رويترز: الأطراف المتحاربة في السودان تقترب من اتفاق لوقف إطلاق النار
أكدت رويترز أن الأطراف المتحاربة في السودان تقترب من اتفاق لوقف إطلاق النار
وردت أنباء عن اقتراب الأطراف المتحاربة في السودان من اتفاق لوقف إطلاق النار مع تصاعُد القتال في الخرطوم مع اشتباكات عنيفة وضربات جوية، حيث يجتمع ممثلو الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في جدة منذ نهاية الأسبوع لإجراء محادثات بوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتهدف المفاوضات إلى تأمين هدنة فعالة والسماح بوصول عمال الإغاثة والإمدادات بعد قرابة أربعة أسابيع من القتال في العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد، بعد أيام من عدم التحرك على ما يبدو، قال مصدر مطلع على الوساطة لوكالة "رويترز" الإخبارية الدولية: إنه تم إحراز تقدُّم وإن اتفاق وقف إطلاق النار متوقع قريبًا.
كواليس المفاوضات
وكشف مصدر ثانٍ مطلع على المحادثات أن الاتفاق قريب، حيث استمرت المحادثات حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركية ، فيكتوريا نولاند: إن المفاوضين الأميركيين كانوا "متفائلين بحذر" بشأن ضمان الالتزام بالمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، وأضافت أن الولايات المتحدة تبحث أيضًا عن أهداف مناسبة للعقوبات إذا لم تدعم الفصائل المتحاربة ذلك.
وأفاد سكان الخرطوم التي شهدت أعنف قتال عن معارك برية في عدة أحياء يوم الأربعاء، كما وردت أنباء عن إطلاق نار كثيف في شمال أم درمان وشرق بحري، وهما مدينتان متجاورتان يفصلهما نهر النيل عن العاصمة.
وأشارت الوكالة الدولية، إلى أن الجيش السوداني يقصف أهدافا في أنحاء المدن الثلاث منذ يوم الثلاثاء فيما يحاول اقتلاع قوات الدعم السريع من المناطق السكنية والمواقع الإستراتيجية التي تم الاستيلاء عليها في وقت مبكر من الصراع.
غارات جوية مكثفة
قال أحمد، أحد سكان حي بحري شمبات ، "كانت هناك غارات جوية مكثفة وقذائف آر بي جي منذ الساعة 6.30 صباحًا"، مضيفًا: "نحن مستلقون على الأرض وهناك أشخاص يعيشون بالقرب منا فروا إلى النيل لحماية أنفسهم هناك تحت السد".
وأفادت الوكالة الدولية، أن الصراع تسبب في أزمة إنسانية في ثالث أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة، ما أدى إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد ودفع 150 ألفًا إلى الفرار إلى الدول المجاورة، كما أثار اضطرابات في منطقة دارفور بغرب السودان.
قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: إنه من المتوقع أن يقع ما يصل إلى 2.5 مليون سوداني في الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الصراع، ما يرفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى 19 مليونًا.
اشتعلت الأزمة في السودان خلال شهر إبريل الماضي، عندما شنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية هجوما على العاصمة الخرطوم في محاولة لإزاحة الجيش السوداني عن الحكم وتسليم البلاد لحكومة مدنية، وتسبب الصراع في فرار 150 ألف شخص إلى تشاد وإريتريا ومصر والسعودية فضلا عن نزوح 700 ألف آخرين لمدن جنوب السودان.