انشقاقات داخل حزب الله حول وقف إطلاق النار.. ماذا يحدث؟

انشقاقات داخل حزب الله حول وقف إطلاق النار.. ماذا يحدث؟

انشقاقات داخل حزب الله حول وقف إطلاق النار.. ماذا يحدث؟
حزب الله

تشهد أروقة حزب الله اللبناني حالة غير مسبوقة من الانقسامات الداخلية، تتعلق بقرار وقف إطلاق النار، وسط تطورات عسكرية وسياسية حرجة في المنطقة، هذه الانشقاقات تأتي في وقت يُنظر فيه إلى الحزب باعتباره طرفًا رئيسيًا في الصراع مع إسرائيل، ولكن يبدو أن الظروف الراهنة دفعت ببعض قادته إلى إعادة تقييم الاستراتيجية المعتمدة، خاصة بعد تلقيهم ضربات قاسية على مستوى القيادات العسكرية والسياسية، فقد أدت الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحزب منذ تفجيرات أجهزة البيجر واغتيال قيادات بارزة، إلى طرح أسئلة داخل الحزب حول جدوى استمرار المواجهة العسكرية دون إجراء تعديلات تنظيمية واستراتيجية.

*ترتيب الأوراق*


مصدر مطلع كشف لـ"العرب مباشر"، أن الجدل الدائر حاليًا داخل الحزب يشمل الرغبة في مواصلة القتال بشروط تختلف عن تلك المطروحة على الطاولة، وبينما كان حزب الله يرفض سابقًا أي وقف لإطلاق النار لا يشمل قطاع غزة، يبدو أن هناك تغييرًا في المزاج الداخلي قد يدفع الحزب نحو قبول وقف منفصل في لبنان، تاركًا غزة جانبًا في هذه المرحلة.

وفقًا للمصدر المقرب من حزب الله، يمكن أن يوافق الحزب على وقف إطلاق النار في لبنان دون أن يشمل غزة في الوقت الراهن، على الرغم من أنه الأمر نتيجة ضغوط وقتية قد تنتهي تلك الضغوط مع نجاح حزب الله في استعادة توازنه وتحقيق ضربات قاسية ضد إسرائيل.

وأضاف المصدر في حديثه لـ"العرب مباشر"، الضغف الحالي والموقف الراغب في وقف إطلاق النار يعود إلى العديد من العوامل، من بينها الاختراقات التي تعرضت لها منظوماته الصاروخية والسياسية، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف القيادة، هذه الضغوط دفعت بالحزب إلى التفكير في قبول وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، بهدف إعادة ترتيب أوراقه داخليًا.



* خسائر الحزب وتداعياتها


يقول المصدر، إن استهداف قادة حزب الله السياسيين والعسكريين أدى إلى زعزعة التماسك الداخلي، حيث فقد الحزب العديد من قيادات الصف الأول والثاني.

وتابع، إلى جانب ذلك، تعرضت منظومات الحزب الصاروخية لعمليات اختراق وتعطيل كبيرة من قبل إسرائيل، ما شلّ قدراته على الردع، هذه التطورات دفعت بعض الأصوات داخل الحزب إلى المطالبة بمراجعة استراتيجية شاملة، تشمل إعادة تنظيم القيادات والتكنولوجيات المستخدمة، بما يضمن استعادة الحزب لقوته العسكرية والسياسية.

يرى المصدر أن قبول وقف إطلاق النار في هذا التوقيت قد يمنح حزب الله فرصة لترتيب صفوفه من جديد، هذا الوقف، يحتاجه الحزب بشدّة لتحسين منظوماته الصاروخية التي تعرضت للاختراق، موضحًا إن في حالة نجاح الحزب في الانتهاء من التحسينات بنجاح خلال الأسابيع القادمة، فقد يعود إلى طاولة المفاوضات بموقف أقوى، ويضع شروطًا جديدة تتعلق بالصراع في غزة وبقاء الحزب كقوة مؤثرة في لبنان والمنطقة.


*تل أبيب وواشنطن*


من الناحية الأخرى، يقول المصدر، إن الولايات المتحدة ترى أن وقف إطلاق النار سيكون في مصلحة إسرائيل على المدى القصير، إذ إن استمرار القتال يزيد من احتمالية إعادة تفعيل الصواريخ والمسيرات التي لم يتمكن الإسرائيليون من اختراقها، كلما طال القتال، زادت قدرة حزب الله على إعادة تشغيل هذه القدرات، ما يزيد من خسائر إسرائيل.

وأوضح المصدر، أن على الرغم من أن الحزب لديه قرار على المستوى الميداني، إلا أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار مرتبطة بشكل وثيق بقرارات المحور الإيراني. إيران هي من تقود الحملة الإقليمية ضد إسرائيل وتتحكم في مسار الحرب.

لذا، فإن أي قرار بوقف القتال، سواء في لبنان أو غزة، يعتمد على استراتيجية إيران في المنطقة، في هذا السياق، يؤكد المصدر أن إيران تلعب دورًا رئيسيًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة؛ مما يجعل حزب الله مجرد ذراع في معادلة إقليمية أكبر.

*انشقاقات داخلية*


الانشقاقات داخل حزب الله ليست ظاهرة جديدة، لكن ما يجعل الوضع الحالي مختلفًا هو حجم الضغوط التي يواجهها الحزب على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية.

مع تفاقم الأزمات الداخلية وتعرض بنيته التنظيمية للاختراقات، يبدو أن الحزب أمام مفترق طرق. بعض القادة يرون أن وقف إطلاق النار الحالي قد يكون فرصة لإعادة ترتيب الصفوف والعودة بموقف أقوى، في حين يرى آخرون أن الحزب يجب أن يستمر في المواجهة حتى تحقيق أهدافه المعلنة.