نيويورك تايمز: بالمال وتجنيس اللاعبين.. هكذا تشتري قطر منافسات الأولمبياد
تقوم قطر بتجنيس اللاعبين وشراء البطولات الرياضية
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها اليوم الاثنين، المحاولات القطرية لتحقيق بطولات مزيفة في قطاع الرياضة، وقالت الصحيفة: إن الامارة الخليجية الصغيرة، التي يعد أغلب سكانها من العمال الأجانب، نظرت إلى ما أبعد من إمكانياتها في قطاع الرياضيين أيضًا.
وأضافت الصحيفة أنه يوجد الكثير من الرمال في قطر، لكنه لا يوجد هناك الكثير من الحفلات الشاطئية. وعلى الأقل، ليس هذا النوع من الاحتفالات الذي يميل إلى جذب لاعبي الكرة الطائرة الشاطئية، الذين يرتدون البيكينيات والسراويل القصيرة.
وتابعت: إنه مع ذلك، فإن الافتقار إلى التقاليد لم يمنع قطر من تجميع فريق كرة الطائرة الشاطئية من الدرجة الأولى؛ حيث يتنافس الشريف يونس وأحمد تيجان، السبت، على الميدالية البرونزية في مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية للرجال في الأولمبياد، بعد فوزهما على إيطاليا، صاحبة الميدالية الفضية لعام 2016، على طول الطريق.
شراء الميداليات
وقالت "نيويورك تايمز": إن قطر تحاول تجميع قوة رياضية جديدة بالمال، باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، ناهيك عن الأحداث الرياضية البارزة الأخرى التي كانت الدوحة حريصة على شرائها.
وأضافت: أنه في طوكيو، قدمت قطر 16 متسابقًا -13 رجلاً و3 سيدات- تم تجنيس معظمهم من دول أخرى. ومن بينهم رياضيون من موريتانيا ومصر والسودان والمغرب، لتمثيل قطر، حيث الأسماء العربية شائعة، وأردفت أن قطر تدفع لهم رواتب باهظة.
كما أشارت الصحيفة إلى يونس لاعب الكرة الطائرة الشاطئية الذي نشأ في السنغال. وكان شريكه تيجان، غامبيا. وتم تجنيسهما من قبل الكشافة القطريين الذين يجوبون شواطئ داكار، العاصمة السنغالية من أجل استقطاب الشباب.
أما والد فارس البخ، أحد الحاصلين على ميداليتين ذهبيتين قطريتين في طوكيو، فهو رافع أثقال أولمبي لمصر. وابنه، المعروف في دوائر رفع الأثقال باسم ميسو حسونة، سار على خطاه، لكن تحت علم آخر. وفي الأسبوع الماضي، حصد الباخ رقمين قياسيين في وزن 96 كيلوغراما وفاز بالميدالية الذهبية الأولمبية الأولى في تاريخ قطر
إهانة العمال
وذكرت الصحيفة بانتهاكات حقوق العمال في قطر، وهو الأمر الذي ترافق مع تفجير مبنى الاستاد وتجديده في قطر استعدادًا لكأس العالم، إذ كانت إساءة معاملة العمال الوافدين أمرا فادحا، وفقًا لمنظمات حقوقية دولية.
وأضافت الصحيفة: أن جائحة الفيروس التاجي كورونا جعل هؤلاء العمال الأجانب أكثر عرضة للخطر في قطر.
سخرة الأجانب
وبحسب الصحيفة الأميركية، أعربت الهيئة الحاكمة الدولية لألعاب الأولمبياد World Athletics، عن حذرها وتخوفها بشأن شكل آخر من نظام السخرة للعمالة الوافدة: التجنيس النشط للعدائين الأفارقة من قبل البلدان الغنية.
اتجار بالبشر
وشبه رئيسها، سيباستيان كو، هذه الممارسة في أشكالها المتطرفة، بالاتجار بالبشر.
وقالت "نيويورك تايمز": إن قطر، التي تتمتع بأحد أعلى معدلات دخل الفرد في العالم، بدأت في تجنيس الرياضيين الأجانب منذ فترة طويلة. ففي عام 1992، فازت البلاد بأول ميدالية أولمبية (برونزية) على يد محمد سليمان، المتخصص لمسافة 1500 متر والذي ولد في الصومال. كما جندت قطر اثنين من أشقائه. وجاءت الميدالية التالية للبلاد بعد 8 سنوات، من رافع أثقال من بلغاريا.
وأضافت أنه في عام 2008، استقبلت أكاديمية أسباير، وهي مؤسسة تمولها الحكومة، الدفعة الأولى من الطلاب، بهدف أن تصبح "الأكاديمية الرياضية الرائدة في العالم في تطوير الرياضيين الشباب".
وأشارت إلى أن أحد نجوم الأكاديمية هو معتز عيسى برشم، لاعب الوثب العالي الذي شارك في الميدالية الذهبية مع إيطالي في طوكيو. ولد وترعرع في قطر، لكن والده كان ماشيًا في السباق من أصول سودانية. كما أن العديد من أشقاء برشم رياضيون.
ويقول المدربون في الخليج: إن الآباء العرب الأثرياء هم أقل عرضة للسماح لأطفالهم بممارسة مهن رياضية. على النقيض من ذلك، يمكن اعتبار الرياضة وسيلة للخروج من فقر الأطفال في أجزاء من إفريقيا.
توريط الرياضيين
وأوضحت الصحيفة أن فكرة فرصة العمل مع أفضل المدربين في مرافق فاخرة هي إغراء سهل تقدمه قطر للرياضيين. لكن آخرين قلقون من أن البلد لا يلعب بشكل عادل بهذا الوضع. ففي عام 2016، تم القبض على جاما عدن، مدرب الجري الصومالي المولد للمنتخب القطري، بمواد غير قانونية لتحسين الأداء في غرفته بالفندق في إسبانيا وكان موضوع تحقيق جنائي. كما ألقت الشرطة الإسبانية القبض على عداء قطري، أصله من السودان.
وأضافت أنه قبل أشهر، تم استبعاد عداء نيجيري المولد لقطر بأثر رجعي من أولمبياد 2008 في بكين بعد أن عادت اختبارات المنشطات إيجابية. وتم تعليق عداء قطري آخر من أصل نيجيري لمدة عامين في عام 2012 بعد اختباره إيجابيًا كلينبوتيرول.