محلل سياسي : السودان يعيش أزمة متفاقمة منذ اندلاع الصراع المسلح في أبريل الماضي
محلل سياسي : السودان يعيش أزمة متفاقمة منذ اندلاع الصراع المسلح في أبريل الماضي
يشهد السودان في الفترة الأخيرة أوضاعًا إنسانية واقتصادية متردية أثرت بشكل كبير على حياة ملايين المواطنين، وذلك بسبب تصاعد الصراعات الداخلية واستمرار التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد، وفي ضوء ذلك ألقى السفير الحارث إدريس، ممثل السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي تناولت تطورات الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد في ظل النزاع المسلح المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
جاءت كلمته لتعكس حجم المأساة الإنسانية والسياسية التي يواجهها السودان، مع توجيه دعوات للمجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا لدعم السودان في محنته.
تدهور الأوضاع الإنسانية
ركز السفير على تدهور الأوضاع الإنسانية، مشيرًا أن الملايين يعانون من الجوع والنزوح، وأن العديد من المدنيين يواجهون خطر الموت بسبب نقص الخدمات الطبية وانعدام الأمن، ووصف المشهد في السودان بأنه "أزمة إنسانية غير مسبوقة"، مطالبًا بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.
في ضوء ذلك كشف الكاتب الصحفي السوداني عثمان ميرغني، بأن السودان يمر بواحدة من أصعب مراحله التاريخية نتيجة تصاعد النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ مما تسبب في كارثة إنسانية واقتصادية خانقة.
وأكد ميرغني، في تصريحاته الأخيرة، أن معاناة المدنيين تفاقمت بشكل كبير في ظل انعدام الأمن والخدمات الأساسية.
وأشار ميرغني، أن ملايين السودانيين يواجهون مصيرًا مأساويًا، حيث نزح أكثر من خمسة ملايين شخص داخليًا وفرّ العديد إلى الدول المجاورة؛ مما شكل ضغطًا إضافيًا على تلك الدول.
وأضاف: أن الانهيار في الخدمات الصحية والتعليمية بات يهدد مستقبل البلاد بالكامل، مع انتشار الأمراض وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات.
تفاقم الأوضاع المعيشية
وأوضح ميرغني - في تصريح للعرب مباشر-، أن الاقتصاد السوداني وصل إلى مرحلة خطيرة من الانهيار، حيث فقدت العملة السودانية قيمتها بشكل كبير، وارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات جنونية لا يستطيع المواطن العادي تحملها.
كما أشار أن انقطاع الإمدادات الغذائية أدى إلى تفاقم معدلات الجوع وسوء التغذية بين الأطفال.
الوضع الأمني
واختتم ميرغني تصريحاته، بالتحذير من أن استمرار النزاع يهدد بتقسيم السودان وتفكك نسيجه الاجتماعي، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في وقف فوري لإطلاق النار، والبدء في عملية سياسية شاملة تضع مصلحة السودان وأبنائه فوق أي اعتبارات أخرى.
تدهور الخدمات الأساسية
وتابع: أنه في ظل استمرار النزاع، تعرضت الخدمات الأساسية في السودان لضربة قاسية. يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. المستشفيات والمراكز الصحية أغلقت أبوابها في العديد من المناطق بسبب نقص الإمدادات الطبية وانعدام الأمن؛ مما جعل علاج المصابين والأمراض المزمنة شبه مستحيل.
يُذكر أن السودان يعيش أزمة متفاقمة منذ اندلاع الصراع المسلح في أبريل الماضي، وسط غياب أي بوادر حقيقية للسلام، ما يزيد من معاناة شعبه ويهدد استقراره.