مبادرة حلمي الجزار تثير جدلاً واسعًا داخل صفوف الإرهابية

مبادرة حلمي الجزار تثير جدلاً واسعًا داخل صفوف الإرهابية

مبادرة حلمي الجزار تثير جدلاً واسعًا داخل صفوف الإرهابية
حلمي الجزار

في ظل الأزمات المتلاحقة والانقسامات الداخلية التي تعصف بجماعة الإخوان المسلمين، أطلقت المبادرة التي يقف وراءها حلمي الجزار، نائب المرشد العام للجماعة في لندن، والتي تطالب السلطات المصرية بالعفو عن المحكوم عليهم من أعضاء الجماعة في مقابل اعتزال السياسة. وقد تولى الإعلامي ماجد عبدالله، أحد كوادر الجماعة، طرح هذه المبادرة إعلامياً.

المصالحة تثير انقسامات

أفادت مصادر خاصة في جماعة الإخوان المسلمين بلندن، أن المبادرة التي أطلقها حلمي الجزار، نائب المرشد العام للجماعة، والتي تتعلق بالدعوة إلى العفو عن المحكوم عليهم بالإعدام من أعضاء الجماعة مقابل اعتزال السياسة، قد أثارت جدلاً واسعًا وخلافاً حادًا بين صفوف الجماعة.

وقال مصدر خاص للعرب مباشر: "إن إطلاق هذه المبادرة يعد دليلاً على وصول الجماعة إلى مرحلة من اليأس وفشل مشروعها الذي سعت من خلاله للعودة إلى الحكم. يظهر ذلك بشكل واضح في محاولات الجماعة لتقديم تنازلات في سبيل تحقيق أهداف محددة بعد أن أدركت أن مشروعها الثوري ضد نظام الحكم في مصر قد فشل."

وأضاف المصدر: "لقد فقدت الجماعة بشكل كبير دعمها الشعبي وأدركت أن ثقة الجماهير في أطروحاتها تكاد تكون معدومة. يتزايد الخلاف بين جبهة لندن وجبهة تركيا، مما يعكس الانقسام الداخلي المتصاعد والذي يزيد من تعقيد الأوضاع داخل الجماعة".

مصدر آخر أكد، أن "الجماعة الآن تواجه وعيًا متزايدًا بفشل مشروع الإسلام السياسي في المنطقة، والذي تجلى من خلال تجارب الحكم في مصر وتونس وليبيا والمغرب والسودان. هذا الوعي يعزز من اعتقادهم بأن المسار الذي كانوا يتبعونه لن ينجح".

ضغوط على قيادات الجماعة

وأوضحت المصادر، أن الضغوط تزايدت من المحكوم عليهم في السجون الذين يسعون لقبول أي حل يمكن أن يؤدي إلى العفو عنهم، وهذا الضغط قد يكون أحد العوامل الدافعة خلف هذه المبادرة.

مصدر آخر أضاف:"من المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة إلى زيادة حدة الانقسام داخل الجماعة، وهو ما سيجعل الأمور أكثر تعقيداً. وفي المقابل، يعني ذلك تحقيق انتصار جديد للدولة المصرية ومؤسساتها وقيادتها، وتعزيز ثوابتها الوطنية".

دلالات المبادرة

فيما اعتبر سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الأصولية بمصر، أن المبادرة التي طرحتها جماعة الإخوان المسلمين للصلح تعكس التباينات الداخلية العميقة داخل الجماعة.

وأشار عيد - في تصريحات للعرب مباشر-، إلى أن المبادرة، التي أطلقها فريق لندن بقيادة حلمي الجزار، تعكس القوة الحالية لهذا الفصيل داخل الجماعة. ومع ذلك، قد تواجه المبادرة تحديات في الحصول على دعم واسع من الجماعات الإخوانية الأخرى، مثل مجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين".