بأموال قطرية.. كيف أصبحت ساكسونيا الألمانية نقطة انطلاق الإخوان في أوروبا؟

أصبحت ساكسونيا الألمانية نقطة انطلاق الإخوان في أوروبا

بأموال قطرية.. كيف أصبحت ساكسونيا الألمانية نقطة انطلاق الإخوان في أوروبا؟
صورة أرشيفية

يشهد الاتحاد الأوروبي حالة من النشاط الأمني لمواجهة مخططات تنظيم الإخوان لتوسيع نفوذه في أوروبا، ووفقاً لمكتب "ساكسونيا" الألماني لحماية الدستور، يرى أن الجماعة التي تتبع إسلامًا راديكاليًا - حسب وصفه - تحاول توسيع دائرة نفوذها في ساكسونيا لفرض سيطرتها على الشريعة في ألمانيا، وأكد المكتب وجود تمويل قطري طائل بواسطة عدد من أبرز شخصيات الجماعة المتطرفة.

استغلال الشريعة

وأبدى مكتب ولاية ساكسونيا لحماية الدستور (LfV) شعوره بالقلق إزاء التأثير المتزايد للإخوان المسلمين في ساكسونيا، بحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية، حيث قالت رئيسة LfV جورديان ماير-بلاث في دريسدن إنها استخدمت نقص أماكن العبادة للمسلمين الذين جاءوا كجزء من تدفق اللاجئين من خلال منظمات مثل مكان الاجتماع الساكسوني SBS لبناء الهياكل ونشر فكرتها عن إسلام سياسي، حيث بدأ عناصر الجماعة بالنزوح إلى ألمانيا بعد عزل محمد مرسي وانهيار حكمهم في مصر عام 2013، وتضم الجمعية الإسلامية في ألمانيا نحو 13 ألف عضو وتغطي أنشطتها جميع أنحاء البلاد، وتابعت الصحيفة أن الجماعة استغلت الجمعيات الإسلامية وعلى رأسها تلك الموجودة في كولونيا من أجل التحريض السياسي وتحسين صورتها في المجتمعات الغربية، ولكن هذا لا علاقة له بالإرهاب وإنما أبعد من ذلك، فهدف الجماعة في ألمانيا هو استغلال الشريعة، والتجول في جميع أنحاء البلاد مع الكثير من المال، وأضافت الصحيفة الألمانية أنه يتم حاليًا شراء المباني بكثافة من أجل إنشاء مساجد أو أماكن اجتماع لعناصر الجماعة، وهو ما حدث بالفعل في كل من لايبزيغ وريسا وميسن وبيرنا ودريسدن وباوتزن وجورليتس، من بين أماكن أخرى، وأكدت هيئة حماية الدستور أنه ليس هناك نقص في الأموال بالنسبة للإخوان، فهم يتنقلون في جميع أنحاء البلاد ومعهم الكثير من المال ويشترون العقارات، بتمويل كبير وضخم من قطر، ويستغلون حب الجالية المسلمة في ألمانيا لدخول المساجد، ولكن المسلمين لا يدركون ما يتعاملون معه، فالأمر لا علاقة له بالشريعة الإسلامية.

أموال قطرية

في السياق ذاته، أكد جورديان ماير بلاث، مدير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، في ولاية ساكسونيا جنوب شرقي ألمانيا إن هناك في الغالب عروضًا من عدة جمعيات أو منظمات إسلامية للمسلمين الوافدين حديثًا إلى غرب ألمانيا، في حين لا يوجد أي عروض في الشرق، مضيفًا، يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول اختراق هذا الفراغ والحصول على مركز احتكار من خلال ملتقى ساكسونيا SBS، وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن قطر تعد أكبر ممول لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، حيث تذهب أموالها إلى الجمعيات التابعة للجماعة في ألمانيا، حيث اتُهمت قطر منذ سنوات بتمويل الجماعات الإرهابية والحركات الإسلامية، فهناك علاقة وثيقة للغاية بين قطر والجماعة، وقد أظهرت الكثير من الوثائق الاستخباراتية الألمانية أن الجماعة في ألمانيا تتلقى تمويل ضخم من قطر في شكل تبرعات من الجمعيات الخيرية القطرية للجمعيات الإسلامية في ألمانيا التابعة للجماعة، وجاءت معظم الأموال من جمعية قطر الخيرية، وتم توجيهها مباشرة لملتقى ساكسونيا وبعض الجمعيات الإسلامية في ألمانيا.

قيادات إخوانية

وبحسب وسائل الإعلام الألمانية، تسعى جماعة الإخوان لتوطين قياداتها في ألمانيا منذ ستينيات القرن الماضي، وبعد انهيار حكمهم في مصر عام 2013، بدأت هذه القيادات في العمل في العلن، حيث كانت ألمانيا على رأس دول أوروبا التي استقبلت المئات من أعضاء الجماعة بعد ثورة 30 يونيو في مصر، ليستغلوا شبكة المساجد والجمعيات الإسلامية الكبرى التي تم تأسيسها، وتابعت أن هناك العديد من القيادات الإخوانية التي انتقلت لألمانيا في وقت سابق، وعلى رأسهم سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا مؤسس الجماعة وكان من أوائل الرواد الذين انتقلوا لألمانيا من جينيف عام 1958 ودرس في كولونيا وأسس "التجمع الإسلامي" في ألمانيا الذي يعتبر أكبر ذراع للجماعة في أوروبا، وبعد وفاته ترأس التجمع علي غالب همت وهو رجل أعمال سوري يحمل الجنسية الإيطالية ظل في رئاسة التجمع منذ عام 1973 وحتى عام 2002، وكان له صلات قوية بتنظيم القاعدة باعتباره أحد مؤسسي بنك التقوى، الذي اعتبرته الولايات المتحدة أحد الأوعية التي مولت الإرهاب طويلا، وأضافت الصحف الألمانية، أن من أبرز الشخصيات الإخوانية في ألمانيا عصام العطار سوري الجنسية، اختاره الفرع المصري للإخوان "ميونيخ" لكي تكون منطلقًا لعملياته في ألمانيا، بينما اختار الفرع السوري "آخن"، وهي مدينة ألمانية تقع قرب الحدود الهولندية، لتكون مقرًا له، مشيرة إلى أن الشخصية البارزة الأخرى هي إبراهيم الزيات وهو مصري الجنسية وابن إمام مصري يخطب في مسجد ماربورج، وأم ألمانية ومتزوج من صبيحة أربكان بنت أخت نجم الدين أربكان التركي، وكان خليفة يوسف ندا أحد أهم المصادر المالية للجماعة، وبعد أن وصل لرئاسة التجمع الإسلامي الإخواني أدرك أهمية التركيز على الشباب المسلمين وأطلق حملات كبرى لتجنيدهم.