يُعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة بروز البطن أو ما يُعرف معبالكرش، والتي قد تُسبب لهم الإزعاج من الناحية الجمالية والصحية على حد سواء. ورغم أن تناول الطعام بكثرة يُعد من أبرز الأسباب المعروفة لهذه المشكلة، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالعادات الغذائية ونمط الحياة والحالة الصحية التي تُسهم في ظهورها. 

في هذا التقرير، سنستعرض أهم أسباب بروز البطن والعوامل المؤثرة عليه، إلى جانب المخاطر الصحية المترتبة عليه.

أولاً: الأسباب الغذائية المؤدية إلى بروز البطن

تلعب العادات الغذائية دورًا رئيسيًا في تراكم الدهون وظهور البطن، ومن أبرز هذه العادات:

1. الإفراط في تناول السكريات:
تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر يؤدي إلى زيادة الوزن وبطء عملية التمثيل الغذائي، مما يرفع احتمالية تراكم الدهون في منطقة البطن.


2. الإكثار من الكحول والمشروبات الغازية:
يساهم الإفراط في الكحول في زيادة الدهون حول البطن، كما أن الغازات الناتجة عن المشروبات الغازية تبقى في الأمعاء فتؤدي إلى الانتفاخ.

3. تناول الطعام بسرعة:
تناول الوجبات بسرعة يؤدي إلى ابتلاع كميات من الهواء، وهو ما يتسبب في انتفاخ البطن وظهوره بشكل أكبر.

4. الإفراط في الأملاح والكربوهيدرات:
الملح والكربوهيدرات يسببان احتباس الماء في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة حجم البطن بشكل ملحوظ.

ثانياً: الأسباب المتعلقة بنمط الحياة

تلعب العادات اليومية دورًا كبيرًا في بروز البطن، ومن أهمها:

1. قلة النشاط البدني:
عدم ممارسة الرياضة يُضعف قدرة الجسم على حرق الدهون، مما يؤدي إلى تراكمها خصوصًا في منطقة الخصر والبطن.


2. قلة النوم:
تؤثر قلة النوم على الهرمونات المنظمة للشهية، وقد تدفع الشخص لتناول الطعام العاطفي أو غير الصحي.


3. التدخين:
أظهرت الدراسات أن المدخنين يعانون من تراكم دهون البطن بنسبة أكبر من غير المدخنين.


ثالثاً: الأسباب الصحية لبروز البطن

في بعض الحالات، يكون بروز البطن ناتجًا عن مشكلة صحية، مثل:

متلازمة القولون العصبي: تسبب انتفاخًا مستمرًا في البطن.

التهابات الجهاز الهضمي مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.

الاضطرابات الهضمية الناتجة عن حساسية الغلوتين.

الإمساك المزمن الذي يؤدي إلى امتلاء البطن بالغازات والبراز.

خزل المعدة أو بطء تفريغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء.

عدم تحمل اللاكتوز في منتجات الألبان.

أنواع معينة من السرطانات مثل سرطان القولون أو المعدة أو المبيض.


رابعًا: عوامل أخرى مساعدة على بروز البطن

هناك مجموعة من العوامل الإضافية التي قد تُسهم في بروز البطن، منها:

العوامل الوراثية (الجينات): بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لتخزين الدهون في منطقة البطن.

التوتر والضغط النفسي: زيادة هرمون الكورتيزول تؤدي إلى تراكم الدهون في البطن.

الاضطرابات الهرمونية: عدم توازن الهرمونات قد يؤدي إلى زيادة الوزن في هذه المنطقة.

انقطاع الطمث: تتجه الدهون بعد سن اليأس إلى التراكم في منطقة البطن لدى النساء.

الدورة الشهرية: قد تُسبب متلازمة ما قبل الحيض انتفاخًا مؤقتًا في البطن.

مخاطر بروز البطن على الصحة

إن تراكم الدهون في منطقة البطن لا يؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل يرتبط أيضًا بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل:

مرض السكري من النوع الثاني.

أمراض القلب والشرايين.

ارتفاع الكوليسترول الضار.

مرض الكبد الدهني.

التهاب البنكرياس.

بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون.

القياسات المقلقة لمحيط البطن

يُعتبر قياس محيط الخصر من المؤشرات المهمة على مدى خطورة تراكم الدهون في هذه المنطقة:

النساء: 89 سنتيمترًا أو أكثر يُعد مؤشرًا للقلق.

الرجال: 101 سنتيمترًا أو أكثر قد يشير إلى وجود خطر صحي.

إن بروز البطن ليس مجرد مشكلة جمالية، بل قد يكون إنذارًا لمشكلات صحية أعمق تتطلب الانتباه والعلاج. لذا، من المهم اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على نمط حياة صحي لتجنب تراكم الدهون في منطقة البطن.

 كما يُنصح باستشارة الطبيب في حال استمرار الانتفاخ أو ظهور أعراض غير طبيعية، لضمان التشخيص السليم والعلاج المناسب.