خبراء : استهداف إسرائيل للدوحة رسالة تهديد خطيرة لكل العواصم العربية

خبراء : استهداف إسرائيل للدوحة رسالة تهديد خطيرة لكل العواصم العربية

خبراء : استهداف إسرائيل للدوحة رسالة تهديد خطيرة لكل العواصم العربية
قصف الدوحة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة -عصر اليوم الثلاثاء- هجومًا إسرائيليًا بطائرة حربية استهدف وفدًا من حركة حماس المشارك في مفاوضات التهدئة مع تل أبيب؛ ما أثار موجة إدانات عربية ودولية واسعة، وسط مخاوف من تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة.

وقال جيش الاحتلال -في بيان رسمي-: إنه نفذ بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك" عملية أطلق عليها اسم "قمة النار"، استهدفت القيادة العليا لحركة حماس، واصفًا إياها بـ"الإرهابية"، زاعمًا أن المستهدفين يقفون خلف هجوم السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل. 

وأكد البيان، أن العملية نُفذت بأسلحة دقيقة ومعلومات استخباراتية، مع اتخاذ إجراءات لتقليل الأضرار الجانبية.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن العملية استهدفت اغتيال قيادات رفيعة في حماس، مشيرة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الضوء الأخضر للهجوم قبل تنفيذه. 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بمقتل القيادي في الحركة خليل الحية، فيما نفت الحركة سقوط أي من قياداتها وأكدت نجاتهم.

وفي أول رد رسمي، أدانت وزارة الخارجية القطرية "الهجوم الإسرائيلي الجبان" الذي استهدف مناطق سكنية في الدوحة، معتبرة أنه "انتهاك صارخ للقوانين الدولية وتهديد مباشر لأمن المواطنين والمقيمين". 

وأكدت الوزارة، أن الجهات المختصة باشرت التعامل مع الحادث وأن التحقيقات مستمرة على أعلى المستويات.

كما أصدرت جامعة الدول العربية بيانًا حملت فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الهجوم، معتبرة أنه "سابقة خطيرة وانتهاك فج لسيادة دولة عربية"، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد.

وأعربت مصر عن إدانتها الشديدة "للاعتداء الإسرائيلي السافر" على الأراضي القطرية، مؤكدة -في بيان رسمي- أنها "ترفض أي استهداف لسيادة الدول العربية" وتدعو إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة الانزلاق لمزيد من الفوضى.

من جانبها، شددت الإمارات العربية المتحدة على "رفضها المطلق للهجمات التي تمس أمن الدول العربية واستقرارها"، داعية إلى "التحرك الدولي الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي".

كما أكدت المملكة العربية السعودية رفضها واستنكارها "للاعتداء الغاشم على الدوحة"، معتبرة أن "استهداف القيادات الفلسطينية في بلد عربي آمن هو تصعيد غير مقبول يقوض جهود السلام".

وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وسط ضغوط إقليمية ودولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم في قطاع غزة.

اعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدًا من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، يمثل "تحولًا خطيرًا في طبيعة الصراع"، مشيرًا أن "نقل العمليات العسكرية إلى عاصمة عربية هو تصعيد غير مسبوق ويهدد أمن المنطقة برمتها".

وأوضح فهمي -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"- أن العملية تعكس "رغبة إسرائيل في توجيه رسائل مباشرة لكل الأطراف الإقليمية والدولية، بأن تل أبيب ستلاحق قيادات حماس أينما كانوا"، لافتًا أن هذا النهج "سيزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني، ويجعل فرص التوصل إلى تهدئة شبه مستحيلة في المدى القريب".

وأكد الخبير السياسي، أن الاستهداف يعد "انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة عربية ذات وزن إقليمي"، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل "لوقف التصعيد، وفرض التزامات قانونية على إسرائيل، وضمان أمن العواصم العربية".

وشدد فهمي على أن "الإدانة العربية الواسعة من مصر والسعودية والإمارات وجامعة الدول العربية تمثل موقفًا موحدًا يجب استثماره سياسيًا لإرسال رسالة ردع قوية لإسرائيل"، محذرًا من أن "استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى انفجار إقليمي واسع".

وقال الخبير السياسي حامد فارس: إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدًا من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة يمثل "سابقة خطيرة وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ورسالة تهديد مباشرة لكل العواصم العربية".

وأوضح فارس -في تصريحاته لـ"العرب مباشر"- أن "اختيار إسرائيل تنفيذ عملية بهذا الحجم في دولة عربية مستقرة يكشف عن تصعيد استراتيجي غير مسبوق، ويؤكد أن تل أبيب باتت تعتمد سياسة توسيع دائرة الصراع خارج الأراضي الفلسطينية".

وأشار فارس، أن "العملية لا تهدد أمن قطر فقط، بل تمس أمن الخليج والمنطقة العربية بأكملها، وهو ما يفرض تحركًا عربيًا عاجلًا لوضع حد لهذه الانتهاكات"، مؤكدًا أن بيانات الإدانة الصادرة عن مصر والسعودية والإمارات وجامعة الدول العربية "تؤسس لموقف عربي موحد يجب تحويله إلى تحرك سياسي دولي لوقف التصعيد الإسرائيلي".

وأضاف فارس: أن "استهداف قيادات حماس في الدوحة ينسف أي جهود للتهدئة، ويؤكد أن إسرائيل اختارت التصعيد رغم دعوات المجتمع الدولي للسلام والاستقرار في المنطقة".