محلل سياسي فلسطيني: الحوار في القاهرة فرصة أخيرة لتوحيد الصف الفلسطيني وتحديد مستقبل غزة

محلل سياسي فلسطيني: الحوار في القاهرة فرصة أخيرة لتوحيد الصف الفلسطيني وتحديد مستقبل غزة

محلل سياسي فلسطيني: الحوار في القاهرة فرصة أخيرة لتوحيد الصف الفلسطيني وتحديد مستقبل غزة
حرب غزة

غداة التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي انتهى بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وصل وفد من حركة "حماس" إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية يجري خلالها لقاءات مع مسؤولين مصريين لبحث ترتيبات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، الذي تعتزم القاهرة استضافته خلال الأيام المقبلة.

وأوضح مصدر مطلع، أن وفد الحركة سيعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين المصريين خلال اليومين القادمين، مشيرًا إلى أن اللقاءات ستركز على سبل توحيد الصف الفلسطيني ومناقشة مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، بما يشمل تشكيل لجنة كفاءات مستقلة تتولى إدارة شؤون القطاع في المرحلة الانتقالية.

وأكد المصدر، أن "الحوار الذي ترعاه مصر يهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، ووضع أسس واضحة لإدارة غزة بعيدًا عن الانقسام السياسي"، مضيفًا أن حركة حماس "تعهدت للوسطاء بتمكين لجنة الكفاءات المستقلة من أداء مهامها دون تدخل".

وكان وقف إطلاق النار في غزة قد دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، بعد حرب مدمرة استمرت نحو عامين أعقبت هجوم حركة حماس على إسرائيل.

 وجاء التوصل إلى الهدنة بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استنادًا إلى خطة من 20 بندًا تضمنت وقفًا شاملاً لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من مناطق في القطاع.

كما نصت الخطة على تسليم إدارة غزة في مرحلة لاحقة إلى لجنة من التكنوقراط المستقلين، تحت إشراف "مجلس سلام" دولي يرأسه ترامب، في خطوة تهدف إلى ضمان الاستقرار وإعادة إعمار القطاع الذي شهد دمارًا واسعًا خلال جولات القتال الأخيرة.

ويأتي التحرك المصري في إطار جهود القاهرة المستمرة لتثبيت التهدئة ودعم مسار المصالحة الفلسطينية، وسط ترقب عربي ودولي لما قد يسفر عنه الحوار المقبل بشأن مستقبل غزة والمنطقة بأسرها.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. عمار الكحلوت: إن اللقاءات التي تجريها حركة حماس في القاهرة مع المسؤولين المصريين تمثل "محطة حاسمة" في رسم ملامح المرحلة المقبلة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحوار الفلسطيني – الفلسطيني الذي تعتزم مصر استضافته خلال الأيام المقبلة قد يشكل فرصة أخيرة لتوحيد الصف الفلسطيني بعد سنوات طويلة من الانقسام.

وأوضح الكحلوت -في تصريح للعرب مباشر-، أن القاهرة تتحرك بخطوات مدروسة لإطلاق حوار شامل يضم مختلف الفصائل الفلسطينية، بهدف التوافق على تشكيل لجنة كفاءات مستقلة تتولى إدارة شؤون غزة، في إطار ترتيبات ما بعد الحرب، مؤكدًا أن هذا المسار يحظى بقبول إقليمي ودولي متزايد.

وأضاف: أن حركة حماس أبدت استعدادًا غير مسبوق للانخراط في هذا المسار، بعد أن أبلغت الوسطاء موافقتها على تمكين لجنة الكفاءات المستقلة، وهو ما يعكس – بحسب تعبيره – "تحولاً في نهج الحركة باتجاه التهدئة وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".

وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري شكّل أساسًا مهمًا لإعادة تحريك الملف السياسي، خاصة أنه جاء في إطار خطة دولية متكاملة تضمنت وقف الحرب، وتبادل الأسرى، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع، تمهيدًا لتسليم الإدارة إلى لجنة التكنوقراط المستقلة.

وختم الكحلوت حديثه قائلاً: إن نجاح الحوار المرتقب في القاهرة "سيحدد إلى حد كبير مستقبل غزة"، مؤكدًا أن على الفصائل الفلسطينية أن "تلتقط اللحظة وتضع المصلحة الوطنية فوق الحسابات الحزبية، لأن المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية غير مسبوقة".