق الرئيسة، وذلك في ظل أحوال جوية قاسية تجمع بين الجفاف والرياح العاتية التي فاقمت من انتشار ألسنة اللهب، بينما أطلقت إسرائيل نداءات استغاثة للحصول على دعم دولي عاجل لمواجهة الكارثة، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

الدفاع الإسرائيلي يُعلن حالة طوارئ وطنية


وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن البلاد تمر بـ"حالة طوارئ وطنية"، في وقت أعلن فيه قائد إدارة الإطفاء في منطقة القدس، شمولك فريدمان، أن الحرائق الحالية قد تكون "الأكبر في تاريخ البلاد"، مشيرًا إلى أن التوقعات تُشير إلى هبوب رياح تتجاوز سرعتها 60 ميلًا في الساعة خلال الساعات القادمة، مما يُهدد بتوسّع غير مسبوق لنطاق النيران.


وبسبب الحريق، اضطرت السلطات الإسرائيلية إلى إغلاق الطريق السريع رقم 1، الذي يُعد الشريان الرئيس الرابط بين تل أبيب والقدس، وذلك في يوم الذكرى الوطنية لإسرائيل، وهو ما تسبب في حالة من الارتباك المروري، حيث أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مواطنين يسيرون على الأقدام وسط سحب كثيفة من الدخان تغطي الطريق.


وبعد ساعات، أظهرت لقطات فيديو صادرة عن منظمة "يونايتد هاتسالا" أن فرق الإنقاذ كانت تمشط الطريق وسط صفوف طويلة من السيارات المتروكة، بحثًا عن أشخاص قد يكونون ما زالوا عالقين داخل مركباتهم.

سلطات الإطفاء تعترف بالعجز وعدم معرفة الأسباب


وفي تصريحات للصحفيين، قال فريدمان: "لا نعلم حتى الآن ما هو سبب الحريق. لا توجد لدينا أي خيوط. نحن لم نبدأ حتى التعامل مع أصل المشكلة. نحن بعيدون تمامًا عن السيطرة". وأوضح أن الحرائق تشتعل في عدة جبهات، من بينها منطقة محيطة ببلدة "نيفيه شالوم" الواقعة على بعد نحو 24 كيلومترًا غرب القدس، مشيرًا إلى أن ألسنة اللهب اقتربت من الطريق السريع المزدحم بالسيارات.


وفي تطور لافت، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ألقت القبض على شخص اشتُبه بمحاولته إشعال حريق في حقل مفتوح جنوب مدينة القدس. وذكرت وحدة المتحدث باسم الشرطة أن المعتقل هو رجل خمسيني من سكان حي أم طوبا، وهو حي فلسطيني في القدس الشرقية، وقد تم ضبط ولاعة وقطع من القطن ومواد قابلة للاشتعال بحوزته.


تحركات دبلوماسية


وفي ظل تدهور الأوضاع الميدانية، أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اتصالات مكثفة مع عدد من الدول الأوروبية القريبة بهدف استقدام طائرات إطفاء. وأفاد بيان صادر عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن ثلاث طائرات إطفاء ستصل من إيطاليا ومقدونيا في أقرب وقت ممكن.


وأكدت السلطات الإسرائيلية أنه تم إجلاء سكان ما لا يقل عن عشر بلدات محيطة بمناطق الحرائق، في وقت دعا فيه وزير الدفاع إلى تجنيد جميع القوى المتاحة لإنقاذ الأرواح والسيطرة على الحرائق، واصفًا الموقف بأنه غير مسبوق ويتطلب استجابة شاملة.


وأفادت خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية بأن نحو 120 فريقًا من رجال الإطفاء يعملون حاليًا على احتواء النيران، مدعومين بـ12 طائرة ومروحية متخصصة في مكافحة الحرائق.


وأعلنت مستشفيات مركز شمير الطبي ومركز كابلان الطبي عن استقبال أكثر من عشرة مصابين جراء الحريق، فيما طلب مستشفى هداسا، الواقع في ضواحي القدس، من الجمهور عدم التوجه إليه إلا في الحالات الطارئة، موضحًا أنه بدأ بإخلاء المرضى الذين لا تستدعي حالتهم البقاء في المستشفى، استعدادًا لاستقبال إصابات جديدة محتملة جراء الحرائق.