صراع متعدد الجبهات أم تهدئة.. سيناريوهات تصاعُد التوتر بين حزب الله ولبنان
تصاعُد التوتر بين حزب الله ولبنان
تُعَدّ المنطقة الحدودية التي تفصل إسرائيل عن لبنان تشكل جزءاً جميلاً من الشرق الأوسط ـ حيث تتموضع قرى صغيرة خضراء على نحو غير عادي فوق التلال المتدرجة، وتطل على وديان عميقة تمتد لأميال حولها، لكن المشهد الريفي مضلل، ولطالما كانت هذه الحدود مصدراً للتوتر وتفاقم الوضع الهش في الأشهر الأخيرة، حيث تخضع المنطقة المحيطة بالحدود في جنوب لبنان لسيطرة حزب الله، وهي جماعة إسلامية تدعمها وتسلحها وتمولها إيران.
حالة حرب
وأفادت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، بأن المئات من البراميل، المطلية باللون الأزرق الذي تستخدمه الأمم المتحدة، لترسيم الحدود المتفق عليها على طول 120 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط في الغرب، وفوق التلال حتى مرتفعات الجولان في الشمال، وتقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدوريات في المنطقة الحدودية، بينما تقوم إسرائيل ببناء حاجز خرساني جديد على جانبها من الحدود لحماية القرى المجاورة وتوفير طبقة إضافية من الدفاع.
وتابعت أن حزب الله أكثر قدرة وأفضل تسليحا بكثير من الجماعات الإسلامية الإقليمية الأخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي، ويتمتع جنوده بخبرة حديثة في ساحة المعركة في سوريا، وكانت آخر مرة خاضت فيها إسرائيل ولبنان صراعا في عام 2006، ولكن مع عدم التوقيع على هدنة فإنهما يظلان رسميا في حالة حرب، ويتحدث الجانبان عن "الردع المتبادل"، على أساس أن الحرب الجديدة ستكون دموية للغاية بالنسبة للجانبين.
اتهامات متبادلة
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث الدولي باسم قوات الدفاع الإسرائيلية: "إن عناصر حزب الله يقومون بتحصين أنفسهم وبناء قواتهم منذ عام 2006 بقذائف متطورة يمكن أن تصل إلى تل أبيب".
وأضاف "الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة متمركزة وسط سكانها في جنوب لبنان، إنه حشد كبير للقوة وهو ما يثير القلق."
وأكدت الشبكة أنه في الوقت الحالي، يراقب الجانبان بعضهما البعض عن كثب عبر هذه الحدود، ويراقبان كل خطوة يقوم بها الجانب الآخر، فقبل بضعة أسابيع، تم رفع العلم الأصفر للجماعة الإسلامية بشكل استفزازي على مسافة قريبة من السياج، إنه مجرد علم، ولكنه أيضًا علامة على أن حزب الله يشعر بالجرأة المتزايدة.
ويصرخ الجانبان بانتظام، ويلقيان اللوم على بعضهما البعض لانتهاك أراضيهما، حيث تقوم إسرائيل بطلعات جوية منتظمة عبر المجال الجوي اللبناني دون إذن، لقصف أهداف إيرانية عبر الحدود في سوريا، ويطالب الطرفان بقرية الغجر في الشمال رغم أنها تسيطر عليها إسرائيل حاليا.
وأوضحت الشبكة البريطانية أن حزب الله نصب مؤخراً خيمتين على الطراز العسكري على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق ورفض التحرك، مما اضطر إسرائيل إلى مناشدة الأمم المتحدة للتدخل، وفي شهر مارس من هذا العام، عبر أحد المسلحين الحدود من لبنان إلى إسرائيل وقام بتفجير قنبلة على جانب الطريق على بعد حوالي 35 ميلاً داخل الحدود، أُصيب شخص واحد ولكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير، ليس من الواضح من الذي أمر بهذا الهجوم. في شهر إبريل، تم إطلاق وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل، وعلى الرغم من إلقاء اللوم على فصائل حماس، فمن غير المرجح أن تكون قد تصرفت دون علم حزب الله.
وفي الأسبوع الماضي، كشفت إسرائيل عن صور الأقمار الصناعية لمهبط طائرات قيد الإنشاء في جنوب لبنان، بالقرب من الحدود، تم بناؤه، كما تزعم إسرائيل، بأموال إيرانية.
تصاعُد التوتر
وأوضحت الشبكة أنه في ظل مواجهة لبنان لمشاكله الداخلية الخاصة، فالاقتصاد يمر بواحدة من أسوأ فترات التضخم المفرط في التاريخ العالمي، وقد فشلت المحاولات المتكررة لتعيين رئيس جديد، ونقص إمدادات الوقود، وهناك انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، والعديد من الطبقة المتوسطة، والطبقات تهرب من أجل ظروف أفضل في الخارج.
ومن وجهة نظر إسرائيل فإن الحرب مع حزب الله من غير المرجح أن تقتصر على لبنان ومن المحتمل أن تتدخل حماس من غزة وتستخدم فصائلها في الضفة الغربية أيضاً، فالصراع المتعدد الجبهات سيكون خطيرا للغاية ويصعب احتواؤه.
وتابعت أنه وسط الحديث المتزايد عن صراع آخر، هناك بعض علامات الأمل الإيجابية الصغيرة. وفي العام الماضي، توسطت الولايات المتحدة في اتفاق بين إسرائيل ولبنان، يقضي بإنشاء حدود بحرية في البحر الأبيض المتوسط، وهذا بدوره سمح لكلا البلدين بالبدء في استكشاف حقل غاز يمتد على تلك الحدود.
ويجتمع القادة الإسرائيليون مع نظرائهم اللبنانيين كل أربعة أسابيع أو نحو ذلك، بمساعدة الأمم المتحدة.
وقال قائد إسرائيلي كبير: "إذا هاجمنا حزب الله، فسندمر لبنان"، ربما يكون على حق، لكن حزب الله لن يُهزم بسهولة.